بقلم: جعفر النصراوي
ردّد بصوت عال وصوت أجش بمنتهى النشاز (رائعة عبد الوهاب تك تك دمدم تك تك جفنه علم الغزل ترا تر ترا ومن العلم ما قتل ترا ترا ترا).
وهو يخفف سرعة سيارته المتهالكة في الممرات الثلاث المخصصة للعامة عند نقطة تفتيش أخرى في بلده المتخم بالخوف حين أبطئت سرعة المركبة انتبه إلى عداد الوقود ينحدر أكثر تحت الخط الأحمر ويكاد ينفذ منه، وهو لا يحمل في جيبه سعر لتر واحد من الوقود ليعيد ملأ الخزان.
واصل الغناء بصوت أعلى بعد أنّ توقف في الصف الطويل...(((((فخرقنا نفوسنا في جحيم من القبل ترى تيرا ترا ترا، تم تك دم تك .. هاتها ها ها هاتها من يد الرضى جرعة تبعث الجنون كيف يشكو من الضما من له هذه العيون تم تتتك تم ...
استغرب فعله المصطفون على الجانبين الذين أنزلوا زجاج نوافذ سيارتهم المتهالكة، مثله رأى في عيونهم المختلفة الألوان المتشابهة البؤس سؤال واحد تقريبًا
شبيك تخبلت بها لظهري؟؟؟ ....فرد بذات الصوت العالي
شيريد يصير أكثر ....
تناهى إليه صدى ضحكاتهم المكتومة ....
وفي ذات الوقت كان الممر المعبد للمبجلين على يسار يساره يمرر سيارات السادة المبشرين بسياراتهم المظللة عبر الخط العسكري الذي لا يخضع للتوقف والتفتيش ...
شعر براحة غريبة لا لشيء إلا لأن أولئك المبشرين لم يسمعوا غنائه بسبب إغلاقهم زجاج المركبات المظلل بالعتمة لأن كثير منهم يعرفونه فهو ذات المجنون الذي يحرجهم في كل مرة يكذبون فيها عندما يعقدون مؤتمراتهم الصحفية .....الراحة كان مبعثها أنهم لم يسمعوا صوته ولا مرة خارج إطار العمل ولا يعرفون عنه شيء إلا ما تتناقله الحاشية بأنه يمتلك الكثير .......
كل من لام في الهوى تك تك لام في الهوى هكذا الحسن قد أمر.... تك تك
إن عشقنا فعذرنا أنّ في وجهنا نظر ....تك تك