بيروت -غنوة دريان
يعدّ الزعيم عادل إمام، أول من كسر قاعدة الممثل الوسيم، وأصبح بطلا دون منازع، وزعيما على عرش الكوميديا، احببناه جميعا لأنه يشبهنا. فمن الممكن أن يكون صديقا لك، أو جارا وقريبا بملابسه المتواضعة، وادائه التلقائي هذا عدا عن خفة الظل، التي لا يضاهيها أحد من أبناء جيله، سوى زميل عمره المرحوم سعيد صالح.
ولكن عادل امام، كان أذكى منه بكثير لأنه استطاع أن يوظف موهبته في المكان الصحيح، وأن يقدم الأعمال التي تحاكي مشاكل المواطن العربي، سواء على خشبة المسرح أو من خلال افلامه السينمائية التي كانت الناطق الرسمي، باسم اي مواطن عربي من المحيط إلى الخليج تصدى إلى الإرهاب، وذهب إلى اسيوط في عز أزمته مع الجماعات التكفيرية، وعرض مسرحيته هناك.
وكرسه جمهوره زعيما، وكدنا أن ننسى أن اسمه عادل إمام. فالكل أصبح يناديه الزعيم، مع وحيد حامد وشريف عرفة شكلوا ثلاثيا عزف على اوتار همومنا جميعا هذا هو عادل إمام الذي نعرفه ونحبه حتى مسلسله "فرقة ناجي عطا الله" الذي عرض منذ ثلاث سنوات وبالرغم من الثغرات التي احتوت عليها القصة، إضافة إلى المطبات الإخراجية، ولكننا تقبلنا المسلسل لأن بطله عادل امام، هذا العام ومع عفاريت عدلي علام، نقول لعادل امام أن هذا المسلسل لا يليق بك على الاطلاق لا شكلا ولا مضمونا، واذا كان عادل امام من الممثلين القلائل الذي يحق لهم بأن تكتب السيناريوهات لأجلهم، فكان عليه هذه المرة أن يغير جلده بعد ان تعاون لسنوات عديدة مع الكاتب يوسف معاطي.
وعادل إمام ما زال مصرا وهو ابن الـ77 عاما أن يكون الرجل المحبوب من الفتيات اللواتي من الأجدر أن يكن حبيبات ابنه محمد إمام، وحاولنا أن نبحث في المسلسل عن عبرة او رسالة يريد أن يقولها عبر عفاريته، وخاصة عفريتته سلا التي احبته حتى تحولت من جنية رائعة الجمال إلى حيوان اليف، ولكننا لم نجد لا العبرة ولا الرسالة، والنقاد لم يظلموا عادل امام هذه المرة بل على العكس هم رفضوا أن يكون بعد كل هذه السنوات من العطاء، متواجدا في رمضان لمجرد التواجد.
ويعلق الناقد محمد حجازي على مسلسل عادل إمام بالقول، ولم يكن يريد أن يراه بهذا الدور الذي لا يليق به على الإطلاق ولا بتاريخه، ولم يكن بافضل حالاته على الاطلاق، وكانه كان يؤدي اللقطة بتوجيه من المخرج، من دون أن تكون روح عادل امام موجودة من خلال التوهج الذي تعودنا عليه. وإما الناقدة زكية ديراني فقالت إن هذا الممثل الكبير كان عليه أن لا يخوض السباق الرمضاني كما فعل الممثل الكبير يحىى الفخراني، ولكن يبدو أن عنصر المال قد اغراه الي حد جعله يضحي بكل تاريخه الفني من أجل "عفاريت عدلي علام "، خاصة وانه الوحيد الذي لا زال يؤمن بمقولة النجم الاوحد ولم يدرك أن الزمن الفني قد محى هذه المقولة إلى غير رجعة.
وقالت الناقدة جوزفين حبشي، إن المشاهد العربي يعشق عادل إمام، ولكن كان يريد أن يراه بشكل مختلف وعادل إمام يدرك بذكائه بان العصر اليوم هو عصر البطولات الجماعية، فلماذا لم ياخذ هذا الواقع بعين الاعتبار نحن لا نطالبه بالاعتزال على الاطلاق. بل بالعكس نريده ان يمثل ويمثل طالما هو قادر على ذلك ولكن بشرط ان يقدم لنا جديدا.
وهو في هذا المسلسل كان الممثل النمطي بامتياز وإلى جانبه مجموعة لم تستطع اضافة اي شيء إلى المسلسل، خاصة هالة صدقي الذي كان اداؤها مبالغا فيه إلى حد بعيد، ولم يستطع عادل امام وللمرة الأولى سرقة الكاميرا من الممثلين الذين كانوا إلى جانبه، وهذا ما لم نعتد عليه على الاطلاق.
وأما الناقدة ماري ريتا عبده فعلقت على مسلسل عادل امام بالقول، "لم يكن عادل امام على الاطلاق، أما أنه تورط في العمل وهذا ما لا يمكن أن يقدم عليه ممثل بحجمه، أما أن المنتج تامر مرسي قد اغراه بالمال للاقدام على هذه القصة الناقصة، وعندما كنا نشاهد اعمالا لعادل امام كنا نتغاضى كثيرا عن الثغرات في السيناريو والإخراج، ولكن في هذا المسلسل لم نستطع أن نفعل ذلك لان عادل امام لم يكن زعيم الكوميديا، أو الممثل القدير الذي تعودنا عليه، ونفس تعابير الوجه نفس النظرات اداء معلب بامتياز.
وهكذا رأى النقاد عادل امام 2017 وكأنه ليس عادل إمام، فاذا أراد أن يحافظ على عرش الزعامة عليه أن يبدل كاتب السيناريو، وأن يعود إلى دوره الطبيعي، أي بارومتر هموم الناس والممثل الحقيقي لالامهم واحلامهم، والا فليسترح في رمضان المقبل، ويستعيد لياقته التمثيلية ليبقى زعيما للكوميديا حتى آخر رمق.