القاهرة ـ وكالات
مدينة الأقصر تشهد خلال الشهر الجاري فعاليات الاحتفال بالذكرى التسعين لاكتشاف كنوز ومقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون. والمسؤولون يؤكدون أن الاحتفالات ستكشف النقاب عن حقائق جديدة تتعلق باكتشاف كنوز توت عنخ آمون تشهد مدينة الأقصر، ، طوال أيام وليالي شهر تشرين ثان/ نوفمبر الجاري مجموعة من الفعاليات والأنشطة الفنية والفكرية والثقافية، التي يشارك في أقامتها المؤسسات الأثرية والثقافية المصرية. وتأتي هذه الفعاليات والاحتفالات في مدينة الأقصر التاريخية ضمن الذكرى التسعين لاكتشاف كنوز ومقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون (1354- 1345 قبل الميلاد)، الملك الطفل الذي نقل مصر إلى العالم ونقل العالم إلى مصر. و توافق هذه الذكرى يوم الرابع من تشرين ثان/ نوفمبر من كل عام وهو التاريخ الذي تطالب أوساط سياحية وثقافية وأثريةباتخاذه عيداً قومياً للأقصر. و تجرى تلك الفعاليات التي تتنوع ما بين معارض وندوات ومحاضرات وعروض فنية في مكتبة الأقصر العامة وقاعة المؤتمرات الدولية في المدينة وكلية الفنون الجميلة ومتحف التحنيط ومتحف الأقصر. كما تشهد الساحات المواجهة لمعابد الأقصر الفرعونية وميادين المدينة عروضاً فنية وفلكلورية لفرق الفنون الشعبية.وينظم قطاع المتاحف في الأقصر موسماً ثقافياً خاصاً ضمن الفعاليات الفكرية والثقافية الخاصة بإحياء الذكرى التسعين لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، حيث يحاضر عدد من علماء المصريات وأساتذة الفنون والآثار، كما تنظم نقابة المرشدين السياحيين في الأقصر موسماً ثقافياً مماثلاً. وقال الباحث المصري فرنسيس أمين إن معرضاً كبيراً سيقام ضمن احتفالات مصر بالذكرى التسعين لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون سوف يحوى صوراً نادرة تحكى يوميات الكشف الأكبر من نوعه في التاريخ كما سيتم عرض صحف مصرية وعالمية صدرت في شهر تشرين ثان/ نوفمبر من عام 1922 واحتوت على أخبار وتفاصل الاكتشاف أولاً بأول. كما سيجري عرض كل ما صدر من كتب عن الملك توت عنخ آمون وكنوزه وأضاف فرنسيس أمين أن محاضرات ستلقى على هامش المعرض يمكن لها أن تلغي الكثير من النظريات المتعارف عليها بشأن اكتشاف كنوز توت عنخ آمون وستقدم جديداً يزاح عنه الستار لأول مرة. كما تتضمن الاحتفالات وضع النموذج المقلد لمقبرة توت عنخ آمون والذي قررت جمعية محبي المقابر الملكية الفرعونية بسويسرا تقديمه كهدية لمصر بجوار منزل مكتشف المقبرة الأصلية اللورد كارتر في البر الغربي بالأقصر، بجانب دعوة أقارب وأحفاد هوا رد كارتر المستكشف الانجليزي الذي اكتشف المقبرة و اللورد هر برت ايرل كارنا فون الخامس، ممول الكشف. من جانبه قال محافظ الأقصر، الدكتور عزت سعد إن جميع الفعاليات الفكرية والثقافية التي تقام في الذكرى التسعين لاكتشاف مقبرة الملك الفرعوني الصغير توت عنخ آمون سوف تؤرخ وتناقش بالتحليل أحداث الاكتشاف لحظة بلحظة منذ رفع العمال في الرابع من تشرين ثان/ نوفمبر عام 1922 لأول عتبة حجرية في السلم المؤدى للمقبرة وحتى فتحها للزيارة. وحسب المحافظ، سيجري إلقاء الضوء على شخصية المكتشف الانجليزي هوارد كارتر واكتشافاته الأثرية في منطقة وادي الملوك قبل وبعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وأهم الاكتشافات التي شهدتها الأقصر وعشاق الأقصر من علماء المصريات في العالم، والأقصر في العصور الإسلامية والمسيحية والرومانية، والأقصر بين الأمس واليوم . يُذكر أنه في يوم السبت الموافق الرابع من تشرين ثان/ نوفمبر في عام 1922 ميلادية كان بداية لكشف من أعظم الكشوفات الأثرية في القرن العشرين، ففي الساعة العاشرة صباحاً من ذلك اليوم وبينما كان المستكشف الانجليزي هوارد كارتر يقوم بمسح شامل لمنطقة وادي الملوك الأثرية غرب مدينة الأقصر عثر على أول عتبة حجرية توصل عبرها إلى مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون وكنوزها المبهرة. وعثر هوارد كارتر على كنز توت عنخ آمون بكامل محتوياته دون أن تصل إليه يد اللصوص على مدار أكثر من ثلاثة آلاف عام، إذ أحتوى الكنز المخبأ على مقاصير التوابيت وتماثيل الملك الصغير والمجوهرات الذهبية والأثاثات السحرية والعادية والمحاريب الذهبية والأواني المصنوعة من الخزف، وقد أعطت محتويات المقبرة لعلماء الآثار فرصة فريدة للتعميق في معرفة طبيعة الحياة في عصر الأسرة الثامنة عشرة والتي تعد فترة ذات أهمية خاصة في تاريخ مصر القديمة.