موسكو - حسن عمارة
كشف المحققون في قضية تحطم الطائرة الروسية، أن الفتاة ماريا أيفيلفا (15 عامًا) كانت أول من مات في حادث تحطم الطائرة، حيث كانت تجلس أعلى المقعد الذي استقرت أسفله كيلو من مادة "تي إن تي" المفجرة.
وأوضح المحققون أن القنبلة التي قتلت 224 شخصًا على متن الطائرة كانت أسفل مقعد "31A"، وهو مقعد ماريا أو مقعد "30A" وهو مقعد السيدة ناديجدا باشاكوفا (77 عامًا) والتي كانت تجلس أمام ماريا مباشرة.
ولفت المحققون إلى أن هؤلاء الذين كانوا في المقاعد القريبة من المادة المفجرة قتلوا على الفور بفعل ما يعادل كيلو من المادة المفجرة، في حان عانى البعض من الذعر لفترة أطول حتى سقطت الطائرة على الأرض من ارتفاع 31 ألف قدم بمعدل 6000 قدم في الدقيقة الواحدة، وتم اكتشاف بؤرة الانفجار بفضل الاختبارات الكيميائية واختبارات الطب الشرعي للطائرة حسبما أفاد تقرير صادر الاثنين عن منظمة الأنباء الروسية.
وتشير إحدى وجهات النظر إلى وضع القنبلة تحت المقعد في المساحة التي توضع فيها سترة النجاة، وتمثلت منطقة الانفجار في ستة صفوف من المقاعد ما يترك هوة ضخمة في ذيل الطائرة ويدفعها إلى الهبوط نحو الأرض.
وبيّن تقرير وسائل الإعلام الموالية لـ"الكرملين"، أن المحققين استطاعوا تحديد المقعد الذي زرع المتطرفون أسفله القنبلة التي دمرت الطائرة.
وأضاف التقرير: "انفجرت القنبلة التي تعادل كيلو غرام من مادة تي إن تي المفجرة، وامتد الانفجار إلى الأمام ليصل إلى الصف 27 وامتد إلى الخلف ووصل إلى الصف 32، والركاب الذين احتلوا المقاعد بالقرب من القنبلة توفوا على الفور".
وكان المقعدين" 30A و31A" اللذان زرعت أسفلهما القنبلة لسائحين روسيين كانا في شرم الشيخ ولا يوجد أية مزاعم كبونهما انتحاريين لكنهما على الأرجح ضحايا أبرياء ضمن 224 راكبًا قتلوا في كارثة جوية هي الأسوأ على الإطلاق في روسيا.
وتعمل السلطات الروسية بشكل وثيق مع المصريين والبريطانيين الذين قدموا معلومات استخباراتية مفادها وجود قنبلة على متن الطائرة لاكتشاف من زرعها، وكشف الروس الأسبوع الماضي أن بريطانيا مستمرة في تقدير بيانات عن الحادث في 31 تشرين الأول / أكتوبر، وعرضت موسكو 50 مليون دولار لمن يدلى بمعلومات عن الحادث.
وأظهرت سجلات الطائرة، أن السيدة ناديجدا من فولخوف في منطقة سانت بطرسبرغ كانت مسافرة مع ابنتها ماغريتا (43 عامًا) والتي كانت بجوارها في مقعد "30B"، وزارت الأم وابنتها منذ عام قبل قتلهم في هذا الحادث المأساوي أثناء عودتهم من رحلة إلى مصر.
وكانت الفتاة ماريا أيفيلفا من سانت بطرسبرغ مع والدتها مارينا (44 عامًا) والتي كانت في المقعد المجاور لها "31B"، واختفت الطائرة "ايرباص A321" بعد 23 دقيقة من إقلاعها من شرم الشيخ من منتجع "ميليون 3" الذي يزوره الروس سنويًا متجهة في طريقها إلى سانت بطرسبرغ.
ونفت مصر وروسيا في البداية وجود قنبلة أدت إلى تحطم الطائرة، ولكن على مدى الشهر الماضي ظهرت أدلة تكشف أن تحطم الطائرة كان عملًا متطرفًا، ويمكن سماع صوت الانفجار من خلال الصندوق الأسود الخاص بالطائرة ما جعل المحققون يعتقدون أن قنبلة هي التي أدت إلى تحطم الطائرة.
وحلل كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وبريطانيا التسجيلات وقالوا إنهم 99.9% متأكدين من أن الصوت الذي سمعوه على متن الطائرة المتجهة من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرغ صوت قنبلة.
وذكر رئيس جهاز "FSB" الأمني الكسندر بورتنيكوف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "يمكن القول بشكل لا لبس فيه إن الحادث كان عملًا متطرفًا".
وتعهد الرئيس بوتين بالانتقام من مرتكبي الحادث قائلًا: "هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها روسيا جرائم متطرفة وحشية، ونحن لن ننسى هذه الهجمات، ويعتبر قتل شعبنا في سيناء من أكثر الجرائم الدموية إذا حكمنا من خلال عدد الضحايا، ونحن لن نمسح دموعنا وننسى ولكن سنذكر الأمر إلى الأبد".
وتورط بوتين حاليًا الذي دعم الرئيس الأسد ضد "داعش" بالضربات الجوية في جملة قصف أكثر عنفًا من أي وقت مضى ضد التنظيم المتطرف الذي أعلن مسؤوليته عن تحطيم الطائرة الروسية.
ونشر "داعش" صورة في مجلته الدعائية "دابق" توضح عبوة ناسفة مصنوعة من علب المشروبات الغازية، زاعمين أنها أسقطت الطائرة الروسية.
وأوضحت المجلة الدعائية التابعة لـ "داعش"، أن تحطيم الطائرة كان ردًا على موجة القصف العنيفة التي شنتها الضربات الجوية الروسية ضد المتمردين الذين يقاتلون الأسد.
ومن جانبه كشف بوتين، أن الضربات الدموية كانت بعد الحادث وشكّل تحالفًا مع فرنسا بعد هجمات باريس التي أسفرت عن مقتل 129 قتيلًا.
وتشكل فرنسا وروسيا حاليًا تحالفًا ضد "داعش" بعد أن كان الرئيس الفرنسي هولاند، يرفض التدخل في سورية في ظل بقاء الأسد في السلطة بسجله السيئ فيما يخص حقوق الإنسان، وتشارك البلدان حاليًا في هجوم واسع النطاق في سورية وتطلق أكثر من 100 ضربة جوية يوميًا تستهدف المواقع الرئيسية لتنظيم "داعش".