الرئيسية » نساء في الأخبار
تاتيانا فيتسرلينغ تشن هجومًا لاذعًا على اللاجئين المسلمين

برلين - جورج كرم

شنت أقوى امرأة في اليمين المتطرف الألماني تاتيانا فيتسرلينغ هجومًا غير عادي على المهاجرين المسلمين ودعت الناس الى محاربة "جهاد النكاح" الذي يستهدف بالأساس المرأة الغربية. وتحتل هذه المرأة المركز الثاني في القيادة في حزب "بيغيدا" المعادي للإسلام، وأكدت بأن السياسة الحالية ستضع النساء والرجال المثليين في خطر، وطالت انتقاداتها النخبة السياسية، مشيرة إلى أن ألمانيا "أصبحت بمثابة مكان مفتوح للأمراض النفسية مع السياسيين الحاليين، ونحن لم يعد لدينا الوقت لكرم الضيافة بعد اليوم، وعلينا محاربة أسلمة أوروبا قبل أن نضيع".
 
وتثير تصريحات فيتسرلينغ قلق طالبي الهجرة من أن اليمين المتطرف يستغل الأمر لإثارة الكراهية والعنصرية، وتابعت " لا يعني حزب بيغيدا أن يكون محقا من الناحية السياسية، نحن لا نهتم بذلك، فأصبحت شعبيتنا كثيرا في الآونة الاخيرة واستطعنا استعادة مكانة كنا قد فقدناها في السابق". وأضافت، "يجب منع الحجاب وإغلاق المساجد الراديكالية، فنحن بحاجة لجعل حياتهم أقل راحة، ويتوجب اجبار المهاجرين على التسجيل في مراكز الشرطة، ويجب البحث أكثر في سياسة الترحيل إذا استمروا بالتدفق الى بلادنا".
 
واسترسلت " في وقت السلم، نحن الالمان نحب أن نتصرف بشكل جيد مع المهاجرين، ولكن في مثل هذه الأوقات علينا نسيان التصرف السليم، فهذه معركة ضد الأسملة." وجاءت هذه التصريحات في الأسبوع الذي نظم فيه حزبها مظاهرات في جميع أنحاء البلاد ضد أسلمه الغرب وتحولت عدد منها لمواجهات عنيفة.


 
ويخشى الخبراء من تصاعد الخطاب في أقصى اليمين مما يزيد مخاوف لمزيد من الاضطرابات في جميع أنحاء اوروبا، وتوضح الخبيرة فيدايا رامالينجام التي تعمل في المعهد الألماني لمحاربة التطرف " يحاول حزب بيغيدا الاستفادة من خوف الناس من الهجرة الجماعية، ونحن نواجه لحظة خطيرة لأنه عندما يشعر الناس أنهم لا يستطيعون السيطرة على امر فهم يلجئون الى العنف".
 
وذهبت السياسية تاتيانا لمقارنة موقف اليسار الداعم للمهاجرين بمتلازمة ستوكهولم قائلة " بالرغم من أن المهاجرون يعتدون على النساء والمثليين ما يزال اليساريون يقدمون لهم الورود، فهم يهتمون بالشباب المسلم أكثر من اهتمامهم بالنساء الغربيات، اللواتي يتعرضن للاعتداءات". وتابعت "أنا أحب مثيري الشغب وأكن لهم الاحترام فهم من حموا الحزب في مسيرات منذ البداية ضد اليساريين، أستطيع أن أفهم لماذا يلجأ الرجال الى العنف فهذه ثورة ضد ما أسميه الاشتراكية الحالمة، ثقافتنا تشجع النساء وتحارب المسلمين".


 
وتخشى من أن اسلمة أوروبا ستوصل في النهاية الى اجبار الكنائس على ازالة الصلبان وحظر لحم الخنزير وسيطرة شرطة الشريعة، وتصبح ألمانيا دولة خلافة، وزعمت أن الاسلام عقيدة ملتوية. ووصف أحد زعماء الحزب ريني جان الذي تركه في العام الماضي تصريحات تاتيانا بأنها حزمة من الأكاذيب وقال: "لن تتحول الكنائس الى المساجد، ولن تصبح ألمانيا خلافة، ولن يحظر لحم الخنزير ولن يكون هناك شركة شرعية، وآنا أعلم كيف يعمل هذا الحزب وكيف يعمل سياسيون مثل تاتيانا، فهم يحاولن أن يستقوا أمثلة متطرفة معزولة ويبالغون في تأويلها في محاولة لإثارة الذعر".
 
وردت عليه تاتيانا بوصفه بالنرجسي، وعززت مزاعمها بالقول إن وسائل الاعلام والشرطة والطبقات السياسية تغطي على القصص السلبية للمهاجرين، وأكدت "فقد قائد الشرطة في كولونيا وظيفته لأنه ادعى بان حوادث التحرش الجنسي لم تحصل على يد المهاجرين وهو ليس الحالة الوحيدة، فقد فقدت السلطات والصحافة مصداقيتها وأصبحت كاذبة، ونحن نقول الحقيقة للناس".
 
وأصبح الخطاب المحرض على اللاجئين لغة واحدة يستخدمها اليمين المتطرف لتسخين المناخ السياسي للاستجابة لأزمة اللاجئين، ففي الأسبوع الماضي أشار زعيم أحد الاحزاب اليمينية AFD فرانك بيتري الى وجوب اغلاق الحدود في وجه اللاجئين وضرورة إطلاق النار علي المتسللين اذا توجب الأمر.


 
ووجد استطلاع للرأي أن مؤيدي هذا الحزب قفزت الى 12% بعد هذه الملاحظات، ليصبح ثالث أكبر حزب في ألمانيا، وأيدت تاتيانا تصريحات فرانك بيتري وأكدت على ضرورة إطلاق النار على المتسللين، مدعية ضرورة أن يكون الجيش جديا حتى يأخذه الاخرين على محمل الجد. وانضمت تاتيانا الى حزب بيغيدا في عام 2014 بعد اقالتها من وظيفتها كمديرة للعلاقات العامة في شركة نقل لدعمها ائتلاف ضد السلفيين، وفقدت منصبها في حزب AFD واتجهت لليمن الأكثر تطرفا الى حزب بيغيدا لتحل محل الزعيمة كاترين وارتيل، وارتقت في غضون أسابيع تصبح في الصفوف الاولى للحزب.
 
وغرمتها المحكمة في السهر الماضي بحوالي 500 يورو لأنها ادعت أن اعتداء حصل ضد صحفية في مظاهرة للحزب كانت ملفقة، وفتحت الشرطة تحقيقا في المزاعم بأنها تحرض على العنف من خلال دعوة الالمان الى التقاط العصي ضد المهاجرين. ويتصاعد الخوف حول المهاجرين بشكل ملحوظ، ففي الأسبوع الماضي دعى زعيم حزب بيغيدا لوتز باخمان على فيسبوك الزعماء السياسيين المحليين الى دعم هاشتاغ ضد اللاجئين، ويخشى الخبراء أن مثل هذه الثقة لدى زعماء اليمين المتطرف أتت في أعقاب أحداث التحرش الجنسي الكبيرة في رأس السنة.
 
ويستغل بيغيدا ازدياد عدد الألمان الفقراء ولا سيما البيض للضغط على الحكومة في موضوع اللاجئين، واستطاع أن يطلق في تشرين الأول/أكتوبر عام 2014 حملة تحت عنوان معارضة أسلمه أوروبا توسعت في النمسا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا. واستطاعت أخر مظاهراتها أن تحشد 5000 شخص، وكانت تاتيانا شاركت في اجتماع حاشد في وارسو حيث أطلق الفرع البولندي لحزبها، دعمت فيه بشكل صريح مثيري الشغب ودعت لضرورة اطلاق أيديهم والسماح لهم بالقيام بأنشطة استفزازية ضد المهاجرين.


 
وترفض أن تخفض من نبرة حديثها المحرضة، وتثير مخاوف الأشخاص الذين يرفضون موقفها ضد المهاجرين، والأشخاص الذين يعرفون أنها تستغل الهجرة لإثارة الكراهية. ويشير مكتب الاتحاد الالماني للهجرة واللاجئين أن حوالي 476.649 شخص طلبوا اللجوء في الاماني في عام 2015 وتظهر الأرقان أن كانون الثاني/يناير شهد لوحدة 50 ألف طلب، ولا يحظى الكثير من المعاديين للهجرة بتمثيل قوي في البرلمان، فالمستشارة الألمانية الداعمة لها أنجيلا ميريكل تحكم بائتلاف يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي ثاني أكبر حزب في ألمانيا وأطراف أخرى مثل حزب الخضر، الذين يشاركونها نفس موقفها المنفتح.
 
ويُلقي باللوم على نطاق واسع على ميركل كسبب في الأزمة الحالية، وجابت ضدها مظاهرات رفع فيها المتظاهرون صور لمريكل وهي ترتدي الحجاب وكتبوا عليها شعارات "خذي المهاجرين وارحلي". ويوضح الناشط البارز في محاربة التطرف ليوهانس فيلوس أن هذا التطرف هو تعويض عن الفشل السياسي فحزب بيغيدا يدور في حلقة مفرغة منذ عدة شهر ولم يحدث أي تأثير ملموس، وبين " يعرف قادته أنهم يحتاجون الى فعل شيء ولكن كل وعودهم باءت بالفشل لذلك تصاعدت لغتهم المتوحشة". وتعهد حزب بيغيدا بتشكيل حملة لوضع حد للضرائب التي تمول وسائل الاعلام الرسمية الألمانية، وإطلاق اجراءات قانونية ضد الحكومة الاتحادية ووعدت بكشف قضايا فساد في مؤسسات الدولة ولكن أيا منها لم يحد.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

بصمات لا تُنسى في حياة الملكة رانيا العبد الله…
ابنة شقيق الرئيس الأميركي تكشف عن فضيحة جديدة داخل…
تيخانوفسكايا تُشدد على أهمية أن تبقى أزمة بيلاروس "شأنا…
وفاة محامية تركية موقوفة في المستشفى بعد إضرابها عن…
قبلات حارة بين ترامب وميلانيا خلال "المؤتمر الجمهوري"

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة