لندن ـ كاتيا حداد
فقدت جينا تومبسون البالغة من العمر 33عامًا من مدينة إسكيس البريطانية، ثلاث وحدات من الدم ولحقت بها أضرار داخلية أثناء ولادتها لطفلتها إميليا، والتي تبلغ الآن من العمر 14 شهرًا.
وحذّرها الأطباء من خطر العودة إلى ممارسة أنشطة رياضية صعبة أو بذل مجهود كبير، ما قد يؤثر على صحتها، مؤكدين أنّها لن تصبح قادرة على المنافسة في رياضة كمال الأجسام، بسبّب الأضرار التي نتجت عن عملية الولادة.
جينا لم تأبه لهذه التحذيرات، وواصلت تدريباتها طوال الوقت للحفاظ على عضلاتها، ورفضت التخلي عن حلمها بتحقيق البطولات، ورغم تحذيرها من مخاطر صحية قد تؤثر عليها، تحدَّت جيما الأطباء، وقرَّرت العودة إلى رياضتها المفضلة.
وصرَّحت بأنَّها خائفة من تحذيرات الأطباء، قائلة "شعرت بالرعب عندما هرع الأطباء إلى غرفة الولادة، كنت أخشى حدوث شيء خطأ مع إميليا، وصُدِمت لما حدث لي؛ لكنني عازمة على الرجوع إلى عالم كمال الأجسام، فقد أمضيت كامل حياتي في رفع الأثقال، لذلك شعرت بالحزن لأن حلمي بأن أصبح لاعبة كمال أجسام لا يمكن تحقيقه".
وأضافت جينا "لم أتمكن من حمل اميليا ثلاثة أشهر، وخضعت لعلاج طبيعي للعضلات ستة أشهر، فقد تمزقت، والحمد لله دعمتني عائلتي، بالإضافة إلى زوجي دانيل ويلي".
واستطردت "بعد ثمانية أشهر من التوقف عن رفع الأوزان الثقيلة، أصبحت قادرة على ذلك مرة أخرى، عدت إلى الصالة الرياضية بعد أربعة أشهر من الولادة؛ ولكن سارت الأمور ببطء حتى استطيع تكوين قوة عضلاتي بشكل بطيء، وقبل ولادة اميليا وجدت في نفسي شخصية المدرب، وكنت قادرة على المنافسة في مسابقة لكمال الأجسام الشهر الماضي".
وتحاول جينا الموازنة بين كونها أم ولاعبة كمال أجسام، ولذلك أنشأت صالة رياضية في المنزل، قائلة "أضبط التمارين في أوقات نوم اميليا ورضاعتها، قبل أسبوع من المنافسة، تدربت لنحو ست مرات في الأسبوع، أكلت ست وجبات في اليوم، والتي تتألف من السمك الأبيض والخضار، ولكن اميليا كانت أولًا، المسابقة كانت صعبة ولكن رائعة، فزت بالمركز الثالث، وهذا انجاز بعد ذلك العام الذي مررت به".
وقررت جينا البدء جديًا في لعب كمال الأجسام في عام 2012، عندما التقت بالمدربة انيتا ألبرشت، على موقع "تويتر"، وصرَّحت بأنَّه "قبل حدوث االحمل، كان جسمي في أفضل أشكاله، تدربت على الوزن خمسة أعوام، ولكن كمال أجسام الإناث ألهمني وأعطاني فرصة للمحاولة، وكانت انيتا مدربة كمال أجسام ناجحة، وبعدها تدربت يوميًا للمشاركة في مسابقة تدعى "ميامي برو"، ولكنني اضطررت للانسحاب بسبب الحمل".
مع ذلك، لم يوقف الحمل جينا عن الذهاب إلى الصالة الرياضية، مؤكدة أنَّه "بعد الحمل في اميليا عانيت من نوعين من الانزلاق، ولحسن الحظ تم تصحيحهما من خلال العلاج الطبيعي، ولكن التجربة كانت مؤلمة، أنا ممتنة جدًا، كنت قادرة على العودة إلى هذه الرياضة التي أحبها، وأنا على أمل منافسة الرياضيين المحترفين العام المقبل".
جينا مثل جميع الأمهات، وجدت صعوبة في العودة إلى شكل جسمها القديم بعد الولادة، ولكنها الآن مدربة شخصية ومسرورة بالنتائج التي وصلت إليها.
من جانبها، أفادت المدربة أنيتا، بأنَّه "منذ المنافسة، لم تتحد جينا فقط الأطباء والتنبؤات الفيزيائية التي أكدت عدم قدرتها على رفع الأثقال مرة أخرى، ولكنها أصبحت مصدر إلهام للنساء والأصدقاء والعائلة، فقد وصلت إلى أفضل أشكالها على الإطلاق، والآن تتسلم جينا رسائل بشكل يومي من قبل النساء الأخريات لسؤالها المشورة وكيف تعاملت مع محنتها، ونظرًا إلى أنها مدرب غير مؤهل، كانت تنصحهن باللجوء إلى مدرب، وتناول الأطعمة النظيفة والتدرب بجد، وعدم اليأس أبدًا".