كييف ـ عادل سلامة
أفادت صحيفة ناشونال بوست أن احدى الكنديين الذين كانوا على متن الطائرة المصرية المنكوبة عرفت هويته، وهي أم كندية لثلاثة أبناء تدعى مروى محمد وكانت بين 66 شخص على متن الطائرة التي تحطمت فوق البحر الأبيض المتوسط بعد أن فقدت أثارها عن الرادار على بعد 10 أميال داخل المجال الجوي المصري, وأشارت الصحيفة إلى أن الأم تعمل سيدة أعمال ولديها ثلاث أبناء تتراوح أعمارهم بين 11 سنة و16 سنة، وترعرعت في ساساكتون ولكنها انتقلت في وقت لاحق مع عائلتها الى القاهرة حيث كانت تعمل كمديرة مشاريع في شركة أي بي ام, وأوضح أصدقائها أنها كانت عائدة الى مصر بعد زيارة لعائلتها في باريس، وما زال المحققون يحاولون معرفة ما حدث للطائرة المصرية مع تقارير متضاربة من جميع أنحاء العالم، وجاء في بعضها أن الحادث ربما يكون هجوم ارهابي، فيما البعض الآخر يعتقد أن الطائرة تحطمت بسبب انفجار على متنها.
ولم تجد السلطات الأميركية منذ ذلك الوقت أي دليل لدعم أي نظرية، وصرح وزير الشؤون الخارجية الكندي ستيفان ديون في بيان جاء فيه " بالنيابة عن الحكومة وجميع الكنديين، أود أن أعرب عن تعاطفنا العميق مع أسر وأحباء الضحايا على متن رحلة مصر للطيران MS804، المسافرة من باريس إلى القاهرة، بناء على المعلومات المتوفرة حاليا، نؤكد أن اثنين من المواطنين الكنديين كانوا من بين الركاب على هذه الرحلة."
وأضاف أن الحكومة الكندية تدرس امكانية المساعدة في جهود الانقاذ، وأشار أحد اصدقاء مروى وتدعى هالة براني أن الكثير من الذكريات تربطهما معا، وكان الابن الاكبر لمروى هو من أخبرها بالخبر، وتابعت " لقد مررنا بالكثير من المراحل معا، وقد ركبنا الكثير من الطائرات معا، وفكرت بالأشخاص على متن الطائرة ولكنني لم أعتقد أن احدى الضحايا ستكون منا، ولم تكن مجرد شخص عرفناه ولكنها كانت أعز الأصدقاء، انها ذكية جدا جدا، وتحب القراءة وتشارك دائما في المناقشات الفكرية وهي صريحة للغاية", وتابعت " وكانت تشجع أطفالها دائما على المشاركة في أنشطتها، وهي طيبة القب وشخص محب جدا، وعلى الرغم من أنها كانت ام عاملة الا أن علاقتها كانت ممتازة مع أولادها، وقد انتقلت الى القاهرة لأن زوجها يعمل في مجال صناعة النفط."
وكانت الطائرة المنكوبة تسافر من باريس الى القاهرة عندما اختفت عن الرادار بعد أن دخلت المجال الجوي المصري بعشر أميال في حوالي الساعة الثانية عشر والنصف صباحا بتوقيت جرينتش بدون نداء استغاثة, وقال وزير الدفاع اليوناني بانوس كامونيس أن الطائرة من نوع ايرباص ايه 320 انحرفت 90 رجة الى اليسار ثم 360 درجة الى اليمين، وبعدها انخفضت من 37 ألف دقم الى 15 ألف قدم واختفت عن الرادار بعد 10 الاف قدم, ويقول خبراء أمنيون ووزراء ومحققي الحوادث الجوية ان كل الدلائل تشير أن الطائرة استهدفت بهجوم ارهابي، وكلن المسئولون الامريكيون يشكون في هذه المزاعم مشيرين أنهم لم يجدوا حتى اليوم دليل على وقوع انفجار على متن الطائرة.
وتراجع السلطات الأميركية المعلومات الاستخباراتية في محاولة لإلقاء الضوء على ما يمكن أن يكون قد حدث بالطائرة، ولكن الديمقراطيين في لجنة المخابرات في مجلس النواب الأميركي يعتقدون أن هناك تقارير متضاربة حول سير الطائرة خلال الدقائق الأخيرة من الرحلة، ولا يوجد ما يؤكد حتى الان فرضية العمل الارهابي أو الفشل الهيكلي أو أي شيء آخر.
وأكد النائب عن كاليفورنيا ادم شيف " نحن نعمل مع الفرنسيين في محاولة ايجاد معلومات تمكننا من تسليط الضوء على أي من الركاب، ولكن لا يوجد شيء بعد يؤكد سبب تحكم الطائرة، ويبدو أنها انفجرت في الجو ولكننا لا نعرف السبب بعد", وصرح وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي أن امكانية وقوع هجوم ارهابي احتمال أقوى من العطل الفني، في الوقت نفسه تراجعت مصر للطيران عن بيانها السابق أنها عثرت على حطام الطائرة قبالة جزيرة يونانية من كارباثوس.
وغادرت ايرباص مطار العاصمة الفرنسية شارل ديغول الساعة الرابعة عصرا وتحطمت قبالة جزيرة يونانية بعد أن دخلت عشرة أميال في المجال الجوي المصري الساعة السابعة والنصف مساء وكان من المقرر أن تصل الى القاهرة الساعة الثامنة والربع بالتوقيت الشرقي.
وأعلنت مصر للطيران في البداية عن اختفاء طائرتها من خلال تغريدة على الانترنت جاء فيها " قال مصدر مطلع في شركة مصر للطيران أن الطائرة رقم MS804 التي غادرت باريس متجهة الى القاهرة اختفت عن الرادار", وأوضحت سلطة الطيران المدني أن أخر محادثة مع قائد الطيارة كانت الساعة ال12 صباحا بتوقيت غرينتش وكان في حالة معنوية جيدة، وقال أنه في مزاج جيد وقدم الشكر باللغة اليونانية عندما طلب الاذن بمغادرة المنطقة، وحاول المراقبون الجويون الاتصال مع الطائرة الساعة الثانية عشر و 27 دقيقة لتسليمها الى منطقة القاهرة ولكنها لم تستجب على الرغم من النداءات المتكررة, وكانت الطائرة على نقطة الخروج من أثنيا الساعة 12 و 29 دقيقة صباحا بتوقيت غرينتش، واختفت عن الرادار الساعة الثانية عشر و 29 دقيقة و 40 ثانية، وطلبت هيئة الطيران المدنية اليونانية المساعدة من الجيش للرصد الطائرة على الرادار العسكري ولكن لم يكن هناك مؤشر وبدأت البحث والإنقاذ الساعة الثانية عشر و 45 دقيقة.