برلين - المغرب اليوم
وضعت مجلة "فوربس" المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على رأس قائمة النساء القويات في العالم، للمرة السابعة خلال ثماني أعوام من الحكم. وتعد ميركل (59 عامًا) المرأة الأولى التي تتولى سدة الحكم في أوروبا، بعد رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر. وأوضحت المجلة عن أنجيلا دوروثيا ميركل أنها "معجبة كثيرًا بالأميرة الألمانية كاثرين العظمى، التي أصبحت إمبراطورة روسيا"، وأضافت أن "ميركل كانت ماهرة في اللغة الروسية، والرياضيات، وتحلم بأن تصبح بطلة تزلج على الجليد، وهي المرأة الأولى التي تتولى منصب مستشارة في ألمانيا، والأولى التي تحكم دولة أوروبية كبرى منذ عهد رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، وأول رئيسة حكومة منحدرة من ألمانيا الشرقية السابقة". وأضافت المجلة أنه "بعد ثماني أعوام على وصولها إلى سدة الحكم، بفضل تحالف بين محافظي حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، لا يبدو أن هذه الفترة الطويلة في السلطة نالت من طاقتها، حيث اكتسبت لقب ملكة الليل، بسبب قدرتها على الصمود خلال القمم الأوروبية في بروكسل، وكذلك شغفها بالأوبرا". وتابعت أنه "منذ 2009 تقود ميركل تحالفًا مع الحزب الديمقراطي الحر، وهي تتمتع في ألمانيا بشعبية لا مثيل لها منذ الحرب العالمية الثانية، مع أكثر من 60% من المؤيدين لها". ويبيّن الأخصائي في الشؤون السياسية أوسكار نيدرماير أن "ميركل أصبحت تمثل صورة والدة الأمة، إنها تجسد الإنسان العادي، وتدافع عن المصالح الألمانية في الأزمة"، مشيرًا إلى أن "كل ذلك يجعلها تبدو هادئة وواقعية وهذا يروق للناس". ويتهم خصوم ميركل بأنها "تدير شؤون البلاد يومًا بيوم، دون رؤية سياسية"، وميركل تؤكّد أنها "براغماتية، ولا تخشى تغيير مواقفها تغييرًا جذريًا، كما فعلت بشأن الطاقة النووية". وأوضح كاتب سيرتها غيرد لانغوث أنها "مثل أبو الهول، أي إنسانة كتومة، تعلمت عبر عيشها في ضوء نظام جمهورية ألمانيا الديمقراطية كيف تخفي ما تفكر به، وهي ترغب الآن في أن تبدو بصورة أكثر إنسانية". وبدأت ميركل مسيرتها السياسية في 1990 إلى جانب المستشار السابق هلموت كول، الذي اكتشف قدراتها، وكان يلقبها بـ"الفتاة الصغيرة"، وأسند إليها مستشار إعادة التوحيد منصبين كبيرين في وزارتي الأوضاع النسائية ثم البيئة. ورغم كونها "بروتستانية"، ومطلقة، فقد فرضت نفسها على رأس حزب كاثوليكي، معظم قيادييه من ألمانيا الغربية، ومنذ ذلك الحين تمكنت من إزالة جميع خصومها المحتملين من طريقها، وبعدما تزوجت للمرة الثانية من عالم كيمياء معروف، غير أنه يبقى في الظل، هو يواكيم ساور، احتفظت المستشارة، التي لم تنجب، باسم زوجها الأول ميركل. وواجهت ميركل، على الصعيد الشخصي، انتقادات ساخرة بسبب عدم أناقتها، لاسيما من طرف المصمم الألماني كارل لاغرفيلد، فهي ترتدي على الدوام سترة وبنطلون، مع أطقم عدة بألوان مختلفة.وتلزم ميركل التكتم على حياتها الخاصة، غير أنه من الممكن مشاهدتها أحيانًا تتبضع في "السوبر ماركت"، والترف الوحيد الذي تسمح به لنفسها حين تكون في عطلة هو قضاء أمسية في مهرجان الموسيقار "فاغنر" في بايرويت، وبعد ذلك تختفي بضعة أيام في الجبال، حيث تقوم بنزهات طويلة.