واشنطن ـ سناء المرّ
نفت الأميركية تريانا لين مانسفيلد أن تكون والدتها نيكول مانسفيلد التي لقيت مصرعها على يد النظام السوري خلال المعارك الدائرة هناك، تابعة لمنظمة إرهابية أو من ضمن عملاء جهاز المخابرات الأميركية. وقال تريانا التي تبلغ من العمر 18 عاما على الصفحة التي أنشأتها على موقع التواصل "فيس بوك" تخليدا لذكرى والدتها، والتي كانت ضمن ثلاث نساء غربيات قتلوا في كمين وقع في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنها لا تدري أسباب تواجد والدتها في سورية، إلا أنها انتقدت بشدة الأنباء التي زعمت بأن والدتها إرهابية، وأنها كانت عميلة للمخابرات الأميركية السي آي إيه. وأضافت أن والدتها "كانت مجرد مواطنة أميركية عادية تعرضت للتضليل على يد أفراد أرادوا فقط استغلالها لأنها مواطنة أميركية". وكانت نيكول لين مانسفيلد، وهي المواطنة الأميركية الوحيدة التي تلقى مصرعها في الحرب الأهلية السورية، قد توفيت في إقليم أدلب شمال سورية، فيما ذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أنها وامرأتين بريطانية وكندية، لقوا مصرعهم أثناء القتال في صفوف المعارضة السورية، بينما ألمحت تقارير صحافية إلى انتمائهن إلى جبهة النصرة التي تتبع تنظيم القاعدة. وأوضح أقارب القتيلة في تصريحات لصحيفة ديترويت فري برس الأميركية الذين يعيشون في منزل العائلة بمدينة فلينت في ولاية ميتشجان أنهم لا يعرفون ماهية الأفراد الذين كانت معهم، ولم يكونوا يعرفون حتى أنها سافرت إلى هناك. وقالت شقيقة القتيلة مونيكا مانسفيلد سبيلمان "لا أعتقد أنها كانت إرهابية ولكن الله وحده يعلم الحقيقة"، فيما أشارت في تصريحات إلى وكالة "رويترز" إلى أنها أصبحت تشعر"بالإنكسار"، وذلك في الوقت الذي أكدت فيه والدة القتيلة أبنتها امتلكت قلب من ذهب إلا أنها لم تكن ذكية بالقدر الكافي. وأضاف أحد أقاربها أن مكتب التحقيقات الفيدرالية هو الجهة التي أبلغت والديها بنبأ مقتل ابنتهما التي تبلغ من العمر 33 عاما. وكشف الفيلم القصير الذي أذاعه التليفزيون السوري في أعقاب القتال مع سيارة فولكس فاغن سوداء من طراز غولف ، يتردد أنها كانت تحملهن، وبدت عليها آثار طلقات الرصاص، فيما ترددت أنباء عن مقتل مواطن بريطاني يدعى علي المناسفي. وتقول التقارير السورية أنه تم التعرف على هوية نيكول مانسفيلد من خلال رخصة قيادتها وجواز سفرها الأميركي، كما عثر على بنادق كلاشنكوف في مكان الحادث. ويقول أقاربها أن مانسفيلد قد نشأت على المذهب البروتستاني ولكنها اعتنقت الإسلام بعد زواجها من رجل مسلم منذ عدة سنوات، وتقول ابنة أخيها أنها وبعد طلاقها ظلت على إسلامها وأنها قامت بزيارة إمارة دبي قبل ثلاث سنوات. ولم يعرف بعد كيف ومتى دخلت مانسفيلد ورفيقاتها إلى سورية ويعتقد أنهن وصلن إلى هناك عبر تركيا. ولم يعرف بعد ماهية جناح المعارضة السورية الذي كانت تحارب مانسفيلد في صفوفه، فيما قالت خالتها "لم أكن اعتقد أنها يمكن أن تنحدر وتذهب إلى هناك وتحاول إلحاق الأذى بآخرين". وقامت فتاة تؤكد أنها ابنة مانسفيلد واسمها تريانا لين مانسفيلد ، بنشر مجموعة من الصور تجمع بينهما كما كتبت رسالة لتخليد ذكراها تقول "أحبك يا أمي دائما وللأبد ولن أنسى ما تعلمته منك وأود أن أكرمك بطريقة أخرى ولكني غير قادرة على معرفة ما حدث لك الآن ، ولا أريد الآن سوى أن أرى وجهك وأسمع صوتك وألمس بشرتك من جديد ، وسوف أبقى قوية ولن أنساك". وتقول صحيفة الغارديان أنها لم تستطع بعد التأكد من مصادر مستقلة من صحة ما جاء على صفحة الـ"فيس بوك"، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية في بيان لها يوم الجمعة الماضي أنها على علم بالتقارير التي أشارت إلى وفاة مواطنة أميركية. وأوضح المتحدثة باسم الوزارة جين باسكي "لا نستطيع تأكيد نبأ وفاتها في ذلك الوقت وذلك في ضوء الظروف الأمنية الراهنة في سورية وفي ضوء عدم وجود أفراد قنصليين في سورية"، معربة عن شكرها للبعثة الدبلوماسية التشيكية في سورية لتقديمها المساعدة للولايات المتحدة في هذا الشأن.