لوس انجليس- أ ف ب
تتصبب بروك عرقا وهي توجه ضربات وركلات، وسط مجموعة من الشابات اللواتي يقبلن مثلها على الالعاب القتالية الحرة، يحذون بذلك حذو مواطنتهن البطلة الاميركية رواندا روسي.
وتقول بروك البالغة من العمر 20 عاما ان هدفها من هذه اللعبة والتمارين القاسية ليس الدفاع عن النفس وحسب، وانما ايضا تحسين لياقتها البدنية والتخلص من التوتر.
وتضيف بروك التي تدرس الصحافة بعد الانتهاء من تمرين شاق في لوس انجليس "الناس يظنون ان هذه الالعاب هي حكر على الذكور فقط، وهذا ليس صحيحا، الاناث يمكنهن ايضا ان يمارسن هذه الالعاب، يمكننا ان نكون قويات وان نستمتع ونتقدم".
وبحسب بروك، فإن الالعاب القتالية الحرة، او الفنون القتالية المختلطة (ام ام آيه)، تعاني من "صورة نمطية هي انها عنيفة وتسيل فيها الدماء وتثير الاشمئزاز، وهذا بسبب ما نشاهده في التلفزيون، لكن في الحقيقة لا داعي للعنف".
ولطالما هيمن الرجال على الالعاب القتالية المختلطة لسنوات طويلة، وهي لعبة تمتزج فيها فنون الجودو والملاكمة والكيك بوكسينغ والكاراتيه، وفنون قتالية اخرى.
وتصاعدت شعبية هذا النوع من فنون القتال بشكل صاروخي منذ عمدت شركة "التيمت فايتينغ شامبيونشيب" الى اعادة نقل مبارياته بحسب الطلب على شبكة مدفوعة الاجر، وهي تضم الان 800 مليون مشترك في العالم.
لكن يبدو ان مرحلة هيمنة الذكور على هذه الرياضة قد انتهت عندما دخلت ساحتها روندا روسي، الحائزة ميدالية برونزية في دورة الالعاب الاولمبية في بكين العام 2008.
وتبلغ روندا من العمر 29 عاما، وهي اشهر النساء في مجال الالعاب القتالية في العالم، وثامن رياضية في العالم من حيث الاجر الذي تتقاضاه، اذ يصل دخلها السنوي الى ستة ملايين و500 الف دولار منها ثلاثة ملايين و500 الف من الاعلانات وحدها.
واضافة الى المهارات الرياضية، اصبحت روندا نجمة بفضل ذكائها وجمالها، وواحدة من اكثر الرياضيين تأثيرا، ودخلت عالم هوليوود في عدد من الافلام مثل "فاست اند فوريوس 7" و "اكسيندبالز".
وكان لروندا تأثير كبير في دفع النساء الاميركيات الى ممارسة الالعاب القتالية "ام ام آيه"، واصبح هذا التوجه شائعا لدرجة ان السينما الاميركية تستعد لاصدار فيملين عن النساء في الالعاب القتالية.
ويقول جوش غروس الصحافي المتخصص في الشؤون الرياضية في حديث لوكالة فرانس برس "بفضلها، صارت نظرة النساء الى الالعاب القتالية المختلطة اقل عنفا مما كن يتصورن".
ويضيف "انها تلهم النساء بعروضها وبشخصيتها المميزة، انها اشبه ببطلة خارقة".
تشهد جنفييف سوزينكسي على حمى الالعاب القتالية المختلطة في الولايات المتحدة في السنوات العشر الماضية، وتقول هذه المدربة في عدد من نوادي لوس انجليس "مدهش ان نرى عددا متزايدا من النساء مرتاحات ومصممات على اكتساب مهارات جديدة".
وتشير الى السؤال الذي تتلقاه من النساء الجديدات في اللعبة "هل تؤلم؟"، ثم سرعان ما يتبدد هذا الخوف ابري مارتين واحدة من تلميذات جنفييف، وهي تتابع تمارينها بجدية عالية وسعي دائم للتقدم في فنون القتال.
وتقول هذه الشابة البالغة 21 عاما "اردت ان امارس رياضة تجعلني اقوى، ولا اشعر بالخجل منها"وهي، وعلى غرار زميلات لها مثل بروك، لا تشعر بالخجل ان بدا جسمها اقوى او بدت عضلاتها مشدودة، بل ترى في ذلك علامة على الصحة الجيدة، وعلى الجمال ايضا.