القاهرة - وفاء لطفي
لقبتها الملكة "إليزابيث" بلقب "السيدة القائد" مقابل ما قدمته من خدمات في الاقتصاد العالمي، ومترقب أن يتم تعيينها في فبراير/شباط ٢٠١٧ في منصب رئيس كلية الاقتصاد في إحدى جامعات لندن، طبقًا لما أعلنته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وستصبح بذلك المدير رقم 16 للكلية، قائلة: "يسرني قيادة هذه المدرسة التي تعد من أفضل مدارس تجري بحوث العلوم الاجتماعية والتدريس".
هي "نعمت شفيق"، أول امرأة مصرية في تاريخ إنجلترا تتولى منصب مدير كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية والتي تتمتع بمكانة مميزة في أوروبا والعالم أجمع، وهي واحدة من بين امرأتين في لجنة السياسات النقدية للبنك المركزي في إنجلترا المكونة من تسعة أعضاء، والمسؤولة عن تحديد أسعار الفائدة، ومن المقرر أن تتنحى عن منصبها بعد عامين من شغلها منصبًا في أحد الدور المصرفية البارزة، الذي وقعت معه عقدًا لمدة 5 أعوام، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى رئاسة كلية لندن.
وولدت في محافظة الإسكندرية عام ١٩٦٢، وانتقلت في فترة طفولتها “مع عائلتها إلى الولايات المتحدة الأميركية، لتعود مرة آخرى إلى مصر في مرحلة الثانوية العامة لتلتحق بعد ذلك بالجامعة الأميركية في مصر لمدة عام واحد وبعدها تسافر إلى جامعة "ماساتشوستس أمهرست" في الولايات المتحدة لتحصل منها علي شهادة البكالوريوس في الاقتصاد و العلوم السياسة، وبعد دراستها في الجامعة بدأت في تحضير الماجستير في الاقتصاد في إحدى جامعات لندن، وبعدهما حصلت على درجة الدكتوراه في الاقتصاد حول دور القطاعين الخاص والعام في مصر من كلية "سانت أنتوني" في جامعة أكسفورد.
في عام ٢٠٠٢ تزوجت وانجبت طفلين، ولديها 3 جنسيات "المصرية والأميركية والبريطانية"، وأصبحت "نعمت" أصغر نائب لرئيس البنك الدولي وذلك عام ٢٠٠٤، وهي بعمر ٣٦ عامًا، حيث كانت مسؤولة عن حافظة استثمارات مشروعات القطاع الخاص والبنية التحتية، كما أدارت المجموعات الدولية التي يتم استشارتها في الديون و السياسات العامة والاستثمارات في الأسهم، وذلك بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية في مجالات النفط والغاز والتعدين والاتصالات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتمويل المشاريع وضماناتها.
وفي عام ٢٠٠٨ تولت منصب السكرتير الدائم لوزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة، حيث كانت الرئيس التنفيذي لقسم برنامج المساعدات الثنائية في أكثر من ١٠٠ دولة، وتمويل الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الدولية وتطوير السياسات العامة والبحوث، وكانت ممثلة لقسم المعاملات الخارجية للوزارة، وخلال فترة ولايتها، وصفها وزير التنمية الدولية بأنها قائد دولي معترف به في التنمية.
أما في عام 2011، تولت منصب نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي حتي عام ٢٠١٤، وكانت مسؤولة عن عمل صندوق النقد الدولي في أوروبا والشرق الأوسط، كما كانت تترأس بانتظام مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، وتمثل المنظمة في مجموعة متنوعة من المنتديات العالمية، وكما كانت مسؤولة عن ميزانية إدارية قدرها مليار دولار لصندوق النقد الدولي، وحضرت مكان رئيس صندوق النقد الدولي، وصادف ذلك انعقاد اجتماع غاية في الأهمية لمنطقة اليورو عندما كانت هناك الأزمة الاقتصادية والمالية، وبعد ذلك أصبحت مشرفة على الأسواق والبنوك، وسعت من خلال منصبها لتحقيق الاستقرار في معدلات التضخم في المملكة المتحدة.
وفي عام ٢٠١٥ منحتها الملكة إليزابيث لقب "السيدة القائد" مقابل ما قدمته من خدمات في الاقتصاد العالمي، كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني السابق "ديفيد كاميرون" عن تعيينها في منصب عضو مجلس أمناء المتحف البريطاني لمدة 4 أعوام، واختارتها مجلة "فوربس" الأميركية ضمن قائمة النساء الأكثر نفوذًا في العالم عام 2015.