روما ـ ريتا مهنا
تحتفل إيما مورانو بعيد ميلادها الـ 117، وهي تعتبر آخر شخص على قيد الحياة ولد في القرن الـ 19, حيث ولدت في 29 نوفمبر\تشرين الثاني من عام 1899 أي قبل 4 سنوات من تجربة الأخوان رايت في الهواء وتعد أقدم معمرة في العالم وعاصرت خلال حياتها التي امتدت على مدار 3 قرون الحربين العالميتين وأكثر من 90 حكومة إيطالية.
ويمكن السر وراء عمرها المديد في الابتعاد عن الحكم الطبية المعتادة، وقالت مورانو الشهر الماضي في منزلها في فيربانيا وهي مدينة تقع شمال إيطاليا على بحيرة ماغوري: "أتناول بيضتين في اليوم وهذا كل شيء بالإضافة إلى الكوكيز لكنني لا أكل الكثير لأنني لا أملك أسنانًا"، واحتفلت موارنو بعيد ميلادها، الثلاثاء، وهي تجلس على كرسي في شقتها وبجوارها ابنتي اختها واثنين من مقدمي الرعاية وطبيبها.
وكانت موارنيو تلقت تهنئة من الرئيس الإيطالي تلاها مسؤول يتمنى لها "الصفاء والصحة الجيدة"، وظهرت خلال بث مباشر مع بعض القنوات التي تديرها الدولة وتلقت بعض الهدايا بسعادة بما فيها البسكويت المفضل لديها، والذي تناولت بعضًا منه مع الحليب وبعدها أطفأت الشموع على كعكة عيد ميلادها وعددها 3 شمعات وليس 117 نسبة إلى الـ 3 قرون وقالت مورانو ساخرة: "أتمنى لو يكن علي تقطيعها".
وأثناء تلقيها التهاني أكدت مورانو "سعيدة ببلوغي عامي الـ 117،عندما كنت صغيرة كان الجميع يقولون إنني ضعيفة ومريضة"، وفي حفلة أخرى حضرها رئيس البلدية وكعكة أخرى تم الترتيب لها لتكون بعد فترة الظهر أي بعد قيلولتها. وبهذا حققت مورانو رقمًا قياسيًا في موسوعة غينيس لتعلن الموسوعة أنها أكبر معمرة على قيد الحياة.
وأوضحت مورانو إلى قناة "رويترز"، الثلاثاء، أن حياتها لم تكن جميلة حيث عملت في مصنع إلى أن بلغت 65 عامًا، وأكدت مورانو في حديث لها قبل 5 سنوات مع صحيفة "لا ستامبا" أن خطيبها مات في الحرب العالمية الأولى وبعدها أجبرت على الزواج من رجل لا تحبه قائلة "إما أن توافقي على الزواج مني أو أقتلك" لتتذكر طريقة طلبه للزواج منها مؤكدًة "كنت في الـ26 من عمري عندما تزوجت".
وتعد مورانو هي الأكبر من بين 8 أطفال وتوفي أخوها الأصغر وتعرف أن الناس لطالما شعروا بفضول تجاهها وأشارت إلى: "يأتي الناس لكنني لا أدعوا أحدًا بل يأتون من أميركا وسويسرا والنمسا وتورينو وميلانو، فهم يأتون من جميع الأنحاء لرؤيتي".
وبتنحية أعياد الميلاد جانبًا فإن مورانو تعيش وحيدة بعد أن تركت زوجها العنيف في عام 1938 بعد وقت قصير من وفاة طفلها الوحيد، وعاشت وحدها تعمل في المصنع لإنتاج أكياس الغوت لتعيل نفسها، وعلقت مورانو على استقلالها وأنها لم تقدم لها الرعاية الدائمة إلا في العام الماضي ولم تترك شقتها الصغيرة المكونة من غرفتين منذ 20 عامًا، كما أنها لم تلازم السرير إلا في العام الماضي، ومع ذلك فإن عقلها متنبه لكنها أصبحت صماء وتتحدث بصعوبة ولا ترى بشكل جيد حتى لتشاهد التلفاز وتقضي يومها بين النوم وتناول الوجبات الخفيفة.