لندن - كاتيا حداد
كشف أستاذ جامعي متقاعد عن فزعه من فقدان زوجته، في حريق لندن، بعد أن أفلتت يده أثناء محاولة الهروب الجماعي من المبنى. وصباح عبدالله، البالغ من العمر 72 عامًا، كان يمسك بزوجته خديجة خلوفي، البالغة من العمر 52 عاما، أثناء اندلاع الحريق في برج غرينفيل، أحد أكبر الأبراج السكنية في لندن، حيث فرا من شقتهما في الطابق السابع عشر واندفعا نحو السلالم التي كانت مليئة بالدخان، ولا تزال الزوجة مفقودة، حتى الآن.
وقال الزوج "أشعر بالتيه، فلا أريد شيًئا سوى عودة زوجتي لي مرة أخرى". وهربا الزوجان بملابس النوم، حيث كانا نائمين عندما اندلع الحريق وامتلأ المبنى بالدخان. وأضاف الزوج، "قلت لزوجتي، ضعي جزءا من رداء نومك على أنفك للوقاية من الغبار، وجذبتها خارج الشقة في الطابق السابع عشر وكان أمرًا صعًبا للغاية، فالجميع كانوا يتدافعون بشكلٍ هائل، فالجميع كان يريد النجاة بحياته".
وتابع "كان التدافع هائلًا إلى جانب الدخان القاتل. فلم أستطع رؤية شيء سوى أقل من نصف متر أمامي، وكان الضجيج لا يُوصف، ولم يكن فقط الجميع يصرخ بل كان كل واحد متوترًا للغاية وخائفًا، ويتساءل عما يحدث، فلم يتوقع أحد حدوث ذلك. وكان الجميع في حالة سعال رهيب على إثر الدخان الأسود. وكان هناك خليط من الأعمار، لاسيما الكبار وبعض الأطفال".
وأضاف "وظننت أن الأمر على ما يرام، فزوجتي ورائي وكل ما على افعله هو الإمساك بيدها ووضع يدى الأخرى على أنفي ولكن لم أستطع الحفاظ على توازني، فكانوا يدفعونني يمينا ويسارا، ثم وجدت نفسي أترك يدها وأضع يدي على السور الحديدي، فلم أستطع الحفاظ على توازني واعتقدت أنها لاتزال آمنة خلفي. ولا أستطيع قول ما حدث بعد ذلك، فلم أكن في وعيّ حينها، فكان الأمر جنونيا". وعندما وصل صباح إلى الطابق الخامس عشر ووجد أن زوجته اختفت، استنتج أنها شقت طريقها إلى أسفل، ثم تبع النزول إلى أسفل المبنى.
وشعر بالصدمة عند خروجه من المبنى ولم يجد زوجته بأي مكان. وقال صباح "قال لي ضابط شرطة أن ابتعد من الطريق وقلت له إن زوجتي مفقودة ثم دفعني دفعة قوية، وسقطت على الأرض وأصيبت قدمي بجروح. لقد كانت ليلة مشوشة بالنسبة لي، فلم أستطع تحديد إذا كانت ليلة البارحة أم ليلة هذا اليوم أمس، ولم أستطع التركيز في أي شيء".
ووصف صباح زوجته بأنها "رائعة وسخية" وقد تعرف عليها عندما حضرت إحدى محاضراته في دراسات إدارة الأعمال في جامعة كينجستون وجامعة تشيلسي منذ 28 عامًا. وأضاف "تزوجنا وقضينا معا سنوات رائعة ولدينا أبناء". وقال صديق للعائلة، "تجد خديجة عندما تنظر إليها امرأة مفعمة بالحياة وذات قلب كبير، وهي متواضعة للغاية، وودودة للغاية وتفتح بيتها لأى أحد يزورهم ولا تتوقف عن تقديم الطعام لضيوفها، وهي شخص كريم ونقي للغاية، وتساعد الناس، وتهتم بجيرانها والجميع يحبها".