لندن ـ كاتيا حداد
افتتحت بريطانيا الخميس، اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث، واستقبلت الملكة إليزبيث ووريث العرش في قصر باكنغهام رؤساء الدول بمناسبة الافتتاح الرسمي للاجتماع الذي يستمر ليومين، فيما أخبرت كبار الشخصيات الأجنبية رغبتها المخلصة في اختيار الأمير تشارلز لتولي منصب زعيم دول الكومنولث، بينما يجتمعون الجمعة، لدراسة اختيار خليفتها الرسمي للرئاسة، بعدما أوضحت في خطوة غير اعتيادية أفكارها بشأن خلافتها، حيث قالت إنها تأمل أن يتمكن ابنها من مواصلة العمل المهم الذي بدأه والدها في عام 1949.
ولا يعد المنصب وراثيا، لكن الأمير تشارلز، الذي هو أيضا وريث عروش 16 من دول الكومنولث، من المتوقع أن يحصل على الموافقة، على الرغم من عدم الارتياح بين الجمهوريين المتحمسين مثل زعيم حزب "العمل"، جيريمي كوربين.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو، إنه يتفق مع رغبة الملكة في أن يخلفها ابنها تشارلز كرئيس للكومنولث، وفي مؤتمر صحافي في كندا هاوس في وسط لندن، أوضح "أتفق كثيرا مع رغبات صاحبة الجلالة في أن يكون أمير ويلز هو الرئيس القادم للكومنولث".
قرار الزعماء يصدر الجمعة
ومن المتوقع صدور القرار بشأن ما إذا كان ينبغي أن يخلف تشارلز أمه كرئيس للكومنولث عندما يصبح ملكا، من زعماء الدول يوم الجمعة، وسط تقارير تشير إلى أن أمير ويلز سيحصل على دعمهم، وستجري المناقشة خلال اجتماع القادة يوم الجمعة، حيث سيتحدث قادة الدول بصراحة ودون حضور المساعدين.
وعلى الجانب الآخر، سادت حالة من المرح والبهاء على الضيوف القادمين من جميع أنحاء العالم، حيث تم الترحيب بهم وسط أعلام دولهم وعلم دول الكومنولث البالغ عددهم 53 دولة، وسط إجراءات أمنية مشددة التي طوّقت الشوارع المحيطة بقصر بيكنغهام، فيما نقلت السيارات الضيوف إلى الساحة الأمامية؛ لافتتاح اجتماع رؤساء الحكومات، ودخلت العائلة المالكة حفلة الافتتاح، حيث الأمير تشارلز بجانب دوقة كورنوال ودوقة كامبردج، والأمير هاري ودوق يورك ودوق كينت، وكذلك الأمير الكسندرا والأميرة ميشال.
الملكة تتحدث عن رحلتها
وتولت الملكة إليزابيث المجموعة منذ عام 1952، ولكنها امتنعت عن السفرر لمسافات طويلة دعمًا للقمم التي تُعقد كل عامين منذ عام 2013، ينما من المقرر عقد القمة المقبلة في ماليزيا عام 2020، وفي كلمتها الافتتاحية عن رحلتها الاستثنائية، قائلة " عندما ألتقي بالقادة الشباب في هذا القرن، فإنني ألتقي برحلتي الالتزامية التي قمت بها في أفريقيا في 1947، حين كنت في سن الـ21، ومع اقتراب عيد ميلادي هذا الأسبوع، أتذكر الرحلة الاستثنائية التي قمت بها، والأشياء الجيدة التي تحققت"، مضيفة "ما يزال من دواعي سروري والشرف الكبير الاستمرار في خدمتكم كرئيس للكومنولث، وأن ألاحظ بكل رضا وفخر ازدهار الدول، ولأتمنى أن يستمر الكومنولث في تقديم الاستقرار والاستمرارية للأجيال القادمة، وأود أن يواصل أمير ويلز العمل المهم الذي بدأه والدي في عام 1949، كما أشارت "ومن خلال الاستمرار وإعادة تنشيط جمعياتنا وأنشطتن، أعتقد أننا سنؤمن عالما مزدهرا وأكثر استدامة، حيث عالم يحضر في الكومنولث الأمل للجميع".
تأكيدات بخلافة تشالز
وأيّد رئيس وزراء مالطا، جوزيف موسقط، الرئيس المنتهية ولايته في الكومنولث، تشارلز، ليخلف والدته الملكة، وذلك ليؤكد على دور الأمير المستقبلي الذي بدا أمرا أكيدا، قائلا "يشارك أمير ويلز بنشاط في شؤون الكومنولث، ويضع بُعدا قويا للمجموعة من خلال مشاريعه المختلفة الوطنية والعالمية".
وفي قاعة القصر، اجتمع الرؤساء ورؤساء الوزراء من جميع أنحاء العالم لإنطلاق القمة التي تستمر يومين، والتي تُعقد عادة كل عامين، لمناقشة قضايا الكومنولث الأكثر إلحاحا، وخلال حفلة الافتتاح، قدّمت تيريزا ماي الشكر للملكة على تفانيها المستمر للكومنولث، والمعروف باسم "عائلة الأمم"، في حين ألقت رئيس الوزراء كلمة أمام المندوبين الذين تم جمعهم، قائلة "هذه مناسبة للاحتفال، مع الفخر المتجدد بأسرة الكومنولث الرائعة".
وكانت مضيف الحدث هي ريتا تشاكرابارتي، وقدمت مجموعة من المطربين من جميع أنحاء الكومنولث الذين أدوا أغنية ناتاشا بيدينغفيلد "UnWritten".