لندن ـ كاتيا حداد
كشفت العروس الجهادية البريطانية التي ولدت في بريطانيا، والتي تزوجت أكبر عضو في "داعش" في أميركا، تانيا جورجيلاس، البالغة من العمر 33 عامًا أن العنصرية التي عانت منها في المملكة المتحدة أدت إلى انضمامها إلى الجماعة الإرهابية، قائلة إن التعصب الذي عاشته في هارو، لندن، غذى كراهيتها للغرب وبدأت تطرفها كشباب ثائر، مضيفة: "لقد واجهت الكثير من العنصرية, كنت أبحث عن وسيلة للانتقام، وكنت أرغب في استعادة الشرف مرة أخرى."
وأضافت جورجيلاس، أنه قادها إلى هذا الطريق زوجها السابق جون جورجيلاس، وهو مولود أميركي أعتنق دين الإسلام، ولديه أربعة أطفال، وأنتهي به المطاف إلى سورية، موضحة كيف حلمت بإنجاب سبعة أطفال ليصبحون مقاتلين ويهزمون كل القارات على وجه الأرض لصالح "داعش"، قبل أن تهرب لتصبح أمًا من سكان الضواحي في دالاس، وذكرت: "لقد رغبت بهؤلاء الأطفال لسبب واحد فقط، حتى يتمكنوا من خدمة الله كمسلمين، ومجاهدين".
وولدت تانيا في هارو كواحدة من ضمن خمسة أطفال من الزوجين البريطانيين البنغلادشيين نورال، الذي كان يعمل مسؤول بريد أول، وجاهانارا تشودري، كان اسمها عند مولدها جويا، لكنها كانت تعرف باسم تانيا بالنسبة لعائلتها وأصدقائها، وقالت إن الهجمات الإرهابية التي وقعت يوم 11 سبتمبر من عام 2001 كانت نقطة تحول لتطرفها.
في حين أجتهد أشقائها في المدرسة والتحقوا بالجامعة، يقال أنها دخنت القنب ولم تهتم بتعليمها حتى بدأت الدراسة في كلية جديدة في شرق لندن، وتعتقد عائلتها أنها كانت تحت تأثير مجموعة من الطلاب الجزائريين المحافظين جدًا، وبعد ذلك بدأت ترتدي الحجاب الكامل الذي يغطي الجسم بأكمله وتتبنى وجهات نظر الفصل بين الجنسين.
وتابعت تانيا تطرفها حتى سقوط البرجين في عام 2011، عندما كانت في السابعة عشرة من العمر، موضحة: "رأيت الأبراج التي تحطمت وذهبت إلى المدرسة في اليوم التالي، قلت لصديقتي:" أليس ما حدث مروعًا؟ " فنظرت إلي وقالت: "هل حقًا كان مروعًا؟ قالت "في تلك المرحلة أصبحت حقًا جهادية متشددة".
وبعد بضعة أعوام، كانت تقف في احتجاج ضد الحرب على العراق عندما قالت أنه كان هناك رجال مسلمين يوزعون ورقًا عليه عنوان موقع التوفيق بين المسلمين، ومن خلال الموقع التقت جون جورجيلاس، الابن الوحيد للطبيب العسكري الأميركي السابق العقيد تيموثي جورجيلاس وزوجته مارثا.
وترعرع جون في مدينة بلانو بولاية تكساس، وقد تمرد وهو مراهق، وأصبح مدمنًا للمواد المخدرة، وانقطع عن المدرسة، واعتنق الإسلام بعد فترة وجيزة من أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ووقع الزوجان في الحب بعد مناقشات الجهاد وأحلام الخلافة, وكان الزوجان متفقان تمامًا.
وبعد أن بدأ الزوجان يتحدثان في مارس 2003فرا بعدها بشهر من الولايات المتحدة إلى لندن، وبعد ثلاثة أيام من الاجتماع شخصيًا تزوجوا في حفل إسلامي وحلقا معًا إلى مدينة كوليج ستيشن في ولاية تكساس، ومنها سافرا إلى دمشق في سورية، حيث أصبحت معتقداتهم أكثر تحفظًا، ثم عادا لفترة وجيزة إلى المملكة المتحدة في عام 2004 للزواج بشكل قانوني.
وكانت تانيا حاملًا عندما أقام الزوجان حفلًا مدنيًا في أكتوبر في قاعة القوطية في روشديل، إنجلترا، ثم عادا إلى تكساس حيث سجن جورج في عام 2006 لتقديم المساعدة في تكنولوجيا المعلومات إلى المواقع الجهادية، وانتظرت تانيا للحصول على الإفراج المشروط في عام 2011، وذهب الزوج على الفور إلى لندن ثم إلى القاهرة.
وكان لديهما ثلاثة أطفال وطفل آخر في الطريق عندما، في عام 2013، بدئوا مناقشة الانضمام إلى "داعش" في سورية، وتقول: "أراد جون أن يذهب إلى سورية، وقلت أنني لم أكن مستعدة، كيف أذهب وأنا لدي أطفال صغار"، ولكنهم ذهبوا، على الرغم من أن تانيا كانت حاملًا في شهرها الخامس، مع أطفالهم الصغار.
وفي أغسطس / آب 2013، سافرت العائلة إلى سورية بالحافلة، وأقامت منزلًا في فيلا مهجورة لجنرال سوري في بلدة عزاز، ولم يكن هناك نوافذ، ولا مياه جارية، ولا يوجد سوى كمية ضئيلة من الطعام، وفي غضون أيام، مرضت تانيا والأطفال وعانوا من القيء والالتهابات.
وبعد أسابيع، في أيلول / سبتمبر، أقنعت تانيا جون بعودتها إلى تركيا، ووجدت طريقها من خلال حقل ألغام مع أصغر طفل لها في عربات التي تجرها الدواب، أعطاها جون عدة مئات من الدولارات، وذهب، وبمساعدة والدي جون، عادت إلى تكساس مع الأطفال، وسعت وحصلت على طلاق منه، وهو لا يزال في سورية حتى يومنا هذا، حيث أصبح أعلى رتبة أميركية في "داعش".
وفي الوقت نفسه تعيش تانيا مع والديه الأثرياء في ولاية تكساس، حيث عادت بسرعة إلى عالم التعارف عن طريق الإنترنت، وتوضح "عدت إلى المواعدة على موقع Match، كتبت مقالًا:" لدي أربعة أطفال، زوجي تركني ليصبح أسامة بن لادن المقبل، وحصلت على 1300 رد ".
وقد التقت بحبيبها الجديد كريغ، وهو عامل بتكنولوجيا المعلومات، في غضون 24 ساعة على الموقع، وعن زوجها السابق، الذي يبدو أنه متجه للموت من أجل رؤيته لخلافة مسلمة بينما تبحث "داعش" عن موقفها النهائي في ظل تضاؤل أراضيها، تقول تانيا: "أعتقد أن ما كان يفعله هو من أجل الصالح الأكبر, ولكن أحبه ولم أعد التصرف حيال ذلك، أنا لا أعرف كيف أجعل هذا الشعور يتوقف ".