كوبنهاغن ـ مارك سعادة
تواجه الطالبة الدانماركية الكردية التي تدرس السياسة والفلسفة "جوانا مالاني" (23 عامًا) التي فرت من وطنها لقتال "داعش" في سورية عقوبة السجن لما يصل إلى ستة أشهر بتهمة محاربة التنظيم المتطرف، وتواجه بالاني العقوبة من محكمة مدينة كوبنهاغن بعد أن انتهكت قانون المقاتلين الأجانب الدانماركيين والذي يهدف إلى منع الدانماركيين الذين يقاتلون إلى جانب جماعات إرهابية.
وتُحاكم بالاني وفقًا لهذا القانون على الرغم من أنها كانت تقاتل ضد الجهاديين المتطرفين، ويهدف القانون الصارم إلى تعزيز الجهود المحلية لمكافحة التطرف بسبب وجود أكبر عدد من المقاتلين الدانماركيين كمقاتلين أجانب في سورية، ولا تعد هذه المواجهة الأولى لبالاني مع الحكومة الدانماركية، حيث تمت مصادرة جواز سفرها العام الماضي من قبل الشرطة وجاهز المخابرات الدانماركية "PET".
وتم منع بالاني لمدة عام من السفر منذ سبتمبر/ أيلول 2015 بسبب قتالها مع الأكراد ضد "داعش" لكنها انتهكت الحظر عندما ذهبت إلى قطر في يونيو/ حزيران، وتواجه بالاني حكم بالسجن لمدة 6 أشهر لتحدي الحظر ، وستظهر مرة أخرى في المحكمة في 20 ديسمبر/ كانون الأول، وأوضحت بالاني أنها ذهبت للقتال مع أجل الأكراد في سورية ومن أجل حقوق الإنسان لكل الناس.
وكشفت بالاني في وقت سابق من هذا العام أنه من السهل جدًا قتل جنود داعش مقارنة بآلات القتل المتخصصة التابعة للرئيس الأسد، وأشارت بالاني خلال فترة تواجدها في البلاد التي مزقتها الحرب إلى الأهوال التي شهدتها في مقابلة لها مع لارا وايت من برودلي "Broadly"، وأوضحت بالاني أن صديقها المقاتل السويدي على خطوط القتال قٌتل في أول ليلة لها في المعركة على يد قناص أطلق عليه النار بين عينيه بعد أن رأى دخان سيجارته، ووصفت أيضًا اللحظة الفظيعة عندما وجدت مجموعة كبيرة من الأطفال المحتجزين للاعتداء الجنسي من قبل متطرفي "داعش" بعد تحرير قرية قرب الموصل.
وانضمت بالاتني بعد مغادرة الدانمارك في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 إلى وحدة حماية الشعب ثم قوات البشمركة المدعومين والمدربين من قبل الغرب، وأضافت بالاني: "يقاتل الأكراد من أجل الديمقراطية والقيم الغربية، وإذا قُتلت أو أسرت سأكون فخورة بسبب قتلي"، وأشارت بالاني إلى تعرضها للخطر باستمرار لكنها لم تتمنى العودة إلى وطنها مرة أخرى.
وأوضحت خلال مقابلتها: "لم أكن أتخذ الأمر على محمل الجد عندما وصلت إلى هنا ولكني فعلت بعد الهجوم الأول وأخذت الأمر على محمل الجد"، وبينت بالاني أنها أثناء وجودها في سورية قاتلت متطرفي داعش وقوات الأسد المعروفين بالهجوم باستخدام غاز الكلور وقنابل البراميل والقنابل المفرغة وجميعها محظورة بموجب القانون الدولي، وتقارن بالاني بين نوعي المقاتلين قائلة: " مقاتلي "داعش" يسهل قتلهم وهم جيدون جدًا عند التضحية بحياتهم الخاصة، ولكن جنود الأسد مدربين جيدًا وهم آلات خاصة للقتال".
وكانت بالاني بحلول نهاية وقت تواجدها في سورية جزء من الكتيبة التي حررت قرية قرب الموصل من أيدي "داعش"، وأوضحت أنها وجدت هناك فتيات صغيرات حبيسات بغرض الاعتداء الجنسي من قبل متطرفي "داعش"، وأكدت بالاني: "جميع الفتيات كّن دون سن 16 عامًا، والتقيت فتاة في المستشفى التي أحضرناها إليها وكانت سورية مسيحية وتوفت ممسكة بيدي لأن عمرها 11 عامًا وكانت حامل بتوأم، وكان وجهها الصغير متورم للغاية، وأذكر الطبيب وهو يبكي ويصرخ في وجهي ووجه جندي معي، أود أن أقدم حياتي إلى أوروبا من أجل الديمقراطية والحرية وحقوق المرأة، أشعر وكأني تعرضت للخيانة من قبل هؤلاء وكنت على استعادة للتضحية بحياتي".