تيمفو - مازن الأسدي
قطعت ملكة بوتان الشابة "جستين بيما" (25 عامًا)، التي سلبت عقول الناس بجمالها الساحر وتعاملها اللطيف، إقامتها في كوخها المتواضع مع زوجها، حيث قضيا فيه شهر العسل، من أجل استقبال دوق ودوقة كمبريدج الأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون، في زيارتهما الرسمية إلى الدولة التي تقع بين الهند والصين.
ونالت جستين قلب ملك بوتان "جيغمه خيسار نمجيل وانغشاك"، الذي أقسم على ألا تكون هناك امرأة أخرى تقاسمه قلبه، وتعتبر الابنة الثانية لعائلة من العامة مكونة من 5 أطفال, أما والدها فهو الطيار دوندب جايلتشان في شركة دروك الوطنية للطيران, وهو الأخ غير الشقيق للملكة السابقة، أما والدتها السيدة سونام شوكي فتنحدر من إحدى أقدم العائلات النبيلة في بوتان، وهي ابنة بالمعمودية لولي العهد البوتاني, أما أختها ياتسو لاهمو فقد تزوجت من شقيق الملك الأمير جيغمي دورجي وانغشوك
وولدت جستين في مدينة تيمفو وتلقت تعليمها في مدارسها حيث كانت قريبة من عائلتها، إلى أن التحقت بمدرسة خارجية في الهند حيث برزت ميولها الرياضية في ذلك الوقت لاسيما وأنها كانت مهتمة برياضة كرة السلة، كما أنها التحقت بالفريق الرياضي المدرسي إضافة إلى موهبتها في الرسم ومشاركتها في الفرق الموسيقية المدرسية وبرامجها، ومن ناحية أخرى فقد فازت الملكة الشابة بجوائز في فن الخطابة خاصة وأنها تجيد اللغة الهندية والإنجليزية واللغة الزونخاية وهي اللغة الرسمية في بوتان.
صورة 7- بالرغم من أن زي بوتان الوطني هو الزي الذي يرتديه العامة في بوتان, إلا أن جاستين أظهرت سحر أناقتها في رحلتها المتزامنة مع شهر العسل والتي ضمّت رحلتها وزوجها الملك إلى بريطانيا حيث ارتدت خلالها تنورة بلون واحد يعلوها قميص من الدانتيل وسترة رمادية اللون كللتها بحقيبة يد أنيقة تحمل توقيع شانيل
وتمكنت جستين من دراسة العلاقات الدولية وعلم النفس وتاريخ الفن في جامعة ريجنت في بريطانيا بفضل علاقات عائلتها, إلا أن دراستها الجامعية توقفت بعدما أعلنت خطبتها على ملك بوتان وهي في سن الـ21، ويعتقد أن خلف كواليس خطوبة الملكين علاقة حب امتدت أكثر من 3 أعوام, وقد نجح الملكان في كسر الصورة التقليدية للزواج في بوتان حيث عاشا سويًا قبل إعلان ارتباطهما.
وجاء في الكثير من التقارير فن اللقاء الأول للملكين، وكان خلال رحلة العائلة إلى العاصمة تيمفو حيث كان عمر جستين حينها 7 أعوام, والملك 17 عامًا, وأكد الملك أن جمال جستين وحسن أخلاقها كانا السبب الرئيسي في إعجابه بها، خاصة وأنه أقسم عندما راها على الارتباط بها عندما تكبر، وقد تولى "جغميه" ملك البلاد بعدما تنازل والده عن العرش العام 2006 في خطوة لدعم قيم الديمقراطية والدستور.
وأعلن الملك خطبته على جستين في افتتاح البرلمان بعدما انصت لآراء المنجمين لينتظر إثر ذلك عامين بعد تنحي والده، وأعلن الملك خلال تصريح خاص به أذيع مباشرة على التلفاز الوطني "بعد تفكير طويل قررت الزواج، الآن الجميع يفكر من ستكون الملكة, إنها يجب أن تكون جميلة وذكية وأعتقد أن للخبرة والوقت دورهما لخلق شخص فعّال خاصة مع بذل الجهد الصحيح, وما ينبغي أن تكون عليه الملكة هو أن تكون إنسانة وألا تتهاون في التزاماتها في خدمة أفراد شعبها, لقد عثرت على تلك الإنسانة, وهي جستين بيما التي بالرغم من حداثة سنها إلا أنها تملك قلبًا مفعمًا بالطيبة والحنان, كل تلك الصفات بالإضافة إلى الحكمة التي ستكتسبها مع الوقت والخبرة ستجعلها الملاك الحارس لشؤون الأمة, فالواقع أنا لا أعلم رأي أفراد شعبي بها, ولكنني اثق بها وبكمال أخلاقها".
وجرى زواج الملكين في نفس العام الذي تزوج فيه الأميران ويليام وكيت، ولكن حفل الزفاف كان مختلفًا إلى حد كبير حيث كان حفلاً كبيرًا في كنيسة وستمنستر، وتالقت جستين في حفل زفافها حيث ارتدت الزي التقليدي لبوتان ووضعت على رأسها تاج الزفاف المصنوع من المعدن وأحيطت بعدد من الرهبان، أما الملك فقد ارتدى زي عريس بوتان التقليدي ووضع على رأسه التاج الأحمر، وبعد أن استأذن الملك المدعوين في حفل الزفاف على تتويج زوجته كملكة البلاد فأجابوه بالقبول.
وتعدد الزوجات أمر مسموح به في بوتان خاصة وأن والد الملك كان متزوجًا من 4 نساء إلا أن الملك أعلن أن جستين ستكون زوجته الأولى والأخيرة، وفي عرف دولة بوتان فقد تأخر الملك في خطوة الزواج حيث يعتبر الزواج في سن 31 عامًا متأخرًا للغاية، إلا أن الملك يؤكد ضرورة اختيار الشريك الصحيح وعدم الاكتراث إلى ما دون ذلك.
وقرر الزوجان تجنب قضاء شهر عسل وفضلا الاقتراب أكثر من الناس في شوارع بوتان والتعرف إليهم وإلى أمور حياتهم عن قرب, ثم قررا قضاء عطلة العاملين خارج البلاد بعد أن قررا السفر إلى اليابان ولندن، ويتجنب الزوجان بهرجة الملوك فهما يعشان في بيت متواضع حيث غالبًا ما يتلقيان بالناس فيه.
وتشمل واجبات الملكة مرافقة زوجها في الزيارات الرسمية في جميع أنحاء المملكة وخارجها، وهي حاليًا راعي الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وسفير يونيب، واحتفظت بحبها لكرة السلة، ويقال إنها تلعب هذه الرياضة كل يوم تقريبًا، وترتدي الملكة الزي التقليدي للبلاد في الأماكن العامة، ولكنها ترتدي الكثير من الأنماط العصرية الأخرى في الزيارات الملكية الخارجية، وفي زيارة لها إلى بريطانيا ارتدت تنورة ضيقة وسترة سوداء ورمادية وحملت حقيبة من شانيل، وارتدت من ماركة الأحذية التي تفضلها الأميرة كيت ميدلتون مع معطف أسود في زيارة رسمية لليابان.
وأنجب الزوجان طفلهما الأول في شباط/فبراير الماضي، وسيكشف رسميًا عن اسم المولود في 16 نيسان/أبريل المقبل، عندما يبلغ من العمر عامين وفق التقاليد.