لندن ـ وكالات
كثير من مرتادي العاصمة المقدسة يبحثون عن ''الطاقية الحجازية ''، تلك الطاقية التي تشتهر بنقوشها المزخرفة الذهبية، أو بحوافها الناصعة البياض والتي لا يوجد مثلها في أي منطقة سعودية. الأمر غير المعروف لدى الكثيرين أنها ليست صناعة حجازية صرفة، بل تخاط بأيدي عاملات إندونيسيات هاربات من كفلائهن، تركن العمل في المنازل مقابل أجر زهيد لا يتجاوز الألف ريال وأمتهن هذه المهنة التي تدر عليهن المال الوفير، وفي المقابل هناك وسطاء يربطون هؤلاء العاملات بالمحال التجارية التي تبيع تلك الطواقي، مقابل نسبة في عملية البيع، وبالتالي تدور صناعة ''الطاقية الحجازية'' عبر دائرة محكمة من صناعتها وحتى شراء المستهلك لها. يقول أحمد علي، بائع مستلزمات رجالية، إن هناك أشكالاً مختلفة من الطواقي لجميع الأعمار، بأسعار متفاوتة، حيث إن أقل الأسعار خمسة ريالات، وأعلاها خمسة وثلاثون بسبب النقشات المطرزة، ويضيف أن صناعتها من الحرف اليدوية، وأن هناك الكثير من أفراد الجالية الإندونيسية يمتهنون هذه المهنة سواء من الرجال أو النساء، ولكن النساء هن الأكثر في صناعة الطواقي بشتى أشكالها المختلفة، وأوضح أن صناعة الطواقي لا تحتاج إلا إلى ماكينة خياطة وإبر وعلبة خيوط فقط، وهن يعملن في منازلهن لإنجاز كميات كبيرة من الطواقي، وذكر أن الطلب يكون كبيرا على الطاقية الحجازية في أيام العيد، وأكد أن أجر العاملة مرتفع مقابل كميات محددة من الطواقي، وأنهن ماهرات في عمل نقوش الزخرفة على تلك الطواقي. من جهته، يقول أحد المتعهدين في جلب الطواقي لأصحاب المحال التجارية لبيع المستلزمات الرجالية، ''نحن نقوم بعمل وسطاء بين العاملات وأصحاب المحال بنسبة معينة، بعض المحال ترغب في نقشات معينة وتكون الأسعار هنا مرتفعة نظير الجهد والوقت والدقة''. وقال بأن الطاقية تجد رواجا من قبل الشباب ''البعض يلبس الطاقية دون شماغ، ويفضل أن تكون جذابة والبعض الآخر يخفي الصلع فهو لا يحب أن يظهر أمام الناس وهو أصلع، وطلاب المرحلة الابتدائية يلبسون طواقي مميزة من ناحية الشكل. أما كبار السن فيفضلون الطواقي العادية دون زخرفة، وتصنع هذه الطواقي من الخيط الأبيض فقط بأشكال مختلفة وهندسية جميلة وهي المرغوبة حالياً لأنها تناسب المظهر العام للمجتمع''. ويضيف أن العاملات من المتخلفات أو من هربن من كفلائهن ويرغبن في العمل الحر، وهن بذلك يجنين أرباحاً مجزية ومناسبة ولا يواجهن ضغوطا في عملهن، هذا بسبب وجود حرية في تأدية هذه المهنة، ويؤكد أن هؤلاء العاملات يبدعن في عمل الطواقي التي تتميز بالألوان الزاهية والطول وكبر حجمها.