واشنطن - المغرب اليوم
يبقى خيار الولادة القيصرية وليست الطبيعية الخيار الأكثر أمانا بالنسبة للحوامل اللاتي سبقت لهن الولادة قيصريا حسب ما أوردته دراسة أميركية نشرت في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين" الطبية المتخصصة.ففي دراسة شملت 19 مركزا طبيا أكاديميا في الولايات المتحدة، واستغرقت 4 سنوات، تابع الباحثون عن كثب الحالة الصحية لحوالي 46 ألف سيدة ممن قدمت لهن الرعاية الطبية خلال الحمل والولادة في أحد المراكز الطبية المشتركة في الدراسة سبق لهن جميعا الولادة مرة واحدة قيصريا.فاختار حوالي 18 ألف سيدة (38.9%) أن يضعن بالطريقة الطبيعية أو المهبلية، واختار حوالي 16 ألف سيدة (34.4%) أن يضعن بالطريقة القيصرية للمرة الثانية.واضطرت حوالي تسعة آلاف سيدة لإجراء الولادة الطبيعية لأسباب طبية، وكانت حوالي ثلاثة آلاف سيدة قد وضعن طبيعيا تقريبا عندما وصلن للمراكز الطبية.وأظهرت نتائج الدراسة –التي أجريت على سيدات سبق لهن جميعا الولادة قيصريا– حدوث تمزق في الرحم في 7 من بين كل ألف من السيدات اللاتي اخترن الولادة الطبيعية، بينما لم يكن ثمة حالات تمزق رحم على الإطلاق في حالة الولادات القيصرية (للمرة الثانية).أما نسبة إصابة جدار الرحم بالالتهاب فكانت 2.9% بين السيدات اللاتي وضعن بالطريقة الطبيعية مقارنة بـ1.8% فقط بين اللاتي وضعن قيصريا. واحتاجت نسبة 1.7% من السيدات إلى نقل دم في الولادات الطبيعية مقارنة بنسبة 1% فقط في حالة الولادات القيصرية.ووجدت الدراسة أيضا أنه في واحدة من كل 2000 حالة ولادة طبيعية تعرضت صحة الجنين للخطر. ولئن ظل ذلك الخطر محدودا، فإنه يبقىأعلى من ذلك الذي يتعرض له الأجنة في حالة الولادة القيصرية (الثانية).وأشار الباحثون أيضا إلى أن أحد مخاطر الولادة –وهو نقص الأكسجين الواصل لدماغ الجنين الذي يؤدي إلى آثار صحية سالبة– يكون أشد في حالة الولادات الطبيعية؛ إذ يصل إلى 8 أجنة من كل 10.000 ولادة طبيعية، بينما لم يتم تسجيل حدوث أي إصابات من هذا النوع للأجنة المولودين قيصريا.وكانت المخاوف قد ثارت في الولايات المتحدة مؤخرا من كثرة الاعتماد على الولادات القيصرية دون ضرورة طبية واضحة، إذ وصلت نسبة الولادات القيصرية إلى نحو 26% من إجمالي حالات الولادة.ولذا سعت هيئة الصحة العامة إلى خفض هذه النسبة إلى 15% فحسب، وذلك بإقناع حوالي 37% من السيدات اللائي أنجبن للمرة الأولى قيصريا أن يخترن في الولادة الثانية الولادة الطبيعية. ولكن نتائج الدراسة الحالية ربما تجعل هيئة الصحة العامة تعيد التفكير في الأمر