القدس المحتلة ـ وكالات
في زمن غابت فيه المبادرات التطوعية في المجتمع الفلسطيني ، وهو الأمر الذي يحتاج فعلا إلى إعادة دراسة وتمحيص فيالبحث عن الأسباب والآليات اللازمة لاعادته إلى المجتمع الفلسطيني ، بادرت إحدى الفتيات في محافظة بيت لحم للعمل من أجل جمع الطعام من جهات مختلفة لتوزيعه على الفقراء والمحتاجين ومراكز العجزة والمعاقين ، آملة بالمجتع المدني في بيت لحم بمساعدتها بانجاح فكرة مبادرتها هذه. الفتاة هالة ابراهيم من مدينة بيت لحم في العشرينات من العمر وتدير شركة لتنظيف السيارات بمواد تحافظ على البيئة وتستخدم المياه بشكل قليل ، تحت اسم كرين واي أي الطريق الخضراء ، أعلنت مبادرتها خلال لقائها بمحافظ محافظة بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل ، حيث زارته في المحافظة من أجل اطلاعه على هذه المبادرة وسبل انجاحها في المجتمع. تقول هالة أن فكرتها جاءت عقب مشاركتها بحفل زفاف لأحد الأقارب والأصدقاء ، ومشاهدتها لكميات كبيرة من الطعام التي لم تُستخدم. وتوضح هالة أن أصحاب العرس قاموا بحجز 600 وجبة غذائية ودفعوا ثمنها إلا أن الحضور لم يتجاوز الـ 400 ، وبالتالي تم القاء الباقي إلى حاوية النفايات في صباح اليوم التالي ، بينما هي تدرك وغيرها الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني أن هناك آلاف الحالات المحتاجة لهذه الوجبات التي دُفع ثمنها. صاحب القاعة على استعداد لتوزيع الطعام على المحتاجين وتضيف هالة أنها سألت صاحب القاعة الواقعة في بيت ساحور عن مصير هذه الوجبات فقال لها أنه يوزع بعضها على العمال العاملين في القاعة في نهاية الليل ، ويُبقي ما تبقّى منها في الثلاجة ولكن مصيرها بعد أيام هو حاوية النفايات ، لكنه أكد لها عند طرحها فكرتها عليه أنه سيكون سعيدا وسيتعاون معها في حال بدأت بتطبيق الفكرة. وتؤكد هالة أن الفكرة تتعلق بتوزيع الطعام وتغليفه بطريقة عالية المستوى والجودة ، والتشديد على أن الطعام الذي سيوزّع هو بنفس الجودة وهو الطعام الذي لم ينزل للطاولات في المطاعم ، مشيرة إلى أنها تدرك أن من يقوم بحفل زفاف أو خطوبة أو أي حفل يوصي بكميات أكثر من التي يحتاجها ، حتى لا يتعرض للانتقاد وبالتالي هو يدرك أن مصيرها النفايات لكنه لا يريد أن يسوّد وجهه أمام معازيمه ، حيث سيكون الأمر بالنسبة للكثير مساهمة جيدة في المجتمع. هالة ابراهيم تتمنى أن يساهم المجتمع في تعزيز مبادرتها كما تؤكد هالة أن هناك ممارسات وعادات في المجتمع غير محمودة ، مثل قيام أصحاب الأعراس بذبح وطبخ كميات كبيرة من الطعام حتى يتباهوا أمام أقاربهم وجيرانهم ، وهم يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة وفي نهاية المطاف لا تجد هذه الأطعمة واللحوم من يأكلها ويكون مصيرها الحاويات. وهي تأمل أن يساهم المجتمع من مسؤولين وأصحاب فنادق ومطاعم ومواطنين عاديين في تعزيز فكرتها ومبادرتها هذه. وطالبت هالة المؤسسات الشبابية والنسوية والاجتماعية بالتواصل معها من أجل البحث في آليات تطبيق الفكرة ، موضحة أنها طرحتها على بعض الأفراد والمؤسسات ، حيث لاقت تجاوبا كبيرا مشيرة إلى أهمية إعادة روح العمل التطوعي إلى المجتمع الفلسطيني. المحافظ حمايل ثمّن هذه المبادرة واعتبرها خلّاقة ، مؤكدا أنه سيدعمها بكافة ما يُطلب منه مشيرا إلى أهمية دعم المبادرات الشبابية التي تدعم المجتمع وتمدّ يد العون للمحتاج فيه. وأشار إلى وجود الكثير من المؤسسات التي يمكن أن يتم توجيه ما يتم جمعه من وجبات إليها. حمايل يدعم فكرة هالة ابراهيم ومن يقف إلى جانبها ودعا المحافظ الفتاة هالة ابراهيم إلى التواصل مع مختلف الدوائر والمؤسسات الرسمية ، حيث رتّب لها اجتماعا مع دوائر الشؤون الاجتماعية والصحة والطفل والمرأة والجمعيات بالمحافظة ، من أجل البحث في آليات تطبيق الفكرة بشكل مريح وجيد يقبلها المجتمع الفلسطيني. وأكد المحافظ حمايل على ثقته بوجود الكثير من الخيّرين بالمجتمع الفلسطيني مشيرا إلى أهمية دعم هذه المبادرة التي يمكن أن تتطور وتصبح أداة لمد يد العون بشكل منتظم ، داعيا في الوقت ذاته إلى إيجاد وسائل تربية على العمل التطوعي ومد يد العون. وشدد المحافظ حمايل على أهمية توقيت الفكرة ، لا سيما وأننا على أبواب شهر رمضان المبارك ، وبالتالي هناك فرص جيدة لنجاحها وتطويرها ، مشددا على دعمه التام للفتاة هالة ومن يقف إلى جانبها مطالبا المؤسسات الشبابية والنسوية بالعمل الجاد على انجاح الفكرة وإيجاد أفضل الآليات لاخراجها إلى حيز التنفيذ.