القاهرة - وكالات
في عصر أصبحت فيه اللغة الإنجليزية هي السائدة في جميع أنحاء العالم وهي اللغة المهيمنة على جميع المجالات، يتساءل الكثير من الآباء وغيرهم من المثقفين هذه الأيام عن السن المناسب للبدء في تعليم أبنائهم اللغة الإنجليزية، وهل يخاطبون أبناءهم في المنزل باللغة الإنجليزية في سن مبكر؟ وهل يضعون أبناءهم في روضة تعلمهم اللغة الإنجليزية فقط؟ وما تأثير تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال في مرحلة الروضة في تعلمهم للغة العربية وفي تحصيلهم في المراحل الدراسية اللاحقة؟ من هنا هدفت هذه الدراسة إلى استطلاع آراء عينة من الأمهات حول تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال الصغار. وأظهرت نتائج المقابلات الشخصية مع عينة من 300 أم تمثل جميع شرائح المجتمع أن 70% من الأمهات يعتقدن أن أفضل سن لتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية هو الرابعة والخامسة، ويفضل 70% وضع أبنائهن في روضة تعلمهم اللغة الإنجليزية، ويفضل 50% استخدام خليط من اللغتين الإنجليزية والعربية مع الأطفال في المنزل، ويعتقد نحو 70% أن تعلم الطفل اللغة الإنجليزية في سن مبكر ليس له أي أثر سلبي في تعلم الطفل اللغة العربية في آن واحد، وأن له أثر ايجابي في تحصيل الطفل> لا شك أن اللغة الإنجليزية هي أكثر اللغات انتشارا في العالم. حيث إن شخصا من بين كل أربعة أشخاص في العالم يستطيع التواصل باللغة الإنجليزية. فاللغة الإنجليزية هي اللغة الرئيسة في التجمعات السياسية الدولية، وهي اللغة الرسمية لـ 85% من المنظمات العالمية، وهي لغة الكثير من المؤتمرات الدولية، ولغة التداول الأولى في المجال التكنولوجي والتجاري والمصرفي والسياحي، ولغة غالبية الأبحاث العلمية والمراجع والمصطلحات والاقتصاد المال والأعمال، وغالبية الصحف المشهورة وبرامج التلفزيون والأفلام وشركات الطيران والشركات المتعددة الجنسيات والعمالة الأجنبية، ولغة 90% من المادة الموجودة على الانترنت. ونظرا لهيمنة اللغة الإنجليزية على جميع المجالات، يزداد عدد الراغبين في تعلمها يوما بعد يوم. إذ يبلغ عدد الطلاب الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية في جميع أنحاء العالم نحو بليون طالب (كريستال Chrystal, 2003). ولا يوجد دولة في العالم لا تدرس اللغة الإنجليزية في مدارسها وجامعاتها. ويزداد عدد المعاهد الخاصة التي تقدم دورات مكثفة في اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها يوما بعد يوم، إضافة إلى المعاهد التي يفتتحها المركز الثقافي البريطاني. وإذا القينا نظرة على عدد المدارس الخاصة في المملكة التي تدرس اللغة الإنجليزية بصورة مكثفة في أقسامها العربية اعتبارا من الروضة، وتلك التي افتتحت أقساما دولية تدرس جميع المقررات من تاريخ وجغرافيا وعلوم ورياضيات باللغة الإنجليزية منذ الصف الأول الابتدائي مع مادة واحدة للغة العربية (5 ساعات في الأسبوع)، وبين ساعة واحدة وساعتين للدين الإسلامي في الأسبوع، لوجدنا أن عددها قد ازداد زيادة ملحوظة عما كان عليه قبل عشر سنوات. كما كثرت الإعلانات عن دورات تعليم اللغة الإنجليزية وبرامج تعليم اللغة الإنجليزية بالكمبيوتر في الصحف وعلى الانترنت. وفي عصر أصبح فيه العالم قرية صغيرة، وأصبحت اللغة الإنجليزية فيه هي اللغة المهيمنة على بقية اللغات، صاحب تغلغل اللغة الإنجليزية وانتشارها في جميع مناحي الحياة ظهور الكثير من المقالات في الصحف السعودية التي ينادي كتابها بضرورة تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال في سن مبكر. وصاحبه رغبة الكثير من الآباء في تعليم أبنائهم اللغة الإنجليزية منذ نعومة أظفارهم. فنمهم من يحرص على وضع أبنائه في رياض أطفال خاصة ومدارس خاصة حتى يتعلموا اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أو كلغة ثانية، نظرا لأن رياض الأطفال والمدارس الابتدائية التابعة لوزارة التربية والتعليم لا تدرس اللغة الإنجليزية للتلاميذ. ومنهم من يستقدم مربية أو معلمة تتقن اللغة الإنجليزية حتى تعلم الأطفال اللغة الإنجليزية في المنزل وحتى تتخاطب معهم بها. وأصبح الشغل الشاغل للكثيرين هو في أي سن يبدءون تعليم أطفالهم اللغة الإنجليزية (الرابعة أو الخامسة)، وهل يخاطبون أبناءهم في المنزل باللغة الإنجليزية في سن مبكر؟ وهل يضعون أبناءهم في روضة تعلمهم اللغة الإنجليزية فقط؟ وما تأثير تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال على تعلمهم للغة العربية؟ .