القاهرة ـ المغرب اليوم
يعتقد البعض أن الإقبال على ممارسة ألعاب الفيديو مضر بالصحة، لكن دراسة أمريكية أظهرت نتائج جديدة مختلفة تماما، أكدت على دور ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد في تنشيط الذاكرة وتقليل احتمال تلاشي الذكريات الجديدة.
أجرى باحثون دراسة على 69 لاعبا مبتدئا بألعاب الفيديو، تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاما، وذلك بتخصيص نصف ساعة يوميا لمدة عشرة أيام لممارسة إما لعبة "الطيور الغاضبة (أنغري بيردز) الثنائية الأبعاد، أو "سوبر ماريو وورلد" ثلاثية الأبعاد، أو عدم لعب شيء على الإطلاق. وكانت تجرى لهم قبل وبعد الفترة اختبارات ذاكرة من خلال إعطائهم سلسلة من الصور لأشياء تحدث يوميا لدراستها، ثم تعرض عليهم صور لنفس الأشياء وأشياء جديدة وأخرى لا تختلف إلا بشكل طفيف عن الصور الأصلية، ويطلبون منهم تصنيفها.
ووفق أخصائي البيولوجيا العصبية بجامعة كاليفورنيا المشارك بإعداد الدراسة، كريج ستارك، فإن التعرف على الأشياء المختلفة بشكل طفيف يتطلب استخدام منطقة الحصين بالمخ التي ترتبط بعمليات التعلم المعقدة والذاكرة. ووجدت الدراسة أنه لم يحدث تحسن لذاكرة أحد إلا من مارسوا ألعابا ثلاثية الأبعاد حيث حققوا تحسنا بنسبة 12 في المائة في نتائج الاختبار. وقال ستارك وزميله المشارك بالدراسة غريغوري كليمسون، في دورية علم الأعصاب، إن من المحتمل أن ممارسة هذه الألعاب تحفز منطقة الحصين في المخ.
ترتبط ألعاب "بلاي موبيل" للأطفال بالراحل هورست براندشتيتر (1933- 2015)، الذي حول شركة عمه "غيبورا براندشتيتر" إلى إنتاج تماثيل وأشكال بلاستيكية صغيرة للأطفال بعد أن كانت تنتج لعب أطفال مصنوعة من الصفيح.
واعتبر ستارك أن الألعاب ثلاثية الأبعاد تملك أشياء كثيرة غير متوافرة بالألعاب ثنائية الأبعاد، مثل المنظور وكم المعلومات المكانية الموجودة فيها، والجانب "الذاتي" أو "الاندماجي" بها، بحيث يشعر اللاعب وكأنه موجود هناك، إلى جانب مجمل الأشياء التي يمكن أن يتعلمها مصادفة. غير أن الباحثين أقروا بقيود هذه الدراسة، ومنها الحجم الصغير للعينة، واحتمال التفاوت في مدى التعقيد بين اللعبتين.
كما أشار الباحث بطب الجهاز العصبي بجامعة كاليفورنيا، د. آدم غزالي -الذي لم يكن له دور بالدراسة- إلى احتمال أيضا أن الاختبارات على شبان ربما لا تؤدي لنفس النتائج في لاعبين أكبر سنا، أو أن اللاعبين عديمي الخبرة ربما لا يحققون نفس نتائج المخضرمين.
من جهته، قال مدير مركز أبحاث وسائل الإعلام والتكنولوجيا والصحة بجامعة بطرسبرغ، د. بريان بريماك، إنه إذا تأكدت مثل هذه النتائج ومددت فإنها قد تفتح الباب أمام استكشاف دور لاستخدام ألعاب البعد الثلاثي للمرضى المصابين بمشكلات في الذاكرة.