القاهرة ـ المغرب اليوم
وجد خبراء في الأمراض النفسية فوائد لتقنية الواقع الافتراضي في مساعدة مرضى الرهاب والوسواس القهري في التغلب على مخاوفهم من خلال تعريضهم إلى مصدر الخوف في أجواء افتراضية.
وبدأ هؤلاء الخبراء في التعاون مع كبرى الشركات في إنتاج مشاهد ثلاثية الأبعاد مصممة حسب نوعية الرهاب مثل الرهاب من العناكب أو المرتفعات أو الأماكن المغلقة أو السفر على متن الطائرة.
ويقول خبراء في الطب النفسي إن تجاربهم على استخدام تقنية الواقع الافتراضي منذ بضع سنوات تثبت أهميتها في مجال علاج الأمراض الذهنية والنفسية.
وقد توصلت دراسة أجرتها مجلة الاكتئاب والقلق في الولايات المتحدة عام 2102، إلى أن العلاج بالواقع الافتراضي له تأثير قوي على المصابين باضطرابات القلق، ونجح في شفاء كثيرين بالكامل.
ويرى الخبراء أن هذه التقنية تساعد في علاج نوبات الرهاب بشكل رئيسي، وليس على المريض سوى السيطرة على أعصابه في بداية العلاج لدخول العالم الافتراضي في رحلة تستغرق نحو ساعة.
كما تختصر هذه التقنية على الطبيب أخذ المريض خارج العيادة وتعريضه للمواقف التي يخاف منها وجها لوجه، وتزيد من ثقة المريض بنفسه، وتساعد المصابين بالرهاب الاجتماعي على الحديث أمام العامة، لأن نظارات الواقع الافتراضي تشعرهم بالأمان والحماية وبالتالي تدربهم على التحكم بمخاوفهم وبردود أفعالهم.
ويرى الكثيرون أن هذه التقنية ستحدث ثورة في قطاع الصحة، وتبشر بعلاج كثير من المشكلات الذهنية مثل التوحد، لأن هذه النظارات توجد بيئة آمنة لطفل التوحد وتعلمه -على سبيل المثال- كيفية النظر لإشارات المرور وكيفية عبور الشارع وكيفية التعامل مع بيئته ومجتمعه.
كما ثبت نجاح هذه التقنية في علاج المصابين باضطراب كرب ما بعد الصدمة، مثل ضحايا الكوارث والحروب.