القاهرة ـ المغرب اليوم
الحلبة هي عشب ينمو عادة في دول البحر المتوسط ويستخدم على نطاق واسع في علاج بعض المشاكل الصحية في كل من مصر واليونان وإيطاليا وجنوب أسيا ، وقد استخدمت الحلبة منذ قرون عدة للمرضعات حيث أنها تحفز على إنتاج الحليب بما تحتوي على مادة الديوسجنين التي تساعد على تخليق هرمون الاستروجين الذي يعمل على زيادة نمو الخلايا اللبنية الجديدة وملء الثدي بالحليب.
و قد قيل في الحلبة أقوال كثيرة عن فوائدها الصحية التي لا حصر لها حيث قيل فيها "لو علم الناس بما فيها من فوائد لاشتروها بوزنها ذهباً" ، و قال العالم الإنكليزي كليبر "لو وضعت جميع الأدوية في كفة ميزان ووضعت الحلبة في الكفة الأخرى لرجحت كفة الميزان" ، ولهذا فإن ذهبت لتتسوق في بريطانيا فستجد أنه لا يكاد متجر يخلو من نبات الحلبة لما فيها من قوة صحية كبيرة. حيث تحتوي بذور الحلبة على البروتينات والمواد النشوية وفيتامين ج والنياسين والبوتاسيوم والدوسجنين والليسين والتربتوفان والفوسفور، وهي تماثل في تركيبها زيت كبد الحوت.
إذ تعمل الحلبة على تخفيف السعال وضيق التنفس ، وهي مفيدة أيضا في التخلص من الغازات والبلغم ، وقد استخدمت الحلبة قديما حيث في بردية فرعونية تتناول وصفات للحلبة من الحروق. والحلبة يمكن أن تؤكل مطبوخة للسمنة والتغذية، ويشرب مغليها فهو مفيد في بعض الاضطرابات المعدية والصدرية، وتعطى للفتيات النحفاء في وقت البلوغ إذ أنها تعمل على حفز الهرمونات أجسامهن، كما أنها يستخرج منها دواء لزيادة الوزن والشهية .
و قد أشاد بها الطبيب الإغريقي أبقراط ، بالإضافة إلى أن العالم دسقوريدس أوصى باستخدام الحلبة لعلاج كافة مشاكل أمراض النساء، وحتى الطب النبوي لا يخلو من الحلبة وروي أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم زار سعد بن أبي وقاص وهو مريض، فقال أدعو له طبيبا فدعي "الحارث بن كلدة" فوصف له الحلبة مع تمر عجوة فشفي.