الرباط-المغرب اليوم
النيم هي شجرة سريعة النمو كثيفة الظل دائمة الخضرة تنمو بكثافة. وقد وجدت أشجار النيم في شمال سيرلانكا، لكن أصبحت تنمو الآن في الهند والمناطق الاستوائية. كما تنتشر زراعتها أيضًا في دول حوض النيل في السودان ومصر. يطلق عليها في الهند اسم صيدلية القرية. وتتميز تلك الشجرة بقدرتها على تنقية التربة من الأملاح.
هي عشبة غنية بالفوائد التي لا تعدّ ولا تحصى، وتعتبر بمثابة صيدلية متكاملة لعلاج العديد من المشكلات، كما تدخل في الكثير من مستحضرات العناية بالبشرة.
الفوائد والاستعمالات الطبية لعشبة النيم
1- مضادة للأفات والحشرات
تتمتّع عشبة النيم بقدرتها الهائلة على منع مختلف أنواع الحشرات، وخاصة البعوض والذباب. فيستعمل النيم في تحضير العديد من المبيدات الحشرية. وقد قام بعض الباحثين باستعمال مبيد النيم في حقول الأرز في الهند لمكافحة البعوض. حيث قطعوا بعض أغصان شجرة النيم، وألقوها في حقول الأرز. وكانت النتائج مدهشة، فقد أدّى ذلك إلى إبادة يرقات البعوض، وخفض نسبة الإصابة بمرض الملاريا.
2- علاج الأمراض الجلدية
مستخلص أوراق شجرة النيم يحتوي على مثبط لتجلط الدم، فيمكن استعماله كعلاج للسعات الأفات، الحروق والأمراض الجلدية، والالتهابات، كما أن زيت النيم مضاد للفطريات والبكتيريا التي تنمو على جلد الإنسان. وقد ثبت أيضًا أن للنيم القدرة على علاج الصدفية والإكزيما.
3- تقوية الجهاز المناعي
يدخل زيت النيم في صناعة العقاقير والأدوية التي تساعد على الوقاية من العديد من الأمراض، كما ينشّط الجهاز المناعي، فهو يحتوي على مضادات حيوية طبيعية، ويتميز بصفة مذهلة وهي القدرة على عدم قتل البكتيريا والكائنات الدقيقة المفيدة للجسم. كما يحتوي لحاء النيم على عناصر مضادة للسرطان.
4- علاج تسوس الأسنان
حيث يستخدم معظم سكان الهند أغصان أشجار النيم كسواك لتنظيف أسنانهم، حيث يعمل كمطهّر لقتل البكتيريا وعلاج أمراض اللثة والأسنان. ويدخل أيضا في صناعة بعض الأنواع الشائعة من معجون الأسنان.
5- للجهاز التنفسي
يستعمل لحاء الخشب الداخلي لتهدئة نوبات الربو، كما أنّه مادة مليّنة. ويمكن أيضًا استعمال القشرة الخارجية من سيقان النيم كمادة مقوية ومقبضة وخافضة للحرارة. يستعمل أيضًا الصمغ الذي تفرزه القشور كمهدئ.
6- للجهاز البولي
تستعمل ثمار النيم كعلاج للإمساك، وهي أيضا فعّالة لعلاج الديدان المعوية ومشكلات الجهاز البولي المختلفة.
7- منع الحمل
أجريت دراسات على زيت البذور والذي يحتوي على مركب الكبريت حيث تم تجربة هذا الزيت على الحيوانات ثم جرب على النساء فوجد أن هذا الزيت يقتل الحيوانات المنوية خلال 30 ثانية وعليه فإن هذا الزيت لا يعطي فرصة للحيوانات المنوية من الوصول إلى قناة فالوب.
فوائد عشبة النيم الجمالية
بدأت العديد من الشركات المنتجة لمستحضرات التجميل في استخدام النيم (الأوراق والزيوت) لصناعة مستحضرات العناية بالبشرة وبعض أنواع الصابون. وقد أظهرت تلك المنتجات المصنّعة من النيم نتائج مذهلة.
وقد استعملت عشبة النيم لعلاج حبّ الشباب أيضًا، حيث تتمتع النيم بالخصائص المضادة للبكتيريا والفطريات والتي تتسبب في ظهور حب الشباب على البشرة. وقد أثبتت الدراسات أن النيم يساعد على علاج الالتهابات أيضًا.
كما أنها تعتبر عشبة معجزة لعلاج مشكلات البشرة المختلفة، وهي مناسبة لجميع أنواع البشرة. فهي علاج فعال لجفاف البشرة، والتخلص من التجاعيد. كما تساعد على التخلص من قشرة الرأس، وتهدئ الحكة والتهابات فروة الرأس.
أشجار النيم لتنقية الهواء
بالإضافة إلى ذلك، تستعمل أشجار النيم كفلاتر حيوية لتنقية الهواء. فهذا "الفلتر" الطبيعي لديه كفاءة عالية على امتصاص ملوثات غازية عدة لا سيما أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الرصاص. وينتج أول أكسيد الكربون عن ماكينات احتراق المركبات والتدفئة المنزلية والتدخين ويكثر بشكل خاص في المدن المزدحمة بالمواصلات.
وهو بحدّ ذاته خطرٌ كبير، فهو لا يرى، ولا تشمّ له رائحة. وتتنوّع مصادر أكاسيد الرصاص في الهواء وهي التي تتسرب رويداً رويداً إلى أجسام الأحياء. وإذا فحصنا أكاسيد النيتروجين فسوف نجد أن أول أكسيد النيتروجين وثاني الأكسيد، هما أهم الأنواع. وتتركز مصادرهما ممّا تقذفه وسائل المواصلات.
ولكن لحسن الحظ فقد اكتشف علماء البيئة القدرة الهائلة لشجرة نيم مزروعة على أرصفة الشوارع في المدن التي تعاني من أزمة تلوث الجو والهواء، على امتصاص تلك الغازات الضارة جميعها، من مسافة تتراوح ما بين ثلاثة وخمسة أمتار. واكتشفوا أن حزاماً من الأشجار بعرض 30 متراً، يستطيع خفض تركيز غاز أول أكسيد الكربون، بنسبة تصل إلى 60%، كما يمكن لكيلومتر مربّع من الأشجار أن يمتصّ يومياً قدراً من الغازات، يصل إلى 120 كيلوجراماً.
وينبغي ألا ننسى دور الأشجار في تنقية الهواء من الجزيئات العالقة والغبار، كما تعمل تلك الأشجار على استبدال غاز ثاني أكسيد الكربون بالأكسجين. وتعمل أيضًا على تلطيف الجو والتخفيف من حدة ارتفاع الحرارة.