تكتيك إسرائيلي جديد لسوريا ماذا عن الفريق الآخر

تكتيك إسرائيلي جديد لسوريا... ماذا عن الفريق الآخر؟

المغرب اليوم -

تكتيك إسرائيلي جديد لسوريا ماذا عن الفريق الآخر

بقلم - عريب الرنتاوي

تُطَور إسرائيل “تكتيكاً” جديداً في حربها على “محور المقاومة والممانعة”، يقوم على توجيه ضربات لئيمة ومؤلمة ضد أهداف لأطراف هذا المحور في سوريا، قبل أن تسارع إلى ادعاء “الدفاع عن النفس”، وإبداء الرغبة في “تجنب الحرب”، واستدعاء الوسطاء الدوليين للتدخل لاحتواء الموقف ومنع الانزلاق إلى مواجهة شاملة.
في المقابل، تَطَور “تكتيك” أطراف هذا المحور الرئيسة الثلاثة: إيران، سوريا وحزب الله، من الاكتفاء بإطلاق التصريحات المؤكدة على “الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين”، مروراً بالتصدي للصواريخ والطائرات الإسرائيلية المغيرة، وإسقاط واحدة منها، وانتهاء بإطلاق صواريخ ضد أهداف في عمق الأراضي المحتلة.
إسرائيل لجأت إلى “تكتيكها” الجديد أكثر من مرة، وفي كل مرة، كان الكشف عن “رسائل التهدئة الإسرائيلية” يصدر عن أطراف “المحور” المذكور، وبلغة لا تخلو من الإحساس بالراحة حتى لا نقول “الانتصار”، ليجري استخلاص أن إسرائيل تخشى الحرب المقبلة ولا تريدها، وأنها جنحت لقواعد الاشتباك، وأن ردود “المحور” كانت كافية لردع إسرائيل وثنيها عن ارتكاب مقامرة جديدة.
لكن إسرائيل، كانت تفاجئ الجميع، بأنها تفعل الشيء ذاته، أكثر من مرة، بل إنها بلغت في “الغطرسة” مبلغاً عظيماً، سواء لجهة: (1) توسيع رقعة الأهداف وتنوعها ... (2) تكرار الضربات المتلاحقة بفواصل زمنية أقل ... (3) التطاول مباشرة على أهداف إيرانية، والتبجح بذلك رسمياً وعلناً.
الجولة الأخيرة من المواجهات، جسدت النموذج الأكثر حداثة (فجاجة) للتكتيكين معاً ... إسرائيل قصفت أهدافاً سورية وإيرانية، ردت سوريا وإيران بضرب الداخل الإسرائيلي ... الخسائر في الجانب السوري والإيراني، لم يكن ممكنا إخفاؤها، فيما الخسائر في الجانب الإسرائيلي، تبدو محدودة للغاية، وإسرائيل تقول “معدومة” تماماً ... عاودت إسرائيل القصف المكثف والعنيف، وانتهت جولة أخرى من الجولات، بجنوح نحو التهدئة.
لن يضر إسرائيل، أن تعاود الكرة مرة ثانية، وبذات الوسائل والكيفيات ... قد تضرب مجدداً بقسوة، وهي تتوقع ردوداً “محسوبة” بعد أن أصبح الصمت متعذراً عند الجانب الآخر ... لكن عدم تناسب ردة الفعل السورية – الإيرانية، بالفعل الإسرائيلي، سيظل على الدوام، حافزاً لإسرائيل، على “تجريب حظوظها” المرة تلو الأخرى، مقامرة بأقل قدر من الخسائر، ودونما التفات للتفسيرات “الانتصارية” التي تصدر عن أعدائها.
يعني ذلك، أن على دول وأطراف “المحور المذكور”، إن هي أرادت الحفاظ على قواعد الاشتباك، وخلق معادلة “ردعية” مع الجانب الإسرائيلي، أن تحرص على توجيه ضربات مقابلة، مؤلمة ولئيمة كذلك، وألا تشعر للحظة واحدة، أن إسقاط طائرة هنا، أو عدة صواريخ هناك، أو حتى توجيه رشقات صاروخية غير مؤثرة، يمكن أن يكون كافياً لتحقيق هذه الغاية.
ما حصل حتى الآن، هو تطور في “تكتيك” أطراف المحور ... يسجل لها، بيد أنه غير كافٍ لخلق معادلة ردعية ... الردع يحدث عندما تكف إسرائيل عن استباحة الأجواء السورية واللبنانية، واستهداف ما تريده من مواقع وقتما تشاء... الحل، يبدأ عندما تدرك إسرائيل، أن الصاع سيقابل بصاع مثله، إن لم نقل بصاعين اثنين.
اللغز المحيّر في تكتيك دول “المحور” وأطرافه، إنما يتمثل في الموقف الإيراني ... لماذا تنفي إيران أن أهدافاً لها قد ضُربت، أو أنها ساهمت في ضرب أهداف إسرائيلية رداً على استهداف قواتها وخبرائها ومنشآتها في سوريا، مع أن القاصي والداني، يعرف أن الحال ليس كذلك ... هل هي رغبة إيرانية في “حل” مسألة “النووي” أولاً، هل هو الانتظار لنتائج انتخابات لبنان والعراق ... هل هو إحساس عميق بالفجوة التسليحية مع إسرائيل في المجالين الجوي والصاروخي؟
أما اللغز المحيّر الثاني، فيتعلق بموسكو، وهل هي راغبة في تحجيم نفوذ إيران في سوريا، حتى وإن تم ذلك بأيدٍ إسرائيلية؟ ... هل تخطط موسكو للاستثمار في “الفيتو” الإسرائيلي على الوجود الإيراني في سوريا؟ ... ولماذا تتراجع موسكو عن تقديم “الإس 300” لدمشق، وتبيع لأنقرة وطهران صواريخ “إس 400” الأكثر تطوراً، هل هي رسالة لدمشق، للابتعاد قليلاً عن إيران وحزب الله؟ ... هل هي نقطة البداية لـ”مشروع” سياسي، سبق وأن أشرنا إليه تلميحاً: تسوية روسية – إسرائيلية (وربما إقليمية - دولية) مع الأسد، تُخرج إيران وحزب الله، وتُبقي على النظام في سوريا، وتعيد الجولان إلى ما كان عليه من هدوء و”صمت مدافع”؟ ... أسئلة سنبحث عن إجابات عليها في قادمات الأيام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكتيك إسرائيلي جديد لسوريا ماذا عن الفريق الآخر تكتيك إسرائيلي جديد لسوريا ماذا عن الفريق الآخر



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك

GMT 05:02 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

شخص يضرم النار داخل مسجد أثناء صلاة العشاءفي شيشاوة

GMT 23:52 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

متصرفو المغرب يعتصمون أمام وزارة المال في الرباط

GMT 14:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل بشعة تهزّ حي التقدم في الرباط

GMT 21:47 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف عداء مغربي لأربعة أعوام بسبب المنشطات

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 20:54 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

إنشاء 3 شواطئ صناعية في كورنيش مدينة الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya