واشنطن وطهران فصل جديد في «حروب الوكالة»

واشنطن وطهران: فصل جديد في «حروب الوكالة»

المغرب اليوم -

واشنطن وطهران فصل جديد في «حروب الوكالة»

عريب الرنتاوي
بقلم: عريب الرنتاوي

الاشتباك الأمريكي – الإيراني فوق العراق، يدخل مرحلة جديدة ... واشنطن سجلت نقاطاً في الملعب الإيراني، بعد اندلاع حراك الإصلاح والتغيير الشعبي – الشبابي الذي اهتزّت له بعض أعمدة النفوذ الإيراني في العراق ... طهران، ردت الكرة إلى الشباك الأمريكية عبر استهدافات متكررة لمواقع ومعسكرات تأوي جنوداً أمريكيين في العراق وشرق الفرات، نفذتها فصائل من الحشد الشعبي.
لا يخفي الفريقان المشتبكان بـ «حروب الوكالة» أهدافهما ولا يغطيان على نواياهما ... اللعب على المكشوف ... واشنطن تريد عراقاً خاليا من النفوذ الإيراني، وفي أقل تقدير، تريد تحجيم هذا النفوذ إلى أدنى الحدود الممكنة ... وطهران تريد عراقاً خالياً من النفوذ الأمريكي، بدءاً بالوجود العسكري المباشر، الذي يشكل قاعدة هذا النفوذ ورافعته.
لهذا السبب، استقبلت واشنطن بكثير من الترحاب، اندلاع أوسع موجات احتجاج شعبية يشهدها العراق في تاريخه الحديث، وتحديداً في البيئة الشيعية الحاضنة للنفوذ الإيراني ... لا يعني ذلك، كما تقول إيران وحلفاؤها، أن هذه الانتفاضة مصنّعة في «السفارات» و»غرف العمليات السوداء»، لكن كان من الواضح تماماً لمؤسسات صنع السياسة والقرار في الولايات المتحدة، أن اندلاع هذه الانتفاضة في البيئة الشيعية، وضد أحزاب شيعية موالية لإيران أكثر من غيرها، يعني شيئاً واحداً فقط: بدء اهتزاز النفوذ الإيراني وتهاوي أعمدته وأركانه.
في المقابل، أعطت إيران «شارة البدء» للتحرش بالوجود العسكري الأمريكي في العراق، وإن على نحو متدرج وعلى شكل رسائل تحذيرية، تحولت إلى «دامية» في العملية الأخيرة في محيط كركوك ... واشنطن التي تتابع بقلق الخطة الإيرانية، صعّدت سياسياً قبل أن تصعّد ميدانياً، وقالت إنها سترد بقوة وقسوة رادعتين، إلى أن نفذت سلسلة من الغارات على موقع لـ»حزب الله» العراقي.
إيران، لا تخفي أنها بصدد استعادة سيناريو 2005 – 2009 عندما انخرطت تشكيلات قريبة منها ومحسوبة عليها في عمليات «المقاومة الوطنية العراقية» ... الأمريكيون دفعوا ثمناً باهظاً لتلك العمليات ... دمشق وطهران المتخوفتان من الوجود العسكري الأمريكي الكثيف في العراق، دعمتا كل من حمل السلاح ضد الوجود العسكري الأمريكي، من بعثيين وفلول النظام القديم إلى السلفيين والجهاديين، وتلكم قصة باتت معروفة للقاصي والداني ... اليوم، يجري التلويح بتكرار السيناريو ذاته... واشنطن تدرك أن الأمر جدي، وأن أكثر من ربع مليون جندي أمريكي لم ينجحوا في تأمين وجودها المستدام هناك، فما بالك وهي لا تحتفظ اليوم بأكثر من خمسة إلى ثمانية آلاف جندي في كلا البلدين.
إيران تراهن على إحجام أمريكا عن الدخول في حرب واسعة جديدة، سيما وأن سنة الانتخابات الرئاسية قد بدأت فعلياً ... هي تعتقد أن ردود أفعال واشنطن ستظل محدودة مهما تصاعدت.
لإيران حافز إضافي لفعل ذلك، ويتمثل في إرغام واشنطن على التفاوض مع طهران بشروط مواتية للأخيرة، تبدأ برفع العقوبات غير المسبوقة المفروضة عليها.... الوقت لا يعمل لصالحها وهي التي تجلس فوق فوهة بركان خامد يمكن أن ينفجر في أية لحظة على شكل احتجاجات وانتفاضات شعبية في داخلها ... لذا فهي تستعجل المواجهة، وتميل لخيار رفع درجة حرارة التوتر والتصعيد مع واشنطن، امتداداً لما فعلته في ابقيق وخريص وعند استهداف الناقلات والبوارج.
الولايات المتحدة في المقابل، تعتمد سياسة «النفس الطويل» بانتظار انجلاء مفاعيل العقوبات، وتفاعلات حراك الشوارع المنتفضة في كل من العراق ولبنان ... «عض الأصابع» بين الطرفين، ينذر بتصاعد حدة «حرب الوكالة»، في ظروف يعتقد كل فريق، أنها مواتية له أكثر من الطرف الآخر.

 

قد يهمك ايضا
عن «الفكرة القومية»... العرب نموذجاً
«تمارين ذهنية» من وحي «الاستعصاء الفلسطيني»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن وطهران فصل جديد في «حروب الوكالة» واشنطن وطهران فصل جديد في «حروب الوكالة»



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya