«عدم الاعتداء» بين «كاتس كوتس» و «روحانيظريف»

«عدم الاعتداء» بين «كاتس/ كوتس» و «روحاني/ظريف»

المغرب اليوم -

«عدم الاعتداء» بين «كاتس كوتس» و «روحانيظريف»

عريب الرنتاوي
بقلم: عريب الرنتاوي

واشنطن تعرض على أربع دول عربية إبرام معاهدات عدم اعتداء مع إسرائيل ... نائبة مستشار الأمن القومي فيكتوريا كوتس، تلقفت مشروع الوزير يسرائيل كاتس، وحوّلته على مبادرة أمريكية تطوف بها على سفراء الدول المعنية المعتمدين في واشنطن ... كوتس وكاتس يريدان الدفع بعلاقات هذه البلدان من مستوياتها «السرّية» المتواضعة كما تقول التقارير إلى درجة أعلى، «علانية» وإن كانت دون مستوى توقيع معاهدات سلام.
لا نعرف لماذا تبدو واشنطن قلقة من غياب معاهدات «عدم اعتداء» بين إسرائيل ودول عربية... لكننا نعرف أن فلسفة وروح ما يسمى بـ»صفقة القرن»، إنما تتمثل في حفز مسارات التطبيع العربي – الإسرائيلي قبل حل القضية الفلسطينية، بل ومن دون حلها ... واشنطن ليست قلقة من اندلاع «اعتداءات متبادلة» بين هذه الأطراف، واشنطن معنية بحفز مسارات التطبيع العربي مع إسرائيل.
في مقابل جهود كاتس وكوتس، كان روحاني وظريف، يتقدمان بمبادرتين موجهتين إلى دول خليجية عربية ... واحدة، تقوم على إبرام معاهدات «عدم اعتداء» بين إيران ودول المجلس الست ... والثانية وتتركز حول أمن الملاحظة في المضيق والخليج، وهي المعروفة باسم مبادرة أمن هرمز ... ثمة منطق في اقتراح إبرام معاهدات «عدم اعتداء، بين الدول المشاطئة لخليج ملتهب، تكاد تتخطى المواجهة بين بعضها مستوى «حروب الوكالة» إلى «الحرب المباشرة» ... ثم أن قضية أمن الملاحة وطرق إمداد النفط، باتت واحدة من القضايا التي تشغل اهتمام العالم بشرقه وغربه، بعد حوادث الناقلات وضرب أرامكو.
لكأننا في سباق محموم بين ما تريده واشنطن وتل أبيب من جهة وما تريده طهران من دول الخليج العربية من جهة ثانية... حتى الآن، لا نعرف رسمياً ما هو مواقف هذه الدول من هذا السباق ... لم تقل واشنطن كيف جاءت ردود أفعال الحكومات العربية الأربع، ولم نعرف من إيران ما هو مصير مبادرتيها ... سمعنا من الوزير العُماني يوسف بن علوي أن ثمة مناخات إيجابية تحوم في سماء بعض الأزمات الإقليمية (اليمن بخاصة)، وقرأنا تقارير عن مقاربات خليجية جديدة حيال إيران، تجنح للتهدئة والهدوء، ونتابع طوفان التصريحات الإيرانية الداعية للحوار والتعاون في إطار المنظومة الخليجية، والتي لا نعرف ما إن كانت نابعة من «ضغوط اللحظة الإيرانية الصعبة» أم أنها تعبير عن «مراجعات» للمشروع الإيراني في المنطقة.
بمعزل عن هذا السباق المحموم بين واشنطن وطهران والذي يتخذ من اتفاقات «عدم الاعتداء» عنواناً له، فإننا من أنصار نظرية الحوار والتعاون والتبادل فيما خص ثلاثة من جيران العرب الإقليميين: إيران، تركيا وأثيوبيا ... أما إسرائيل، فإننا نذكر قادة الدول العربية، القريبة منها والبعيدة عنها، بأنهم جميعاً وضعوا توقيعاتهم على مبادرة السلام العربية، والتي تقوم على مبدأ «الأرض مقابل السلام»، ولا مطرح فيها لمقاربات من النوع الذي يقترحه كاتس وكوتس ... فالتطبيع، سرياً كان أم علنياً، مقنناً بمعاهدات «عدم اعتداء» أو من دونها، لن يخدم أحداً اليوم، سوى تيار اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل، الذي دمّر حل الدولتين، ويزحف ببلدوزراته على الأرض والحقوق والمقدسات الفلسطينية، ويقطع الطريق على فرص قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ... الاحتلال ينتقل إلى مراحل متقدمة من الضم والتهويد والأسرلة وتغيير الوقائع على الأرض، وهذا يتطلب موقفاً عربياً مشتركاً، أقله، تجديد الالتزام بمبادرة قمة بيروت.

 

قد يهمك ايضا
حرب إسرائيل على «الجهاد»
«الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عدم الاعتداء» بين «كاتس كوتس» و «روحانيظريف» «عدم الاعتداء» بين «كاتس كوتس» و «روحانيظريف»



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya