خيارات واشنطن  صعبة كذلك

خيارات واشنطن ... صعبة كذلك

المغرب اليوم -

خيارات واشنطن  صعبة كذلك

بقلم : عريب الرنتاوي

فوضى «التغريدات» التي تنطلق من حسابات كبار المسؤولين الأمريكيين على «تويتر»، وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب ذاته، باتت مربكة لقادة دول منطقتنا ومراقبيها، سيما بعد أن أصبح «تويتر» هو المكان الأمثل، لمراقبة تقلبات السياسة الأمريكية ومتابعة مواقف واشنطن حيال أزمات المنطقة والعالم.
للحظة ظننا أن واشنطن ماضية إلى «حرب خليجية رابعة»، بعد أن وجهت أصابع الاتهام لإيران مباشرة عن الهجمات التي تعرضت لها منشآت «أرامكو» ... الرئيس أبقى لإيران «ميزة الشك»، هو رجح ولم يجزم بأن الهجمات انطلقت من أراضيها ... فجأة تخرج علينا سلسلة من التغريدات التي تتحدث عن «أهبة الاستعداد» و»السلاح الأمريكي الأفضل»، والجاهزية التي لا تضاهى للرد على «العدوان» الذي يمس النظام العالمي وليس مصالح حلفاء واشنطن فحسب.
لكننا ما نلبث أن نتلقى فيضاً آخر من التغريدات، تذهب جميعها في اتجاه مغاير: لا نريد حرباً مع إيران ونسعى في تفاديها ... كل ذلك يحدث بفواصل زمنية قصيرة، وبوتيرة متسارعة، تجعل من الصعب معرفة أين تتجه واشنطن.
لكن اللافت للانتباه، أن «الدولة الأعظم»، صاحبة أكبر عدد من الأقمار الاصطناعية المتطورة التي تحوم في فضاء المنطقة، وبمقدورها التنصت علينا في غرف نومنا، وتصوير لوحات سياراتنا من ارتفاعات شاهقة، يقول رئيسها إنه بانتظار الاطلاع عن نتائج التحقيقات السعودية في حادثة ابقيق- خريص، لمعرفة المسؤول على الهجمات ... فما الذي يعنيه ذلك؟ ... وكيف لدولة – أو بالأحرى دولة عظمى - أن تربط قرارها بشأن خطوتها التالية بنتائج تحقيقات دولة أخرى، هل تريد أن تترك قرار الحرب والسلام بيد الرياض مثلا، أم أنها تريد وضع حليفتها الاستراتيجية في أضيق الزوايا، وما الهدف المرجوّ من ذلك؟
كيف ستتصرف واشنطن سيما بعد أن صدرت عن البنتاغون تأكيدات بأن الهجمات على السعودية، انطلقت من الأرض الإيرانية وبأسلحة إيرانية؟ ... هل ستبتلع واشنطن الضربة، تاركة الحبل على غاربه لإيران تفعل ما تشاء في مياه الخليج ... إن كان الأمر كذلك، فعلى الدور القيادي للولايات المتحدة السلام، وسيكون بمقدور إيران من الآن فصاعداً، أن تطلق آلتها الحربية ضد خصومها في المنطقة، دون خشية من العواقب والعقوبات، وقديما قالت العرب «من أمن العقاب أساء الأدب».
هل ستذهب واشنطن إلى خوض غمار مواجهة عسكرية واسعة مع طهران؟ ... الرئيس قال إنه لا يريد حرباً مع طهران، ويسعى في تفاديها، وهو أظهر عزوفاً عن خوض الحروب منذ أن دخل البيت الأبيض، وثمة ترجيحات بأن الولايات المتحدة التي ترغب في الانسحاب من حروبها القديمة، لا ترغب التورط في حرب جديدة، سيما وأنها كما قال رئيسها، لا تحتاج لنفط الخليج ولا إلى غازه.
هل تكتفي واشنطن بتوجيه ضربة نوعية منتقاة، ومن ضمن خطة محسوبة للتصعيد؟ ... الجواب، ربما يكون هذا الخيار الأفضل لواشنطن، ثأراً لهجمات ابقيق - خريص، لولا أنه لا يوجد لدى واشنطن ما يعزز قناعتها بأن المواجهة المحدودة ستبقى كذلك، وأنها لن تتدحرج إلى مواجهة شاملة، تطاول الإقليم برمته وليس إيران وحدها.
لا ندري كيف ستنتهي المداولات الأمريكية حول طبيعة الرد على هجمات ابقيق – خريص، لكن المؤكد أن ليس لدى إدارة ترامب خيارات سهلة لتقدم عليها، سيما وأنها باتت قاب قوسين أو أدنى من اندلاع الحملات الانتخابية لرئاسيات 2020 ... إدارة ترامب أمام خيارين صعبين، إما المقامرة بحظوظها في تلك الانتخابات لإسعاد حلفائها وإشعارهم بالأمن والطمأنينة، وإما المجازفة بفقدان ثقتهم وربما انفضاضهم من حولها، لضمان عودة الرئيس وأسرته وفريقه إلى البيت الأبيض حتى العام 2024، على أي الخيارين سيقع اختيارها؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيارات واشنطن  صعبة كذلك خيارات واشنطن  صعبة كذلك



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 23:39 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم ينبع يدشن فعاليات برنامج "رفق" لمواجهة العنف

GMT 08:51 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

اكتشفي مكونات طبيعية فعالة في تنظيف المنزل

GMT 01:36 2016 السبت ,13 شباط / فبراير

منافع الكاجو تشمل عالم الرجال والجنس

GMT 03:28 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

ردود أفعال الأطفال تجاه العنف الأسري

GMT 12:01 2017 الإثنين ,29 أيار / مايو

مناظر خلابة في قلب حضر موت تجذب السياح

GMT 20:27 2017 السبت ,18 آذار/ مارس

تنظيم معرض وطني لـ"مهني الصردي" في المغرب

GMT 12:24 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

"نوكيا" تحاول تسويق أجهزة "ويندوز 8"في أوروبا

GMT 23:29 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة لاعب "الكاك" والمنتخب المغربي سابقا مصطفى نقيلة

GMT 16:15 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

رضا حكم يقدّم استقالته من تدريب رجاء بني ملال

GMT 19:00 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تثبت أن ضوضاء ازدحام السير تهدِّد حياة الطيور

GMT 18:57 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

هايدي موسى ضيفة خالد سليم في "ميكس ميوزيك"

GMT 20:20 2016 الإثنين ,23 أيار / مايو

سيارة هوندا سيفيك كوبيه الجديدة 2017

GMT 06:48 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

5 نصائح من كبار مصممي الديكور لتزيين النوافذ في عيد الميلاد

GMT 14:27 2017 الأحد ,18 حزيران / يونيو

ريال مدريد يحدد سعر كريستيانو رونالدو
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya