حراك مصري – روسي لافت

حراك مصري – روسي لافت

المغرب اليوم -

حراك مصري – روسي لافت

بقلم : عريب الرنتاوي

توحي جولات «الوفد الأمني المصري» بين رام الله وغزة، بوجود «تقدم ما» على طريق المصالحة الفلسطينية ... التسريبات تتحدث عن تفاهمات تجري بلورتها حول عناوين من نوع: تمكين وزراء الحكومة من العمل في غزة، دعوة الإطار القيادي المشترك للالتئام من جديد، العودة لاتفاق القاهرة 2017، انتخابات رئاسية وتشريعية متفق عليها ... عناوين يجري بحثها بهدوء، من دون كاميرات وعدسات مصورين، وبقليل من التصريحات والتسريبات الإعلامية، ومن دون رهانات وأوهام كبيرة وابتسامات مجانية، وهذا أمر جيّد بحد ذاته.
من بعيد، يدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الخط، اتصال هاتفي أجراه بوتين مع عباس، ووصفته وكالة الأنباء الفلسطينية بـ»الطويل والمعمق»، تناول عملية السلام واستعداد روسيا للعمل على إحيائها، المصالحة في إطار منظمة التحرير ودعم مشترك للدور المصري في المصالحة ... بوتين يتطلع للقاء عباس في موسكو لمزيد من المحادثات، والأنباء تحدثت عن اتصالين هاتفيين لا اتصال واحد فقط.
هذه التطورات وحدها لا تكفي لإشاعة مناخات التفاؤل أو رفع سقف التوقعات ... المصريون قطعوا الطريق بين غزة ورام الله جيئة وذهاباً، عشرات المرات، والقاهرة استقبلت الوفود الفلسطينية مرراً وتكراراً ... موسكو ذاتها، كانت مسرحاً للقاء مختلف الفصائل بمبادرة من بوغدانوف وإدارة من نعومكين ورعاية من الكرملين ... كل تلك الجهود لم تجد نفعاً ... المبادرات وصلت دائماً إلى الجدار المسدود ذاته.
على خط المصالحة و»عملية السلام»، تدخل بقوة قضية «التهدئة» بين حماس وإسرائيل، والتسريبات تتحدث عن «طاقة فرج» ضيقة قد تفتح قريباً، لكنها كافية على ما يبدو لمنع الانفجار ومنع اندلاع الحرائق ... مزيد من المواد الداخلة للقطاع المحاصر، ومساحة أكبر للصيد، وكهرباء ووقود، ودائماً من ضمن معادلة: لا ينفجر القطاع من جوع ولا من شبع.
لا نعرف شيئاً مؤكداً عن الأسباب التي أفضت إلى تجديد الحراك الدبلوماسي على هذه المحاور الثلاثة: التهدئة، المصالحة وعملية السلام، وبعد فترة طويلة نسبياً من السبات... لكنها ليس صدفة محضة، أن تنشط الوساطات ويتحرك الوسطاء بعد فشل «ورشة المنامة» ونجاح الفلسطينيين في إفراغها من أي معنى، ونجاحهم في البرهنة على أنهم رقم صعب في المنطقة ... ربما يكون ذلك سببا كافياً لتحريك الوسيط المصري الذي يخشى انفجار قنبلة غزة في حضنه، وحفز الوسيط الروسي لملء الفراغ الذي خلفته سذاجة الوسيط كوشنير وقبح الموفد الأمريكي وصفاقة سفير واشنطن لدى إسرائيل .. ترويكا الوساطة الأمريكية، فعل كل ما بوسعه لإنهاء دور «الوسيط الأمريكي»، وأطلق النار على أقدام الدبلوماسية الأمريكية فلم تعد قادرة على السير إلى أمام أو النكوص إلى الوراء وإعلان الفشل الصريح.
هل تنجح هذه الجولة حيث أخفقت جولات مماثلة عديدة سابقة؟
لا جواب لدينا على هذا السؤال، فالمجهول ما زال سيد الموقف، والغموض يكتنف جهود الوساطة وحركة الوسطاء ... لكننا نتمنى على أقل تقدير، النجاح هذه المرة في وضع الجانبين على مسار بناء الثقة، والتوافق على آلية لتنظيم الاختلاف واقتسام الكعكة، على ضآلتها ... لا أحد لديه أوهام حول فرص إنهاء الانقسام واستئناف المصالحة واستعادة الوحدة، المطلوب أقل من ذلك بكثير، وأي نجاح تسجله الوساطة على طريق احتواء الخلاف وتنظيمه، هو انجاز سيسجل لها، بعد أن فقد الفلسطينيون الأمل في عودة «الإخوة الأعداء» إلى رشدهم ووعيهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراك مصري – روسي لافت حراك مصري – روسي لافت



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya