موسم الهجرة إلى ليبيا

موسم الهجرة إلى ليبيا

المغرب اليوم -

موسم الهجرة إلى ليبيا

عريب الرنتاوي
بقلم: عريب الرنتاوي

وفقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان، فإن أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل سوري «معارض» باتوا يتموضعون الآن في خنادق طرابلس الغرب في مواجهة مع قوات الجنرال العجوز خليفة حفتر ... دوافع أنقرة لفعل ذلك معروفة تماماً، فهي ترغب في خوض معاركها في ليبيا وشرق المتوسط حتى «آخر سوري»، لكن السؤال عن دوافع هؤلاء المقاتلين وتنظيماتهم، هي ما يستوجب البحث والتأمل.
في ظني أن ثمة محركين اثنين، يدفعان مقاتلي المعارضة السورية للانتقال إلى ليبيا، وترك خطوط التماس أمام تقدم القوات السورية و»الرديفة» في جبهات الشمال السوري: أولهما؛ ذو طابع عقائدي ديني، فـ»الجهاد لا وطن له»، وكل أوطان المسلمين ساحات مشروعة له، يبدو أن من بين المقاتلين من ذهب بدافع إيديولوجي، ولا بأس إن جاء مغمساً بقليل أو كثير من المال.
وثانيهما؛ ذو طابع «ارتزاقي» محض، وفي البازار المفتوح حول رواتب «المقاتلين/المرتزقة» بلغت قيمة العرض الأفضل ألفي دولار شهرياً للمقاتل الواحد، وهذا يعادل راتب سرية كاملة من الجيش السوري، وقبضة من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ... السؤال حول مصدر هذا المال الوفير، بحاجة لتحقيقات أمنية لا قبل لنا بها أو عليها، لكن الحلف الذي يدعم حكومة فايز سراج، بات معروفاً على أية حال، ولكم أن تطلقوا العنان لمخيلاتكم.
لا أجد دافعاً آخر يمكن أن يحرك جحافل المعارضة ويذهب بها قرابة ألفي كيلومتر بعيداً عن ساحة حربها الرئيسة، ضد العدو «الأسدي/النصيري/الفارسي/ الصفوي/ الشيعي/الروسي/ الإيراني» إلى آخر «المعزوفة» التي لم تكف جحافل المعارضة عن إرهاق مسامعنا بها لفرط تكرارها طوال سنوات تسع مضت... لا أجد تفسيراً آخر لانتعاش «موسم الهجرة إلى ليبيا».
يطرح ذلك سؤالاً حول دور المليشيات و»اللاعبين اللا-دولاتيين – Non State Actors» في بلادنا، سيما بعد أن نشطت مراكز إقليمية طامعة وتوسعية، في تشكيل هذه الميليشيات وتدعيم هؤلاء اللاعبين ... وإذا كانت إيران قد سبقت غيرها، واشتهرت أكثر من غيرها، في تعميم التجربة المليشياوية على عدد من الدول العربية، فإن تركيا، لحقت بها بكفاءة وتسارع مع اندلاع ثورات الربيع، من تجربة الفصائل المنضوية تحت ما يسمى «الجيش الوطني» في سوريا، إلى التنظيمات «الاسلاموية» التي تقاتل تحت مظلة «الشرعية» في ليبيا.
ومثلما توسعت طهران في استقدام ميليشيات «آسيوية» لتدعيم مشروعها الإقليمي في سوريا على وجه الخصوص، معتمدة على الشيعة الأفغان «الفاطميون» والشيعة الباكستانيون «الزينبيون»، فإن تركيا فعلت الشيء ذاته في سوريا، وقد تكرره في ليبيا كذلك، والمعارك الدائرة اليوم في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، أعادت التذكير بتنظيم «أجناد القوقاز»، وقبلها تسهيل وصول «المجاهدين الإيغور» وغيرهم من الميليشيات الجهادية المنتقاة على أساس مذهبي سنّي.
قبل أيام، وفي هذه الزاوية بالذات، دعونا إيران لاعتماد «القوة الناعمة» لاستعادة علاقاتها مع العرب و»تطبيعها»، والابتعاد على الأساليب والوسائل الخشنة كالسلاح والميليشيات ... وقبل سنوات، وفي هذه الزاوية أيضاً، رحبنا بميل تركيا لاستخدام «القوة الناعمة» و»قوة النموذج» و»صفر مشاكل» في تسجيل اختراقات في العالم العربي ... يبدو أن القوتين الإقليميتين المتعايشتين والمتنافستين، تخلتا في لحظة الاستقطاب واحتدام صراع المحاور، عن كل ما هو «ناعم» من أدواتهما، وقررتا خوض حروبهما ومعاركهما، بالوسائط الخشنة، يشجعهما على فعل ذلك والاستمرار فيه، «رخص» الدم العربي، فما الذي يضيرهما الاستمرار في توسيع نفوذهما الإقليمي ومجاليهما الحيويين، طالما أن القاتل والقتيل في حروبهما متعددة الجبهات، هم من الناطقين بـ «لسان الضاد»؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم الهجرة إلى ليبيا موسم الهجرة إلى ليبيا



GMT 15:17 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ١

GMT 15:15 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

أخبار اسرائيل سيئة مثلها

GMT 18:43 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

ديكارت ومحافظ البصرة

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya