الأردن و«التجربة الإماراتية» في العلاقة مع إيران

الأردن و«التجربة الإماراتية» في العلاقة مع إيران

المغرب اليوم -

الأردن و«التجربة الإماراتية» في العلاقة مع إيران

بقلم - عريب الرنتاوي

اقترح أن يحذو الأردن حذو الإمارات العربية المتحدة في علاقاته مع إيران،  فالتبادل التجاري بين البلدين المتخاصمين، يزيد عن 17 مليار دولار، ما يضع الإمارات في صدارة الشركاء التجاريين مع إيران، وفي مختلف المراحل السابقة، قبل “النووي” وبعده، فيما تبلغ استثمارات الإيرانيين في الإمارات المائتي مليار دولار.
في السياسة، تبدو الإمارات على درجة عالية من الخصومة مع إيران، فهي تتصدر حملة “الشيطنة” لنظامها السياسي، وتقاتل على الأرض من تسميهم أذرع “الفقيه الولي” وامتدادات حرسه الثوري، والدولتان مشتبكتان لفظياً على الأقل، حول “أحقية” كل منها بجزر أبو موسى وطنب الصغرى والكبرى، ومع ذلك، لم تر كل من طهران وأبو ظبي مانعاً في إقامة علاقات تجارية واقتصادية ومالية مزدهرة، لا شك أنها مفيدة للغاية لطرفيها.
لسنا على خصومة مع إيران، إلا فيما خص القضايا العربية، لا مشكلات مستعصية في العلاقات الثنائية، ولسنا مجبرين على تصدر قائمة الدولة المخاصمة للجمهورية الإسلامية والمناهضة لها، فهناك حفنة من الدول، صاحبة المصلحة والأهلية في تصدر المواقع الأولى لجبهة أعداء إيران ... ولا ندعو لإقامة علاقة تحالفية مع إيران، فلا نحن من “المقاومة والممانعة”، ولا السياسة الخارجية الأردنية التي نعرف منذ عشرات السنين، بمقدورها التكيف مع وسائل وأدوات ومرامي السياسة الخارجية الإيرانية.
لكننا مع ذلك، ندعو لتطبيع العلاقات السياسية بين البلدين، بما في ذلك إعادة السفير، واستئناف الزيارات واللقاءات ... أما في الاقتصاد، فندعو لأوثق العلاقات الثنائية، بدءاً بتسيير وتسهيل مد أنبوب نفط عراقي، ولا بأس بخط أنابيب للغاز الإيراني كذلك، وندعو لجذب الاستثمارات الإيرانية، أسوة بالدولة الخليجية الشقيقة، وعلينا التفكير في اجتذاب مليون سائح ديني إيراني إلى المزارات في بلادنا، إذ بفرض أن كل زائر سينفق ألف دولار في رحلته، فإن من المتوقع لمشروع كهذا أن يدر مليار دولار على الاقتصاد الأردني، وينعش قطاع السياحة وعددا من المحافظات الجنوبية وليس الكرك وحدها.
سنظل نختلف مع إيران في السياسة، وهذا أمرٌ لا بأس به، لكن من الخطأ الاستمرار بالسياسة بالغة الحذر والتحفظ حيال إيران، ولسنا مرغمين على أن نكون “كاثوليكيين أكثر من الباب نفسه”، فإن كان أصحاب العلاقة والشأن، يحتفظون بكل هذه الروابط والوشائج مع دولة “الولي الفقيه”، فلماذا يطلب إلينا الامتناع عن تطبيع علاقاتنا مع إيران، بل ولماذا نتردد أصلاُ في إقامة أوثق العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية مع الجمهورية الإسلامية.
قبل “النووي” كانت الخشية من العقوبات الدولية، وما يمكن لمثل هذه العلاقات أن تستجلبه من أضرار على الاقتصاد والمصارف الأردنية، مع أن الأشقاء أصحاب العلاقة، لم يحسبوا حساباتنا، وذهبوا بعيداً في تجارتهم واستثماراتهم مع “الدولة المارقة”... بعد “النووي”، سقطت هذه التحفظات، وها هم سفراء أوروبا يذرعون الطريق من عواصمهم إلى طهران، جيئة وذهاباً، ولن ننتظر طويلاً، قبل أن نرى رؤساء دول وحكومات غربيين في زيارات عمل وزيارات “دولة” إلى العاصمة الإيرانية، فلماذا نقلق، ولماذا نتردد، ولماذا نفوت على أنفسنا فرصاً قد تكون ثمينة؟
ليس هذا فحسب، فالأردن الذي يتطلع لتطوير واستئناف علاقاته الاقتصادية والتجارية مع جواره العربي في سوريا والعراق، ويتلهف للحصول على حصة متواضعة من مشاريع إعادة إعمار البلدين، لا يمكنه أن يراهن على ترجمة تطلعاته وأهدافه المشروعة هذه، من دون أن يبادر إلى تطوير علاقات ثنائية مع إيران، فالدولة لها تأثير كبير على عمليات صنع القرار في دمشق وبغداد، ولسنا نبالغ إن قلنا، إن إيران شأنها في ذلك شأن روسيا والولايات المتحدة، باتت دولة جارة للأردن، وحدودها معه، تمتد شرقاً وشمالاً.
لا نقترح استعداءً لأحد، ولا إحلال طرف محل طرف، بل ونقترح إعلان الأردن رسمياً، وقوفه خارج هذه المحاور والتحالفات جميعها، والتأسيس لمرحلة من الحياد الإيجابي في النزاعات الإقليمية، باستثناء الصراع مع إسرائيل، فالأردن هنا، وهنا فقط، طرف رئيس، وفي مواجهة إسرائيل وسياساتها الاحتلالية والتوسعية، يتعين بناء التحالفات وتعزيز المحاور والذهاب إلى أبعد نقطة على هذه الأرض، طلباً للعون والإسناد والتضامن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن و«التجربة الإماراتية» في العلاقة مع إيران الأردن و«التجربة الإماراتية» في العلاقة مع إيران



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك

GMT 05:02 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

شخص يضرم النار داخل مسجد أثناء صلاة العشاءفي شيشاوة

GMT 23:52 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

متصرفو المغرب يعتصمون أمام وزارة المال في الرباط

GMT 14:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل بشعة تهزّ حي التقدم في الرباط

GMT 21:47 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف عداء مغربي لأربعة أعوام بسبب المنشطات

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 20:54 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

إنشاء 3 شواطئ صناعية في كورنيش مدينة الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya