مواجهة تكتيكية بين موسكو وواشنطن في سوريا

مواجهة تكتيكية بين موسكو وواشنطن في سوريا

المغرب اليوم -

مواجهة تكتيكية بين موسكو وواشنطن في سوريا

بقلم - عريب الرنتاوي

خمس ملاحظات سجلتها وزارة الدفاع الروسية على أداء التحالف الدولي بقيادة واشنطن في سوريا خلال الأسبوع الفائت: (1) إحجام التحالف عن توجيه أي ضربة جوية أو صاروخية ضد مواقع ومقاتلين لجبهة النصرة، مع أن الأخيرة باتت القوة الوحيدة المصنفة إرهابية، والتي تسيطر على أكبر تجمع للإرهابيين في تاريخ الإرهاب “الإسلاموي” المعاصر... (2) إقدام جبهة النصرة وحلفائها، بشن هجوم كبير على محور الريف الشمالي لمحافظة حماة، كان الهدف من ورائه القبض على 29 عنصراً من الشرطة العسكرية الروسية المنتشرة في هذا المحور، في ضربة يراد بها تهشيم صورة روسيا وجيشها و”قيصرها”.
(3) تباطؤ حدة المعارك على محور الرقة، فيما يشبه الاتهام لواشنطن وحلفائها، بتسهيل مهمة “داعش” في قتال الجيش السوري وحلفائه على محور دير الزور على وجه الخصوص ... (4) قيام وحدات من قوات سوريا الديمقراطية بالانشقاق عن “قسد” والالتحاق بـ “داعش” في محور دير الزور، وانخراطها في قتال الجيش السوري... (5) قيام وحدات من “قسد” المتمركزة شرق الفرات بإطلاق النار على الجيش السوري المتمركز غربه، ولأكثر من مرة، الأمر الذي اعتبرته موسكو بمثابة إعاقة مقصودة ومنظمة لتقدم الجيش السوري.
ما الذي تعنيه هذه الملاحظات/ الاتهامات؟
روسيا تمتنع عن تقديم تفسير علني، لكن مصادرها تُدرج الأمر في سياق رغبة واشنطن في زيادة أعباء وتكاليف الاختراقات التي تحققها موسكو وحلفاؤها على امتداد الساحة السورية، وتحديداً في شرق سوريا، حيث تمكنت دمشق من إعادة بسط سيطرتها على 87 في المائة من الأراضي التي كان يحتلها “داعش”، وفقاً لوزارة الدفاع الروسية.
موسكو لا تتبنى رواية حلفائها القائلة إن النصرة و”داعش”، هما صنيعتا واشنطن وأداتاها في سوريا، بيد أنها لم تخف قلقها من محاولات واشنطن المتكررة توظيف هذه الفصائل واستخدامها، لإضعاف النظام السوري واستهداف جيشه وتعقيد مهمة روسيا ورفع كلفتها، وهذا تفسير يمكن التدليل عليه بكثير من الشواهد الميدانية من العراق وسوريا، لعل أهمها شاهدان اثنان: الأول، تأخر واشنطن كثيراً في التصدي لاجتياح “داعش” لمساحات واسعة من العراق خشية تمكين بعض أخصامها أو حلفائها غير المرغوبين من ملء فراغ “داعش” ... والثاني، إحجام واشنطن عن توجيه ضربات للنصرة، مع انها مدرجة أمريكياً على لوائح الإرهاب السوداء، إذ باستثناء ضربات نادرة وجهها التحالف للنصرة في أماكن متفرقة، لم نر أي استهداف منهجي منظم لجبهة النصرة، التي تتمركز في قلب مناطق النظام وتحت جلده في إدلب والجنوب الغربي.
صحيح أن واشنطن سلّمت على ما يبدو، بأولوية ومحورية الدور الروسي في سوريا، وهي قناعة آخذة في التجذر في إدراك موسكو وحلفائها، لكن الصحيح، على ما يبدو أيضاً، أن واشنطن لا تريد لموسكو أن تظهر بمظهر المنتصر الذي لا يشق له غبار، وهي لن تحجم عن أي عمل من شأنه رفع كلفة هذا النصر، وإلحاق أشد الأذى بصورة الجيش الروسي والقيادة الروسية وبالذات، شخص الرئيس فلاديمير بوتين.
موسكو المدركة لمرامي التكتيكات الميدانية الأمريكية، أعربت عن قلق شديد حيالها، ولم تكتف بذلك، بل وجهت إنذاراً شديد اللهجة لواشنطن للكف عن ممارسة هذه التكتيكات العدائية، وهي أتبعت القول بالفعل، إذ وجهت طائراتها الحربية ضربات لوحدات من قوات سوريا الديمقراطية في محيط دير الزور، ونفذت غواصاتها عملية قصف استعراضية بصواريخ “كاليبر” المجنحة، من الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط إلى قلب إدلب، ونفذ سلاحها الجوي عشرات الطلعات والضربات ضد مقاتلي النصرة في ريف حماة الشمالي، والمرجح أن تظهر الأيام القليلة المقبلة، مزيداً من الحزم الروسي في التعامل مع تكتيكات عدائية تصدر عن واشنطن وحلفائها في شرق سوريا وشمالها الغربي، ما لم تتوقف قوات التحالف، عن التعرض للجيش السوري وانتهاك اتفاقات خفض التصعيد في ريف حماة الشمالي.
وربما يمكننا إدراج الضربات الصاروخية (لا ندري إن كانت غارة جوية أم لا) الإسرائيلية التي استهدفت ما يقال إنه مواقع للجيش السوري وحزب الله في محيط المطار، صحيح أن لتل أبيب قرارا استراتيجيا بالتعرض لحزب الله والجيش السوري إن اقتضى الأمر، للتذكير بمصالح إسرائيل وخطوطها الحمراء، لكن التنسيق الأمريكي – الإسرائيلي في سوريا وغيرها، يسمح بتبادلٍ للأدوار، وتنسيق للعمليات، حتى وإن لم تأخذ المسألة شكلها العلني الواضح والصريح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواجهة تكتيكية بين موسكو وواشنطن في سوريا مواجهة تكتيكية بين موسكو وواشنطن في سوريا



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري

GMT 03:41 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

فيلم "the shape of water" يقترب من حصد جوائز النقاد في 2018

GMT 00:42 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

اكتشفي أسباب عدم بكاء الطفل حديث الولادة

GMT 04:18 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الملابس الصوفية عنوان المرأة العصرية لموضة هذا الشتاء

GMT 17:48 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طوني ورد يطلق تشكية La Mariée الحصرية لفساتين الزفاف
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya