جولة دامية أخرى مع الإرهاب

جولة دامية أخرى مع الإرهاب

المغرب اليوم -

جولة دامية أخرى مع الإرهاب

بقلم : عريب الرنتاوي

جولة دامية أخرى مع الإرهاب، تعيّن على الأردن والأردنيين خوضها ودفع أكلافها الباهظة، دفاعاً عن أمن البلاد وسلامة العباد... ليست الأولى من نوعها، والأرجح أنها لن تكون الأخيرة، طالما أننا أمام عدو لا يقيم وزناً لكل القيم والقواعد الأخلاقية والإنسانية، ولا يقيم اعتباراً لحياة الناس، بمن فيها حيوات أتباعه وأفراد أسرهم من القاصرين والمعولين، الذين لا حول لهم ولا قوة.

هو عمل إرهابي احترافي بامتياز، لا نعرف بعد هوية المنفذين والمخططين، ولم نتلمس خيوط وخطوط اتصالهم وشبكة علاقاتهم ... لكن تفجير المركبة العسكرية في الفحيص، و»الكمين اللئيم» في بناية «نقب الدبور»، تكشفا عن «مهارات» ما كان اكتسابها ليكون أمراً ممكنا، لولا انخراط بعض أو جميع أعضاء الخلية الإرهابية، في أنشطة سابقة، وحصولهم على التدريب المناسب.

وهو تذكرة لنا بما تنسينا إياه، يومياتنا الثقيلة وأجنداتنا المزدحمة: من أن الحرب على الإرهاب، هي رأس الجبل الجليدي الظاهر، من حرب أكثر جدية وجدوى، ضد ثقافة الغلو والتطرف والتكفير والموت ... وهي الحرب التي ما زلنا نخوضها على استحياء، ونتقدم على دروبها بقدم للأمام وآخر للوراء، لكأننا ما زلنا بحاجة لمن يوقظنا من غفلتنا، أو يدلنا على ما فيه خير بلادنا وأهلنا.

هي تذكرة لنا، بأننا لم نفعل الكثير، لتجفيف «حواضن» التطرف والغلو، واستتباعاً، الإرهاب، تارة لأسباب اجتماعية وأخرى خضوعاً لابتزاز أصحاب الأصوات العالية، وثالثة لتقصير متمادي في إنفاذ سيادة القانون، ورابعة لتهاون مذهل في تقدير أثر الظاهرة الإرهابية، والتداعيات المترتبة على أي تراخي في استئصالها وتجفيف منابعها.

هي تذكرة لنا، وكم مرة علينا أن ندفع الإثمان الباهظة لكي نتذكر ونستذكر، أن «عقلية الفزعة» لم تنفع من قبل ولن تنفع من بعد ... بعد الفنادق الثلاثة، هبّ الأردنيون هبة رجل واحد، ضد التطرف والإرهاب، لكن سرعان ما تبدد الزخم في حراكهم وتضامنهم ووحدتهم، قبل أن يعودوا لاستئناف يومياتهم المعتادة التي لم تقطعها سوى جريمة حرق الطيّار الشهيد معاذ الكساسبة، لنعاود الكرة مرة أخرى، ثم نخمد من جديد... الكثير من «طق الحنك» فيما الماء ما زال يتسرب من تحت أقدامنا.

الإرهاب الذي مُني بهزيمة نكراء في سوريا والعراق، لم يرفع الراية البيضاء بعد، ما زالت راياته سوداء تقطر دماً ... والأرجح أن ذئابه المتفردة، تبدو أشد خطوة وجراحها تنزف كما هي عليه اليوم ... هي أشد خطورة بلا شك، ورعاتها وسدنتها بحاجة لـ»انتصار»، أي انتصار، بحاجة لتجديد الحضور بعد الغياب، وليس المهم ما الذي يكونه الهدف وأين يكون ومتى يضغط على أزرار التفجير ... المهم أن يظل حاضراً في المشهد، وألا يترك الانطباع، بأن الهزيمة أقعدته تماماً.
وسواء أكان إرهابيو الفحيص و»نقب الدبور» من بين الخلايا النائمة، أم من «العائدين» من سوريا والعراق، فإن النتيجة واحدة: الخطر ما زال ماثلاً، والتهديد قد يتضاعف في قادمات الأيام ... ولا بديل عن مؤازرة الأجهزة الأمنية والعسكرية في مسعاها لاستئصال شأفة هذا التهديد، ولا بد للمستوى المدني، الحكومي والأهلي، من أن يكون حاضراً في ميادين الحرب على التطرف والإرهاب، كل من موقعه وبأدواته ... ولا مندوحة من التذكير بشعارنا الأثير: كل مواطن خفير، ولو أن كل واحد منّا عمل بروح هذا الشعار وهديه، لربما تعذر على الإرهابيين إيجاد ملاذ يديرون منه توحشهم، ويحضرون تحت سقفه، عبوات القتل وأدوات الإجرام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جولة دامية أخرى مع الإرهاب جولة دامية أخرى مع الإرهاب



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 10:07 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

ســاق علــى ســـاق

GMT 05:02 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

مرسيدس تكشف عن سيارتها الجديدة GLB 2020
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya