هكذا تحدث كوشنر عن حادثة السفارة

هكذا تحدث كوشنر عن حادثة السفارة؟

المغرب اليوم -

هكذا تحدث كوشنر عن حادثة السفارة

بقلم - عريب الرنتاوي

في «تسريب» أرسله لي صديق من نيويورك، تحدث كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أزمة الأقصى وجريمة السفارة الإسرائيلية في عمان... جارد كوشنر، الصهر الأكثر قرباً من الرئيس، تحدث “off the record”، أمام مجموعة من «المتدربين» العاملين في الكونغرس عن رؤيته لما حصل، واستعدادات إدارته للتعامل مع ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
من يقرأ لكوشنر أو يستمع للتسجيل المسرب، يخلص إلى أن بينيامين نتنياهو، لن يجد أفضل منه، مستشاراً له وناطقاً باسمه ... فالرجل لا يكتفي بترديد الرواية الإسرائيلية بمجملها، بل انحاز لأكثر القراءات اليمينية تطرفاً في إسرائيل ... فنتنياهو حسب كوشنر، لم يفعل شيئاً سوى «تأمين» المكان ومرتاديه – من الإرهاب الفلسطيني بالطبع – وهو أبدى تجاوباً «طوعياً على أوحى به كوشنر، مع مقترح إزالة البوابات الالكترونية والكاميرات، متجاهلاً ثورة الغضب الشعبي الفلسطيني، مندداً بتصريحات المرجعية الدينية المقدسية التي حرّمت دخول المسجد عبر هذه البوابات أو تحت مراقبة الكاميرات.
بدا كوشنر شديد التأثر بمقتل رجلي أمن إسرائيليين في حادثة الحرم، بيد أنه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى ستة وعشرين شهيداً فلسطينياً مدنياً، سقطوا برصاص الجنود الإسرائيليين في أثناء هذه الهبّة الشعبية، دع عنك مئات المعتقلين والموقوفين إدارياً، وما صاحب الحملة الأمنية الإسرائيلية من هدم لمنازل وعرض لقوانين طافحة بالعنصرية على الكنيست الإسرائيلي.
أما بخصوص جريمة قتل الطفل والطبيب الأردنيين، فحدّث ولا حرج ... كوشنر اختلق رواية بالكامل، لم يجرؤ على الإتيان بمثلها، حتى عتاة اليمين الديني والقومي في إسرائيل، رجل أمن دبلوماسي إسرائيلي، تعرض للهجوم من قبل أردنيين، وقام من موقع الدفاع عن النفس، بإردائهما قتيلين، ملمحاً إلى أن السلطات الأردنية هي من دفع السلطات الإسرائيلية للقبول بإعادة طاقم السفارة إلى تل أبيب، وفيما يلي النص الحرفي لما قاله الرجل:
 
“At the same time, we got a situation in Jordan where an Israeli security diplomat in Jordan was attacked by two Jordanian men, and in self-defense he killed the attackers. So, then it worked out where the Jordanians got the Israelis to accept their people from the embassy back to Israel.”
في تناولها لحادثة السفارة، انقسمت صحف إسرائيل وكتابها، بين منتقد لأداء رجل الأمن الإسرائيلي ومندد بلجوئه المفرط للقوة، في مواجهة تهديد غير مميت، حتى أن البعض فسر الأمر باستعلائية وعنصرية مستوطنة في عقل الموظف الإسرائيلي، دفعته لاستسهال قتل الفلسطينيين، فيما الصحف اليمنية وكتابها، ذهبوا للقول بأن الطبيب على الأقل، قتل عن طريق الخطأ غير المقصود، ورددت أنباء عن استعداد إسرائيلي لتعويض عائلة الضحية، مالك المنزل الذي يقيم فيه القاتل.
كوشنر لم يقرأ كل هذا، ولم يصغ إلى الروايات المختلفة... جاء برواية تتحدث عن مهاجمين اثنين، عن سبق الترصد والإصرار، وعن دفاع مشروع عن النفس، وعن موقف أردني ضاغط باتجاه عودة طاقم السفارة لإسرائيل، من دون الإشارة إلى أن الأحد الأردنيين القتيلين لم يكمل السبعة عشر عاماً من عمره، وان الاخر هو طبيب مسيحي كبير في السن، وأن الأول عمل لدى الموظف الإسرائيلي في صناعة غرفة نوم له، وأن الثاني هو صاحب العقار المؤجر له، وأن «أداة الجريمة» ليست مفك براغي ... الصورة التي قدم بها، تشير تلميحاً لا تصريحاً إلى إرهاب ممتد من المسجد الأقصى في القدس وحتى ضاحية الرابية في عمان ... أي هراء هذا، وكيف يمكن لرجل يشرف على صياغة «صفقة القرن» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أن يكون أبلهاً إلى هذا الحد، أو صهيونياً أكثر من الصهاينة أنفسهم، او كلا الأمرين معاً ... ولقراءة مقاطع من من حديث كوشنر أو الاستماع إليه بالصوت والصورة، راجع الرابط التالي:
https://www.wired.com/story/jared-kushner-middle-east/
قبل هذا «التسريب» كنا نقول أن الترويكا الأمريكية المولجة ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والمؤلفة من كوشنر – جرينبلات – فريدمان، هم أكثر تطرفاً من الترويكا الحاكمة في إسرائيل (نتنياهو-ليبرمان-بينت)... اليوم تتأكد لنا هذه الحقيقة، ويتأكد لنا أن السلطة الفلسطينية إنما تفاوض اليمين الإسرائيلي المتطرف – وليس إسرائيل عموماً- عندما تستقبل كوشنر – جرينبلات – فريدمان وتتحادث معهم.
قبل هذا التسريب، كنا نظن أن أركان هذه الإدارة يثقون بحد أدنى بالرواية الأردنية لما يجري من أحداث وتطورات، أقله ما خصّ الأردن منها ... بعد هذا التسريب، يتأكد لنا أن لواشنطن أذناً واحدة فقد، تخصصها للاستماع للرواية الإسرائيلية، ولهذه الرواية فقط، مع رغبة جامعة بإضافة المزيد إليها، والتحليق بها إلى أعلى درجات الانحياز والتطرف، تماماً مثلما فعل كوشنر في سرده لـ «وقائع» الأسابيع الثلاثة لأزمة الأقصى والسفارة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا تحدث كوشنر عن حادثة السفارة هكذا تحدث كوشنر عن حادثة السفارة



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya