عراق ما بعد داعشداعش ما بعد البغدادي

"عراق ما بعد داعش"..."داعش ما بعد البغدادي"

المغرب اليوم -

عراق ما بعد داعشداعش ما بعد البغدادي

بقلم : عريب الرنتاوي

ها هو العراق يدخل مرحلة "ما بعد داعش" ... وها هو "داعش" يدخل مرحلة "ما بعد البغدادي"، فما هي ملامح المرحلة المقبلة بشقيها؟

عراقياً، تبدو المرحلة حبلى بالكثير من التطورات المحتملة وربما المفاجآت...وثمة جملة من الصراعات المتراكبة المتوقع انفجارها بين لحظة وأخرى ... (1) الصراع العربي – الكردي حول كركوك وسهل نينوى وسنجار والمناطق المتنازع عليها بين الإقليم والمركز، وهو صراع سترتفع وتيرته مع اقتراب موعد الاستفتاء على استقلال الإقليم المنتظر في الخامس والعشرين من أيلول/ سبتمبر القادم.

(2) وثمة صراع سني – شيعي، سيحتدم حول نزاهة العملية السياسي وعدالة التمثيل وتوازن النظام السياسي بمؤسساته المختلفة، من بين مواضيع أخرى تتصل بالحشد الشعبي ومستقبل المحافظات الغربية وتوزيع السلطة والثورة في العراق.... (3) وثمة صراع سني – سني، بين مدارس سياسية ودينية ومرجعيات إقليمية مختلفة حيناً ومتصارعة أحياناً، والكثير يتوقف على ما إذا كان بالإمكان تجسير الفجوة بين من يمثلون هذا المكون فعلياً على الأرض، ومن ينطقون باسمه في البرلمان ومؤسسات الدولة العراقية.

(4) وثمة صراعات شيعية – شيعية، سيما بين القطبين البارزين مقتدى الصدر ونوري المالكي، حيث لكل منهما أدوات ثقله ونفوذه، وبينهما ثمة مروحة واسعة من الكيانات والشخصيات، من بينهم رئيس الوزراء، التي تسعى لاحتلال موقع متزايدة او الاحتفاظ بمواقعها السابقة تحت شمس "عراق ما بعد صدام حسين".

(5) وثمة صراعات متراكبة بين مختلف المكونات الكردية (على مستوى الإقليم وفي كردستان الكبرى) بين زعامة طالباني وبرازاني، عبد الله أوجلان والبرزاني (من دون أن ننسى دخول صالح مسلم على الخط)، وما بين هذه الأقطاب من جهة، وبقية الكيانات والشخصيات الكردية النافذة من جهة أخرى. سيما بعد أن باتت حسابات ومصالح مختلف الأفرقاء، متداخلة مع تطورات المسألة الكردية، بالأخص في تركيا وسوريا.

(6) وثمة حروب لن تضع أوزارها قريباً ضد الفساد والترهل وانخفاض العائدات وتضخم الجهاز البيروقراطي وانعدام كفاءته وقضايا النمو الاقتصادي وإعادة البناء والإعمار، وغير ذلك كثير من تحديات الداخل.

(7) وسيبقى العراق مفتوحاً على احتمالات تدهور علاقاته الإقليمية، فهناك من يرحب نفوذ إيران المهيمن وهناك من يعتبر أن كل الشرور التي تصيب العراق تأتيه من الجارة الشرقية ... وهناك تركيا بنفوذها وأطماعها، ووجودها العسكري المباشر على الأرض العراقية، وبالضد من إرادة معظم العراقيين ... وهناك بعض دول الخليج التي وإن احتربت فيما بينها اليوم، إلا أن لكل منها امتدادات و"رؤوس جسور" داخل العراق سيما في البيئتين السنية والكردية، وهو امر سيسهم في تعقيد التحديات التي تجابه عراق ما بعد داعش، ومن دون ان نسقط من الحساب، الوجود الأمريكي في العراق وما يثير من انقسامات داخلية.

المعركة في بعدها الحربي- الاستراتيجي مع داعش انتهت، لكن الحرب على الأسباب التي أنتجت داعش وساعدت في بقائها وتمددها لم تضع أوزارها بعد، وما لم ينتصر العراق والعراقيون في حربهم على هذه الأسباب، سيظل تهديد إعادة انتاج "داعش" او انتاج منظمات على صورتها وشاكلتها، ماثلاً.

أما بالنسبة لدولة داعش، فإن رحيل زعيمها وخليفتها في هذا التوقيت بالذات، توقيت الهزيمة النكراء، ليس تطوراً عادياً يمكن المرور عليه مرور الكرام ... نغي الخليفة هو بمثابة نعي للدولة بما هي مؤسسات وقوات وأجهزة وجغرافيا، لكن التنظيم، كفكرة متطرفة ومناهج دموية سيبقى حتى إشعار آخر ... الهزيمة يتيمة، اما النصر فله مائة أب، وداعش المهزوم، سيواجه احتمالات التشقق والتشظي، وستخرج علينا اتجاهات وتيارات تتقاذف المسؤولية عن الهزيمة، وليس من السهل في ظروف الانكسار تجديد القيادة واستبدالها بأخرى غيرها، سيما بوجود منافس متربص بالتنظيم، هو القاعدة، التي سرق منها داعش الأضواء والشرعية، وتحول من وليد للتنظيم الأم، إلى مزاحم له على البيعة والقيادة والشرعية.

داعش ينهار، وهو بصدد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في غضون الأشهر القادمة ... لكن هذا الخبر السار للعراقيين والسوريين وكل شعوب المنطقة ومجتمعاتها، لا يعني أنها باتت قريبة من اجتياز "درب الآلام"، فتلكم مهمة ما زالت تنتظرها صولات وجولات، نأمل أن تكون أقل دموية مما شهدنا في السنوات الخمس أو الست الفائتة.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عراق ما بعد داعشداعش ما بعد البغدادي عراق ما بعد داعشداعش ما بعد البغدادي



GMT 08:07 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أخبار مهمة أمام القارئ

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الإمارات والأردن.. توافق لأمن المنطقة

GMT 08:01 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسوأ عقاب أوروبى لأردوغان

GMT 07:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لهذا تقود أمريكا العالم!

GMT 07:57 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كسر الحلقة المقفلة في اليمن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya