السلة السياسية لحكومة الرزاز 45

السلة السياسية لحكومة الرزاز (4-5)

المغرب اليوم -

السلة السياسية لحكومة الرزاز 45

بقلم - عريب الرنتاوي

استأثر الشباب بمكانة متميزة في اهتمام الحكومة، سواء من خلال بيانها الوزاري أو عبر تصريحات الناطقين باسمها ... وعلى الرغم من أن «الشباب» كان موضوعاً حاضر في برامج الوزارات المتعاقبة، وعابراً لها، إلا أن هذه الحكومة، التي جاءت كنتيجة لحراك الدوار الرابع الشبابي، حظيت أكثر من غيرها بثقة الشباب، ورفعت أكثر من غيرها، لسقوف رهاناتهم وتوقعاتهم.
منذ انتهاء «صلاحية» الاستراتيجية الوطنية للشباب (2009)، أخفقت الكثير من الحكومات المتعاقبة في وضع استراتيجية جديدة، تبني على ما سبقها من استراتيجيات، وتضيف إليها، وتتعامل مع التحديات الجديدة الناشئة في وجه الحركة الشبابية الأردنية، وتحديداً التحديات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية، دع عنك تحدي التطرف وتفشي الهويات الفرعية وتفاقم الميول العنيفة ومظاهر التجاوز على القانون، وتراجع المنظومات القيمية والأخلاقية.
وإذا كان «تعدد الأطر المرجعية» للشباب في الأردن، واستمرار حالة عدم الاستقرار (تجربة التعاقب بين المجلس الأعلى والوزارة)، من بين أسباب الإخفاق في معالجة قضايا الشباب، فإن استمرار حالة الريبة والحذر من المشاركة السياسية للشباب، ما زالت تقف حائلاً دون تمكينهم ورفع مستوى وسوية مشاركتهم في العمل الوطني عموماً، وعزوفهم عن المشاركة في الأحزاب والانتخابات، على الرغم من التقدم النسبي الذي سجّلته آخر انتخابات في هذا الصدد.
إن الحاجة تقتضي الإسراع في بلورة استراتيجية وطنية للشباب للسنوات الخمس أو العشر المقبلة، على أن ينخرط الشباب أنفسهم في صاغتها وبلورة محاورها، ويتعين على هذه الاستراتيجية أن تشتمل على كافة مناحي الحياة، من تعليم وعمل وصحة ورياضة وثقافة ومشاركة وحقوق وواجبات ... مثلما يتعين على مختلف مؤسسات الدولة وسلطاتها أن تحرص تمام الحرص، على أن يكون «المكون الشبابي» حاضراً بقوة في خططها وبرامج عملها واستراتيجياتها وأولوياتها ... فوزارة الشباب، ليست هي الجهة الحصرية المعنية بهذا الملف، الذي يخص مختلف مؤسسات الدولة ووزارتها ودوائرها، ومختلف السلطات من تنفيذية وتشريعية وقضائية، فالأصل، أن هموم واهتمامات هذه الفئة العريضة من المواطنية، عابرة للقطاعات والوزارات والسفارات... والأصل أن تلعب الوزارة المختصة، دور «المنسق» بين عمل جميع هذه الجهات.
وبنتيجة سلسلة من الأنشطة ذات الصلة، يمكن القول، وتحديداً في باب «الشباب والمشاركة السياسية»، أن الحاجة تقتضي إعادة النظر في تجربة شباب كلنا الأردن، بعد اثنتي عشرة سنة على تأسيسها، لتصبح نواة لاتحاد وطني عام لشباب الأردن، وبحيث تصبح مظلة حقيقة لكافة الحركات والمنتديات والمراكز الشبابية، بصرف النظر عن توجهاتها السياسية والفكرية، أو عن أولويات عملها وبرامجها.
لقد بينت التجربة أن «الأطر الرسمية»، أو المدعومة حكومياً، تقف عاجزة عن استيعاب أوسع الأطر والحركات والحراكات الشبابية، وأن ثمة قيوداً مباشرة أو غير مباشرة، تحول دون انخراط فئات أوسع وأشمل في صفوفها، الأمر الذي يدعو للتفكير بتوسيع هذه الأطر، وإعادة النظر في تجربة ما هو قائم منها، حتى لا يلقى بشرائح شبابية معينة، للترك والنسيان.
كما تقتضي الحاجة، فتح الجامعات للعمل السياسي، ورفع كافة القيود التي تحول دون أوسع مشاركة لهذه الشريحة الشبابية العريضة، في العمل السياسي والوطني العام، تلكم المهمة التي قيل بشأنها الشيء الكثير، على الرغم من محدودية التقدم المنجز على هذا الصعيد .... وفي هذا السياق، يجب التفكير في تخليق أطر تفاعلية وتنسيقية بين اتحادات طلبة مختلف الجامعات الأردنية، وربما في إطار اتحاد وطني عام لطلبة الأردن كذلك.
وتقتضي التعددية السياسية والفكرية والثقافية الأردنية، السماح للأحزاب السياسية الأردنية، بتسجيل منظمات شبابية تتبع لها، وتشكل حواضن جماهيرية واسعة لعمل الأحزاب، فمن لا يرغب من الشباب الانخراط في صفوف الحزب، سيجد الفرصة لأن يكون قريباً منه، وشريكاً في أنشطته الشبابية على اختلاف أنواعها، ويمكن أن تكون هذه المنظمات، مشتركة بين عدة أحزاب متماثلة في رؤاها وبرامجها، وبما يساعد في تقاربها واندماجها في مراحل قادمة.
والحقيقة أن سلسلة الأنشطة التي شارك بها كاتب هذه السطور، أو كان له شرف الإسهام في تنظيمها، خرجت بسلسلة واسعة من الأفكار والمقترحات، وفي كافة المجالات تقريباً، يصعب سردها أو حتى إيجازها في هذه المقالة، وهي موجهة إلى مختلف الأطراف ذات الصلة، من حكومة وبرلمان، إلى المجتمع المدني والأحزاب السياسية والمنظمات الشبابية مروراً بالجامعات والكليات المختلفة، لكننا نكتفي بسرد ما نعتقده أكثر أهمية منها، وبالذات ما لا يجري ذكره والحديث عنه كثيراً أو على نطاق واسع.
وإلى لقاء غدٍ مع «رزمة أخرى من التشريعات الناظمة للعمل العام»

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلة السياسية لحكومة الرزاز 45 السلة السياسية لحكومة الرزاز 45



GMT 18:19 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

اعتداءات حول العالم على المسلمين

GMT 13:08 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

غيبنا العقل وعشقنا التخلف..

GMT 14:26 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

طهران والأوهام الثلاثة

GMT 20:39 2020 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب وعام جديد في مواجهة ايران وكوريا الشمالية - ١

GMT 19:35 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

معاناة نتانياهو مع القضاء من صنع يديه

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 10:07 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

ســاق علــى ســـاق

GMT 05:02 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

مرسيدس تكشف عن سيارتها الجديدة GLB 2020
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya