الحكومة واختبار البـيـــان الــــوزاري

الحكومة واختبار البـيـــان الــــوزاري

المغرب اليوم -

الحكومة واختبار البـيـــان الــــوزاري

بقلم : عريب الرنتاوي

حكومة الدكتور عمر الرزاز، ستخضع اليوم لثاني أهم اختباراتها، في الاختبار الأول، اختبار التأليف، خسر الرئيس المكلف بعضاً من شعبيته، البيان الوزاري الذي سيُعرض اليوم على مجلس النواب، سيحمل بصمة الرئيس «النهضوي»، ومفهومه عن «العقد الاجتماعي»، وهي مفاهيم وعبارات، خلت منها بيانات وزارية سابقة، و»عجّ» بها كتاب التكليف والرد عليه.
الكثير، لم يقتنعوا بأن «التأليف» جاء من «عنديّات» الرئيس وحده، وثمة قصص وحكايات تداولتها صالونات عمان وأروقتها، وشبكات «النميمة» التي تنتعش في مواسم كهذه، تشير في مجملها إلى أن الرئيس لم يكن منفردا في اختيار فريقه الوزاري، الرئيس المكلف رد على هذه القصص نافياً، والأهم، متحملاً مسؤولية الفريق الوزاري الذي قدمه للملك والرأي العام، وسيقدمه اليوم لنواب الأمة.
ونعرف أيضاً، أن ترجمة البيان إلى سلسلة من الخطوات والخطط العملية والتنفيذية، ليس أمراً مضموناً دائماً، فثمة عوائق صلبة وعقبات كأداء سيتعين دائما اجتيازها قبل أن تصل المهمة إلى خواتيمها ... والأهم من كل هذا وذاك، أن الحكومات لم تعودنا على وضع البرامج المجدولة زمنياً، والمقرونة بمعايير للإنجاز، فتأتي بياناتها، عامة فضفاضة، يصعب التعرف على هوية الحكومة التي تقدمت بها، بعد مرور عام أو بضعة أعوام.
هذه المرة، تبدو عيون الأردنيين متسمرة صوب العبدلي، ترقب كل كلمة في بيان الحكومة الوزاري، وتجري المقاربات والمقارنات، بين الوعود التي قطعت لـ»الدوار الرابع» وما تضمنه البيان الوزاري من خطط وتصورات... وسيَضرب كثير من الأردنيين المتشككين بـ»أهلية» التكليف، صفحاً عن الهفوات والهنات غير الهينات التي اشتمل عليها، إن هم وجدوا بياناً وزارياً مغايراً، وستزيد شكوكهم عمقاً واتساعاً، إن جاء البيان على شاكلة وطراز ركام البيانات المتعاقبة، التي أسهمت بأقدار متفاوتة في تشكيل الأزمة التي اعتصرتنا وكادت تعصف بنا.
سيظل هناك شكّاكون باستمرار، إذ حتى الذي قد يعجبهم البيان الوزاري، سيتساءلون بكثير من الشك والريبة: ومن هو الفريق الوزاري الذي سيحمل هذا البيان على أكتافه، وينقل مضامينه إلى حيز التنفيذ، ويقود البلاد من مطرح إلى مطرح ... لست ألومهم إن فعلوا ذلك، وإن كنت أعرف، كما غيري، بأن لدينا «نادي من المحترفين» بأصول ومهارات الشك والتثبيط والسلبية.
أما عن «البيان المغاير»، فأحسب أولاً: أنه لا يجوز وضع كافة المسائل والتحديات في سلة واحدة، وعلى القدر ذاته من الأهمية والأولوية ... وثانياً: أن «فقه الأولويات» يجب أن يلحظ ما يمكن إنجازه فوراً وما يحتاج لسنوات عديدة لكي يصبح أمراً ممكناً ... وثالثاً: أن الحكومة لا تمتلك عصا سحرية في الملفات الاقتصادية الأكثر عمقاً وصعوبة، بيد أنها تمتلك مثل هذه العصا، بل والكثير من العصي، في ملفات أخرى من نوع الإصلاح السياسي والإداري ومحاربة الفساد ومواجهة التطرف والغلو المبثوثين في ثنايا الدولة والمجتمع ... رابعاً: على البيان أن يضع معايير الإنجاز في كل ملف يثيره، فلا تبقى لغة الإنشاء والتعميم هي سيدة الموقف، فهل يكفي مثلاً أن يُقال «قانون انتخاب حديث وعصري» من دون أن نفصح عن أهدافه ومراميه، التي ستحكم عمل الخبراء والمختصين عند إعداد القانون الجديد، وتشكل أرضية لتوافق عريض حول هذا القانون الأساسي... وما ينطبق على قانون الانتخابات، ينطبق على قانون الضريبة، بل وعلى كافة المشاريع والقوانين التي تستعد الحكومة، أو هي تعهدت بتقديمها للمجلس في أقرب فرصة.
لقاء «الدوار الرابع» بـ»العبدلي» هو اختبار مهم بكل تأكيد... الدولة نجحت في اختبار التكليف، ولم تصب النجاح ذاته في اختبار التأليف، فكيف ستجتاز اختبار البيان الوزاري وماراثون الثقة؟ ... أسئلة برسم الأيام القليلة القادمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة واختبار البـيـــان الــــوزاري الحكومة واختبار البـيـــان الــــوزاري



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك

GMT 05:02 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

شخص يضرم النار داخل مسجد أثناء صلاة العشاءفي شيشاوة

GMT 23:52 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

متصرفو المغرب يعتصمون أمام وزارة المال في الرباط

GMT 14:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل بشعة تهزّ حي التقدم في الرباط

GMT 21:47 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف عداء مغربي لأربعة أعوام بسبب المنشطات

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 20:54 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

إنشاء 3 شواطئ صناعية في كورنيش مدينة الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya