هل يخرج ترامب من البيت الأبيض قبل أن ترفع طهران الراية البيضاء

هل يخرج ترامب من البيت الأبيض قبل أن ترفع طهران الراية البيضاء؟

المغرب اليوم -

هل يخرج ترامب من البيت الأبيض قبل أن ترفع طهران الراية البيضاء

بقلم : عريب الرنتاوي

الرزمة الثانية من العقوبات الأمريكية ضد إيران، دخلت حيز التنفيذ، واستهدفت على نحو خاص، قطاعي الطاقة والبنوك الاستراتيجيين ... رهان واشنطن الأصلي انعقد على «تصفير» صادرات إيران النفطية، وتقطيع صلات طهران بالنظام المصرفي العالمي «سويفت»، بيد أن شكوكاً كبيرة، تحيط بقدرة الولايات المتحدة على الوصول إلى هذه الأهداف، وثمة من يرجح عودتها للتفاوض مع إيران، من نقطة أدنى بكثير من شروط مايك بومبيو الاثنتي عشرة الشهيرة.
مع أول دفعة «إعفاءات» صدرت عن واشنطن وشملت ثمانية دول، كُشف النقاب عن أربعة منها: تركيا، كوريا الجنوبية، اليابان والهند، تأكد استحالة ترجمة سياسة «صفر صادرات»، فالدول الأربع وحدها، تستهلك ما قيمته، نصف صادرات إيران من الخام ... وعندما يكشف النقاب عن الدول الأربعة الأخرى المعفاة من الحظر الأمريكي، سترتفع هذه النسبة، وربما ترتفع كثيراً.
ولأن التعويض عن النفط الإيراني لا يبدو متاحاً بسهولة لأي من الدول المنتجة والمصدرة للنفط، فإن من المنتظر أن تشهد أسعار الخام ارتفاعاً ملحوظاً في المرحلة المقبلة، ما يعني أن إيران ستعوض بالأسعار المرتفعة، أية انخفاضات في كمية النفط المصدر بفعل الحظر الأمريكي ... الأمر الذي سيمكن طهران من الاحتفاظ بمنسوب «معقول» من العائدات النفطية.
وإذا ما نجحت أوروبا في الوفاء بالتزامها، خلق «آلية جديدة» لحماية شركاتها التي تتعامل مع السوق الإيراني، فإن طهران ستكون قد ضمنت ديمومة تبادلاتها التجارية مع أهم المراكز الدولية باستثناء الولايات المتحدة: روسيا، الصين، الهند، البريكس، تركيا والاتحاد الأوروبي ... وكما هو معلوم، فقد أفلتت طهران من قبضة عقوبات دولية وأممية صارمة وشاملة، انخرطت فيها معظم الأطراف سابقة الذكرة، فهل ستخضع في قادمات الأيام، ومعظم دول العالم، لا تنتوي الاستجابة للدعوات الأمريكية؟
أما عن «الدولار» كعملة للتبادل التجاري، وخروج إيران من نظام «سويفت» الذي لم تدخله أصلاً، فهذه قصة، قد تكون انعكاساتها متوسطة المدى على واشنطن أشد فداحة من انعكاساتها على طهران، ذلك أن توسع إدارة ترامب في فرض نظام عقوبات على عدد وافر من دول العالم، وبما يشمل أكثر من مليارين من سكان الكرة الأرضية، يدفع هذه الدول، للبحث عن أنظمة بديلة وموازية لنظام «سويفت» ولاعتماد الدولار كعملة للتجارة العالمية ... إيران هي المستفيد الأكبر من نظام كهذا، وكثير من الدول مستعدة لمواصلة تجارتها معها بعملات محلية أو بأية عملات «صعبة» أخرى، خلا الدولار الأمريكي.
ميدانياً، ليست إيران طرفاً هشاً» يمكن اقتلاعه من الإقليم، أو إنهاء دوره في كثير من نزاعاته، فعلى امتداد العقود الأربعة الفائتة، بنت طهران لنفسها منازل كثيرة في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين، وهيهات أن تصل أي من دول الأزمات المفتوحة هذه، شواطئ الحل النهائي، من دون أن تكون طهران حاضرة على المائدة بشكل من الأشكال ... أوراق واشنطن في الإقليم، ليست أكثر أو أقوى بكثير من أوراق طهران، والتجربة دللت على أن إيران نجحت في كسب الرهان على حلفائها في غير ساحة، بخلاف واشنطن، التي طالما تمتعت بنفس قصير في إدارة هذه الأزمات أو السعي لحلها...
لذلك، لا تكف إدارة ترامب عن تكرار الدعوة تلو الأخرى لطهران للدخول في جولة مفاوضات جديدة حول برنامجيها النووي والصاروخي ونفوذها الإقليمي ... وبرغم ضجيج المواجهة بين الجانبين الذي يصم الآذان، إلا أن مصادر عديدة ذات اطلاع واسع، تتحدث عن مفاوضات مباشرة وغير مباشرة، تجري بوساطة أطراف عديدة، من بينها عُمان، لاحتواء الموقف ومنع الانزلاق إلى قعر مواجهة غير محسوبة، وربما العودة إلى تفاهمات جديدة، حول العناوين المشار إليها.
لن تكسر العقوبات ظهر إيران، ولن تدفعها لرفع الراية البيضاء والتسليم بشروط بومبيو التي هي إعادة انتاج لشروط نتنياهو ... لكن من السذاجة الظن، بأن إيران لن تتأثر بهذه العقوبات القاسية، وأنها اتخذت من التدابير من يكفي لدرء الأضرار الفادحة على اقتصادها ورفاه أبنائها ... ما يعني أن المواجهة ولعبة عض الأصابع قد تطول بين الجانبين، وقد يخرج ترامب من بيته الأبيض، قبل أن تصرخ طهران ألماً، أو أن تجثو على ركبتيها طلباً للصفح الأمريكي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يخرج ترامب من البيت الأبيض قبل أن ترفع طهران الراية البيضاء هل يخرج ترامب من البيت الأبيض قبل أن ترفع طهران الراية البيضاء



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya