كله بيطلع فى الغسيل

كله بيطلع فى الغسيل

المغرب اليوم -

كله بيطلع فى الغسيل

عماد الدين أديب

على مقهى فى أحد أحياء القاهرة الشعبية جلس أحد المرشحين الذين فازوا فى المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية يدخن الشيشة ويرتشف كوباً من الينسون الساخن.

وبينما هو فى حالة الاستمتاع بالدخان والشراب، قطع عليه خلوته أحد الشباب الذين ينتمون إلى دائرته الانتخابية، ودار بينهما الحوار التالى:

الناخب: مساء الفل يا سيادة النائب.

المرشح: شكراً، لكنى لم أصبح رسمياً نائباً، فالنيابة لا تطلق على الإنسان إلا بعد قسَم الجلسة الأولى للبرلمان.

الناخب: أنا من الذين أعطوك صوتهم يا سيدى، وجميعنا لدينا أمل كبير فيك.

المرشح: شكراً يا عزيزى، ربنا يقدّرنا على خدمة الوطن وأبناء الدائرة.

الناخب: لدينا مشاكل كثيرة فى الدائرة يا باشا.

المرشح: «زى إيه»؟

الناخب: المجارى حولت الشوارع إلى بركة، والتعليم زفت، والصحة متأخرة، والبطالة فى كل مكان.

المرشح: هذه مشاكل أزلية لا يمكن لبرلمان فى دورة واحدة أن يقضى عليها.

الناخب: المهم يا باشا أن تكون هناك بداية، لأن كل نائب يأتى بوعود ثم يفشل فى تحقيق أى تقدم ثم يلقى باللوم على قلة الوقت.

المرشح: بالضبط، الوقت قصير والمشاكل ضخمة وهائلة تحتاج إلى عقود من الزمن لحلها.

الناخب: من أين سوف تبدأ خطتك فى حل مشاكل الدائرة؟

المرشح: سوف أبدأ أولاً فى إقامة جسور من العلاقات القوية مع كبار المسئولين فى الدولة.

الناخب: لماذا؟

المرشح: لأن الدولة هى التى تملك الموارد، والوزراء هم الذين بيدهم القرار، والمحليات لا تعمل إلا بأمر المحافظ، والمحافظ يتبع الوزير، وهكذا.

الناخب: وماذا يحدث لو لم توفَّق فى إقامة علاقات «حلوة» مع الوزراء؟

المرشح: أكون قد هلكت، وتكونون أنتم جميعاً فى «خبر كان»!

الناخب: يعنى مصير النائب فى يد الوزير؟

المرشح: هذه هى الحقيقة المُرة.

الناخب: وأكذوبة أن البرلمان يراقب السلطة التنفيذية ويُصدر التشريعات؟

المرشح: هذا ما ينص عليه كل دستور، ولكن الواقع مختلف تماماً يا ابنى.

الناخب (فى حزن): اسمح لى بأن أنصرف يا باشا.

المرشح: لماذا لا تجلس وتدخن معى وتشرب كوباً من الينسون؟

الناخب: كفانى الذل الذى شربته والذى سوف نشربه فى المستقبل.

المرشح: يا ابنى تفاءل، كله بيعدى وكله بيطلع فى الغسيل!

انصرف الناخب الشاب وهو يفكر فى أحدث نظرية سياسية وهى نظرية «كله بيطلع فى الغسيل».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كله بيطلع فى الغسيل كله بيطلع فى الغسيل



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya