التكفير السياسى

التكفير السياسى!

المغرب اليوم -

التكفير السياسى

عماد الدين أديب

نحن نظهر رفضنا الكامل لكل من يمارس التكفير الدينى علينا أو على غيرنا، بينما نقع جميعاً فى فخ أسوأ من التكفير الدينى وهو التكفير السياسى!

جميعنا نمتلك الامتياز الحصرى والتوكيل الوحيد للنزاهة والشرف، بحيث نستطيع أن نصدر أحكاماً سياسية على من يخالفنا الرأى.

نحن نقول ونكتب ليل نهار «هذا فاسد»، وذاك «كاذب» وهذا لا يصلح للمنصب «وذاك تاريخه أسود».

نمتلك قائمة اتهامات لا تنتهى، نوجهها هكذا دون سند أو أدلة ضد كل من يخالفنا الرأى، ودون مراعاة أثر ذلك عليهم أو على سمعتهم أو أسرهم.

وأسهل الأمور هو تسريب أكذوبة على مواقع الإنترنت حتى تتحول فى دقائق على الشبكة العنكبوتية إلى مادة صحفية يستخدمها الجميع وكأنها معلومة حقيقية، وكأنها وثيقة اتهام دامغة لا تقبل الشك!

منطق التكفير السياسى يقوم على أن هناك قوى «سلفية سياسية»، بمعنى أن هناك من يمتلك الأصول الفكرية السياسية، وهو قادر من خلالها على أن يوزع الأوسمة على هذا أو يوزع الاتهامات على ذاك.

إن منطق «أنا قادر على أمنحك صفة (بطل) أو صفة (خائن) بناءً على حكم خاص يصدر منى وحدى بناءً على أهواء نفسى» هو عمل خطير للغاية!

الرأى العام والقانون وحدهما هما اللذان يملكان الحق فى إنصاف هذا أو إدانة ذاك.

نحن نتميز بقسوة لا حدود لها فى الحكم على الغير، ونمارس هذا الأمر بلا انضباط قانونى ولا معايير أخلاقية.

نذبح بعضنا البعض، ونقوم يومياً بالاغتيال المعنوى لغيرنا دون أن نتقى الله ودون أن ندرك مخاطر التدمير المعنوى لبعضنا البعض.

التكفير السياسى أخطر ما يهدد تماسك أى مجتمع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكفير السياسى التكفير السياسى



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

واتساب يضيف ميزة نالت إعجاب مستخدميه

GMT 02:06 2018 الخميس ,12 تموز / يوليو

سعر ومواصفات "كيا سبورتاج 2019" في السعودية

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 23:59 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

معلول يؤكد أهمية فوز المنتخب التونسي على بنما
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya