عماد الدين أديب
متى ينتهى الكلام عن الأوضاع الأمنية ويبدأ الكلام عن السياسة؟
ومتى يبدأ الكلام عن السياسة ويتلاءم معه الحديث عن الاقتصاد؟
ومن يفتح ملف الاقتصاد من منطلق خلق فرص عمل جديدة؟
ومتى يكون التخطيط لفرص العمل من منظور العدالة الاجتماعية؟
يجب أن نخرج من حالة «الإخوان فوبيا» التى تسيطر على عقولنا ونفوسنا ونبدأ فى النظر بعمق داخل أوضاعنا الداخلية ومحاولة تغييرها إلى الأفضل والانطلاق إلى عالم أكثر رحابة وحرية وتنمية تسود فيه قيم من العدالة والمساواة للجميع فى ظل دولة القانون.
قد يبدو كلامى هذا نوعاً من الرومانسية المفرطة ولكن كل الأفكار والمبادئ الإنسانية بدأت من فكرة سامية ونبيلة قد لا تصل إليها كاملة لكنها تسعى إلى الاقتراب منها قدر الإمكان.
لا بد أن نخرج من حالة «رد الفعل» التى أوصلتنا لها حالة «الإخوان فوبيا»!
جماعة الإخوان عاشت، عن حق أو عن تهويل، حالة اجتماعية مرضية من الاضطهاد السياسى ظلت تعانى منها على مدار 83 عاماً وفى العام الـ84 حينما تولى أحد أعضائها ولأول مرة مقعد الرئاسة عاشت تُسقط حالتها المرضية على المجتمع.
ضحايا حولوا مجتمعهم هو الآخر إلى ضحية!
ويجب ألا يتحول ضحية الضحية هو الآخر إلى مريض يحاول إسقاط عقدته النفسية على مجتمع جديد وضحايا جدد.
فلنترك الملف الأمنى للإخوان إلى سلطات التحقيق والقضاء ولننطلق من منظور البناء والتفكير الإيجابى ونترك منطق رد الفعل تجاه تصرفات الإخوان.
يجب ألا نبنى حياتنا على أى يوم قررت فيه الجماعة التظاهر، أو أى طريق قررت أن تقطع، أو أى شعار أحمق حاولت أن ترفع.
الحياة، وأقصد بذلك حياة ملايين المصريين تتعدى بكثير حالة الإخوان فوبيا.
نقلًا عن جريدة "الوطن" المصرية