الطبقة الوسطى العربية

الطبقة الوسطى العربية!

المغرب اليوم -

الطبقة الوسطى العربية

عماد الدين أديب

لو كنت مكان أي مسؤول عربي لطلبت معلومات دقيقة وصحيحة ومفصلة حول حجم وطبيعة واتجاهات الطبقة الوسطى في بلادي. أهمية الطبقة الوسطى في أي نظام أو مجتمع أنها الطبقة «القاطرة» للتنمية، والعنصر الأساسي في تحقيق الرضا عن النظام أو الدافع إلى الثورة. الطبقة الوسطى هي الطبقة الأكثر تعلما، والأكثر من ناحية الحركة الاجتماعية والتواصل مع الشارع. وكلما زادت الطبقة الوسطى زادت مطالبها، ولكن أيضا زاد معدل الأمان الاجتماعي. تآكل الطبقة الوسطى خطر، ونموها القوي - أيضا – خطر، بمفهوم تماسك وبقاء السلطة. إن معضلة الطبقة الوسطى تحتاج إلى فهم عميق ودؤوب، لأن معدل التغييرات في سلوكيات واتجاهات هذه الطبقة سريع ومطرد ومتطرف، ينتقل من أقصى اتجاه إلى الاتجاه الآخر! وفي معظم الثورات فإن شريحة الطبقة الوسطى تكون هي الأكثر حركية في قيادة ودعم النظام الثوري الجديد. وفي كثير من الحالات العربية تأتي الثورة في بدايتها معبرة عن الطبقات الشعبية بشعارات ترفعها الطبقة الوسطى المدنية، ثم ينتهي الأمر بهذه الثورة إلى 4 احتمالات: 1) أن تتحول إلى انقلاب عسكري. 2) أن تختطف بواسطة قوى دينية متشددة. 3) أن تأتي بنظام شبيه أو أسوأ من الذي تمت الثورة ضده. 4) أن تتحول من حالة «الاستقرار المفروض» بواسطة الاستبداد إلى حالة «الفوضى المخيفة» الناتجة عن سياسة الدولة المنهارة الرخوة! إن أهم ما يجب أن يستلفت نظر صانع القرار العربي هو التركز العددي للطبقة الوسطى في المدن الرئيسية وفي الأطراف المهمشة، ويجب أيضا بعد الحصر الرقمي التحليل الكمي والكيفي لمستوى المعيشة والتعليم والثقافة وحجم ومستوى الرعاية الصحية. المثير في تحليل ظاهرة الطبقة الوسطى في العالم العربي أنها خير من يقود حركة التغيير وآخر من يعرف كيفية الاستفادة منها! والأكثر إثارة في محاولة فهم الشريحة العليا من الطبقة الوسطى في العالم العربي أنها ليست مسيسة بالشكل التقليدي المتعارف عليه وهو ممارسة العمل السياسي عبر نشاط حزبي منظم، لكنها تعمل «بالقطعة» في المناسبات السياسية القائمة على الهبات الموسمية! هذه الشريحة قادت الثورات في تونس ومصر وليبيا ثم قررت بعد عدة أسابيع العودة إلى حياتها الطبيعية وتركت «غنائم» الأنظمة التي أسقطتها لغيرها!  نقلاً عن جريدة " الشرق الأوسط " .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطبقة الوسطى العربية الطبقة الوسطى العربية



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya