كيف فسر أردوغان محاولة الانقلاب

كيف فسر أردوغان محاولة الانقلاب؟

المغرب اليوم -

كيف فسر أردوغان محاولة الانقلاب

بقلم : عماد الدين أديب

كون أمام أى زعيم سياسى فى الحكم عقب أزمة تكاد تطيح به وتضعه وتضع سلامته الشخصية وسلامة نظامه السياسى على حافة الهاوية 3 خيارات أساسية:

الأول: أن يفهم أن الأزمة التى خرج منها بسلام ونجاح كانت مؤامرة فاشلة لم يتحقق لها النجاح إما لشعبيته أو لسوء تخطيط المؤامرة، أو أن عناية الله التى تعلو كل شىء هى التى أنقذته.

الثانى: أن يدرك أن الثورة أو التمرد أو الانقلاب الذى كاد يطيح به هو ضوء أحمر تحذيرى وناقوس خطر جاء كى يجعله ينتبه لأخطاء فى الحكم أو رد فعل لسياسات مرفوضة من بعض أو كل الرأى العام.

الثالث: أن يتريث فى الخروج من دائرة إصدار الحكم السريع على ما حدث، إما مؤامرة أو رد فعل على أخطاء، ويفعل كما تفعل الأنظمة العاقلة ويشكل لجنة محايدة مستقلة لتقدم له تقريراً يتسم بالتوازن والموضوعية يحدد المسئوليات والحقائق عما حدث.

وما تدل عليه الأحداث أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وقع فى شرك الاحتمال الأول وهو تفسير كل ما حدث على أنه مؤامرة من الألف إلى الياء دون أن يكون له أدنى مسئولية عما حدث ودون أن يدرك أن كثيراً من سياساته الانفرادية العصبية الخاطئة هى التى ساهمت بشكل قوى فى إثارة غضب تيار من ضمن تيارات الجيش التركى.

وخطورة الاكتفاء الكامل بتبنى تحليل المؤامرة فى مثل هذه الأحداث الكبرى هى أنه تفسير مريح للغاية للحاكم يعفيه تماماً من أدنى مسئولية ولا يجعله يتوقف أمام الأخطاء السابقة ويسعى إلى الإصلاح.

نعم، محاولة قلب نظام الحكم بالقوة المسلحة هى خروج على الشرعية وتآمر على دولة القانون، لكنه لا يعفى أن تكون هناك -أيضاً- بعض الأخطاء أو الخطايا التى تدفع إلى مثل هذه الأفعال.

إن القبض على 6 آلاف شخص وإبعاد أكثر من 2000 قاضٍ والدعوة إلى العودة لتنفيذ «أحكام الإعدام» فى المتهمين بعمل الانقلاب تعكس تبنى أردوغان لنظرية المؤامرة والسعى إلى الثأر السياسى والقصاص عبر أدوات الدولة.

هل ستصبح تركيا أكثر أمناً بعد فشل الانقلاب وعقب رد فعل أردوغان وحكومته؟ هل سياسة القبضة الحديدية هى الحل أم السعى إلى المزيد من الإصلاحات؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف فسر أردوغان محاولة الانقلاب كيف فسر أردوغان محاولة الانقلاب



GMT 07:09 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هل تتجرع إيران الكأس المرُة للمرة الثالثة؟

GMT 05:21 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

الصديق -وليس العميل- دائماً على حق

GMT 04:33 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مستقبل "داعش"

GMT 07:12 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 01:49 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تألق عمرو دياب في حفلة الكريسماس داخل أحد الفنادق النيلية

GMT 23:53 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

اللاعب جلال الداودي يلتحق بصدارة هدافي الدوري المغربي

GMT 07:42 2013 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

5 غُرف مستوحاة من عالم "ديزني" تُرضي كل الأذواق

GMT 03:45 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

جيجي حديد تظهر جمالها الجذاب في عرض للماسكرا

GMT 11:15 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مهمة وعمليّة لتوزيع صور الأسرة على الحائط بشكل مثالي

GMT 00:37 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

"كورشوفيل" أفضل منتج للتزلَج على مستوى العالم
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya