البحث عن وظيفة

البحث عن وظيفة

المغرب اليوم -

البحث عن وظيفة

بقلم : عماد الدين أديب

بعد صلاة التراويح جلس الصحافى على قهوة شعبية فى ميدان الحسين يدخن الشيشة ويحتسى قدحاً من الشاى الممزوج بالنعناع الأخضر، وبينما هو فى حالة تأمل وتفكير اقتحم خلوته شاب ثورى متحمس واستأذن للجلوس معه ودار بينهما الحوار التالى:

الشاب: يا أستاذ، الحياة أصبحت صعبة جداً هذه الأيام.

الصحافى: كيف؟ أرجوك اشرح لى.

الشاب: ظروف المعيشة، الخدمات، الأسعار.

الصحافى: انت بتشتغل فين؟ وبتاخد كام؟

الشاب «ساخراً»: أنا خريج منذ 4 سنوات وحتى الآن لم أجد وظيفة.

الصحافى: من أى كلية تخرجت؟

الشاب: كلية التجارة قسم محاسبة.

الصحافى: هناك الكثير من الشركات الخاصة التى تبحث عن محاسبين.

الشاب: لكنهم يريدون خبرة لا تقل عن خمس سنوات.

الصحافى: وماذا تفعل الآن؟

الشاب: أنا أعيش عبئاً على والدى الذى يعمل محاسباً فى وزارة التموين، وأنت تعرف أجور الحكومة.

الصحافى: كيف تقضى يومك؟

الشاب: أجلس على مواقع الإنترنت ساهراً حتى مطلع الفجر، ثم أنام حتى الخامسة مساء، ثم أفطر وأذهب للجلوس على مقهى الحى ألعب طاولة.

الصحافى: ولماذا لم تفكر أن تعمل فى أى وظيفة مؤقتة؟

الشاب: مثل ماذا؟

الصحافى: سائق، جرسون، أى وظيفة إدارية بسيطة.

الشاب: القيادة تحتاج لرخصة، وأنا أخجل أن أعمل فى وظيفة فيها خدمة للزبائن، وبقية الوظائف تحتاج لواسطة.

الصحافى: بصراحة أنت مدلل، الشباب فى الغرب يعملون وهم فى الجامعة كى ينفقوا على مصاريف الدراسة.

الشاب: هذا صحيح لأن الغرب فيه فرص عمل، أما نحن فلا توجد لدينا فرص عمل.

الصحافى: هذا غير صحيح، هناك ندرة فى المهن الحرفية مثل السباكين والنقاشين والنجارين وموظفى السياحة والعمال الفنيين فى المصانع.

الشاب: لا توجد وظائف فى المصانع.

الصحافى: هذا غير صحيح، اتحاد الصناعات أعلن عن حاجته لعشرات الآلاف من العمال ومنحهم فرصة تدريب بمكافأة ووعدهم بالتعيين فور إنهاء التدريب، وكان الإقبال ضعيفاً.

الشاب: هل تتهمنا بأننا نشكو بلا سبب؟

الصحافى: نعم، حلم الشاب هو الجلوس على مكتب بصرف النظر عن الدخل.

الشاب: إننا نعيش فى مجتمع متناقض تماماً.

الصحافى: كيف؟

الشاب: إنه مجتمع الناس المرتاحة جداً، وهم أقلية، فى مقابل مجتمع الناس التعبانة جداً، وهؤلاء هم الأغلبية.

الصحافى: نعم، هناك تفاوت كبير فى الدخول، ولكن الفوارق لن تذوب بالشكوى وحدها، ولكن بالعمل الجاد.

الشاب: أعطنى فرصة عمل وأنا سوف أعمل.

الصحافى: لا يمكن أن تجلس على المقهى كل يوم وتلعب طاولة والوظيفة سوف تأتيك على طبق من فضة.

الشاب: أنت ظالم. أنت لا تفهم الشباب.

الصحافى: وأنت كسول ولا تفهم معنى العمل.

وافترقا وكل منهما متمسك برأيه.

أخيراً.. أستأذنكم أعزائى القراء فى راحة مؤقتة من الكتابة حتى نهاية شهر رمضان الكريم.. إلى أن أعود.. دمتم فى خير..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن وظيفة البحث عن وظيفة



GMT 07:09 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هل تتجرع إيران الكأس المرُة للمرة الثالثة؟

GMT 05:21 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

الصديق -وليس العميل- دائماً على حق

GMT 04:33 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مستقبل "داعش"

GMT 07:12 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 01:49 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تألق عمرو دياب في حفلة الكريسماس داخل أحد الفنادق النيلية

GMT 23:53 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

اللاعب جلال الداودي يلتحق بصدارة هدافي الدوري المغربي

GMT 07:42 2013 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

5 غُرف مستوحاة من عالم "ديزني" تُرضي كل الأذواق

GMT 03:45 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

جيجي حديد تظهر جمالها الجذاب في عرض للماسكرا

GMT 11:15 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مهمة وعمليّة لتوزيع صور الأسرة على الحائط بشكل مثالي

GMT 00:37 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

"كورشوفيل" أفضل منتج للتزلَج على مستوى العالم
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya