أزمة «جنرالات المقاهى» فى مصر المحروسة

أزمة «جنرالات المقاهى» فى مصر المحروسة!

المغرب اليوم -

أزمة «جنرالات المقاهى» فى مصر المحروسة

بقلم ـ عماد الدين أديب

لدينا أزمة فى وجود «جنرالات مقاهى الإنترنت» الذين يقدمون فتاوى سياسية ويدلون بآراء وانتقادات لاذعة، وسباب يعاقب عليه القانون ويخالف آداب الحوار وقيم وأخلاقيات هذا المجتمع.

آخر هذه الفتاوى والحكاوى هو ما صدر تعقيباً على حادثة الواحات الإرهابية، التى حكى وألّف ولحّن البعض عليها حكايات وروايات تبدأ من أخطاء فادحة فى عدد الضحايا، إلى ادعاءات مغلوطة عن الواقعة، وصولاً إلى ما نشرته مواقع وصحف عن العثور على جثة محمد الحايس!

لم يجتهد أحد فى البحث والتدقيق، والسعى للحصول على معلومات من مصادرها، أو معرفة خصائص وطبوغرافيا المنطقة التى دارت فيها المعارك، ولا هوية القتلة، ولا نوعية الأسلحة المستخدمة.

باختصار فتوى بلا علم، وتحليل بلا دراسة، وادعاءات بلا وقائع، وأحكام قاطعة بلا أدلة، وأدلة بلا مصادر، ومصادر بلا أسماء، وأسماء لا قيمة لها ولا تخصص لديها حول المسائل.

الذى لم يتوقف أمامه إلا القليل القليل هو أن العنصر الحاكم فى هذه المنطقة التى دارت فيها الأحداث هو الطبيعة القاسية والمعقدة بمسرح القتال، التى تجعل أى جيش، وأكرر أى جيش، يعانى معاناة غير اعتيادية.

منطقة الواحات تدخل فى نطاق مسرح عمليات المنطقة الغربية العسكرية، التى يبلغ زمام مسئوليتها العسكرية الحدود المصرية - الليبية.

وقد لا يعرف البعض أن طول الحدود المصرية - الليبية هو ألف و50 كيلومتراً من الشمال عند البحر المتوسط حتى الحدود المصرية - السودانية.

وزاد من خطورة هذه الحدود 3 أمور أساسية:

1- سقوط نظام معمر القذافى وعمليات نهب مخازن أسلحته، بدءاً من الذخيرة إلى المدافع الرشاشة، إلى «الجرينوف»، حتى العربات حاملة الصواريخ المضادة للطائرات، ودخولها بكميات عقب انهيار الأمن فى مصر، حتى بلغ عدد قطع السلاح المهربة ما بين 16 مليون قطعة وأكثر من 50 مليون طلقة وقذيفة!

2- زيادة نشاط الجماعات السلفية الجهادية والإخوان وتنظيم داعش من السلوم عند المنفذ البرى ومن ناحيتى الهضبتين البحرية والقبلية والواحات.

3- اتساع مناطق الحدود مع ليبيا إلى نطاقات جبلية وكهوف وعرة ورمال شديدة القسوة، لذلك تم تقسيمها استراتيجياً إلى 3 قطاعات:

أ- من ساحل المتوسط إلى واحة جغبوب الليبية بطول 200 كم.

ب- من جغبوب إلى واحة سيوة بطول 65 كيلومتراً.

جـ- من سيوة حتى نقطة جبل العوينات بطول 785 كيلومتراً.

وحتى يتم تأمين هذه المنطقة، فإن ذلك يستدعى على الأقل 3 فِرق جيش متعددة الأسلحة، وجهاز استطلاع ضخم، وعمليات استطلاع جوى دائمة ومكثفة، وقوات خاصة مدربة على حرب الصحراء وقتال الميليشيات، والتحول من أسلوب قتال الجيش النظامى لجيش نظامى إلى أسلوب قتال قوات خاصة تدخل فى حرب عصابات.

وتعتبر الجغرافيا الوعرة فى تلك المنطقة المليئة بالدروب المعقدة و«المدقات» الجبلية هى مصدر ومنفذ دخول المتسللين من مهربين وإرهابيين، وتعتبر محاولة التأمين الكامل لها عملاً شبه مستحيل، وإلا كانت الولايات المتحدة صاحبة القوة العسكرية الأعظم فى العالم قد تمكنت من تأمين حدودها مع المكسيك البالغة 3200 كيلومتر، ما دعا «ترامب» إلى إطلاق مشروع بناء جدار عازل بتكلفة 20 مليار دولار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة «جنرالات المقاهى» فى مصر المحروسة أزمة «جنرالات المقاهى» فى مصر المحروسة



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

واتساب يضيف ميزة نالت إعجاب مستخدميه

GMT 02:06 2018 الخميس ,12 تموز / يوليو

سعر ومواصفات "كيا سبورتاج 2019" في السعودية

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 23:59 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

معلول يؤكد أهمية فوز المنتخب التونسي على بنما

GMT 23:43 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

توقيف أحد أباطرة تهريب المواد المخدرة إلى إسبانيا

GMT 04:44 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

ديكورات ريفية في مسكن أوبرا وينفري

GMT 11:41 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات تطبيق مكياج ترابي مميز بعدّة أساليب

GMT 05:02 2018 الأحد ,11 آذار/ مارس

"أمن مراكش" يفك لغز العثور على جثة جنين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya