بقلم : عماد الدين أديب
عنصر إيقاع وحركة العالم فى العام الجديد هو حقيقة سياسات واتجاهات الرئيس الأميركى المنتخب دونالد ترامب الذى يتسلم مقاليد حكمه بعد 15 يوماً.
وقد يقول قائل: «إنه مجرد رئيس جديد لا يمكن له أن يخرج عن الثابت فى سياسات الحزب الجمهورى واستراتيجيات الولايات المتحدة».
وقد يقول قائل إن كل رئيس يصل إلى الحكم فى واشنطن لديه فاتورة من المصالح عليه أن يقوم بسدادها للقوى وجماعات المصالح التى أوصلته إلى الحكم.
نقول لهذا وذاك: ذلك يصح تماماً مع كل الرؤساء الأمريكيين السابقين، إلا مع دونالد ترامب.
حالة «ترامب» من ناحية التركيبة الشخصية شديدة الاختلاف!
«ترامب» ليس من المؤسسة السياسية التقليدية، وليس من الأعضاء التقليديين فى الحزب الجمهورى، وليس لديه أى تاريخ فى الكونجرس أو الخارجية أو حكم ولاية أو عُمدية مدينة، إنه ببساطة رجل أعمال شديد الشراسة وشديد الجموح وخارج أى سيطرة سياسية.
هذه الشخصية «الشعبوية» التى وُلدت من خارج رحم أى مؤسسة أو جماعة تقليدية جعلت منه شخصية يتم اتباعها ولا تتبع أحداً، وشخصية قائدة ولكن لا تقاد، وراغبة فى تغيير قواعد اللعبة، وليست ملتزمة بها.
يمكن القول إن «ترامب» هو عكس «أوباما» فى كل شىء.
«أوباما» يختلف مع سياسات «بوتين»، أما «ترامب» فهو راغب فى اقتسام مناطق النفوذ معه.
«أوباما» يعتمد على إعطاء الأولوية لمنطقة جنوب شرق آسيا مع إعطاء أفضلية للعلاقات التجارية للصين، بينما «ترامب» يريد عقاب الصين تجارياً، وعلى استعداد لفتح علاقات مع تايوان.
«أوباما» على خلاف حاد مع «نتنياهو»، بينما «ترامب» يراه حليفاً، ويعد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو عمل لم يجرؤ أى رئيس أمريكى على فعله منذ حرب 1967!
«أوباما» لديه محاذير قوية ضد التعامل مع مصر السيسى، بينما «ترامب» يعتقد أن مصر السيسى هى حجر الزاوية فى مواجهة الإرهاب بالتعاون مع واشنطن.
أول مائة يوم فى حكم «ترامب» سوف تحكم على مدى مصداقية وعوده الانتخابية وقدرته على التغيير!
المصدر: صحيفة الوطن