عشاق الوهم

عشاق الوهم

المغرب اليوم -

عشاق الوهم

بقلم : عماد الدين أديب

يبدو أننا نعشق الوهم، ونفضل ذلك الشخص الذى يبيع لنا الوهم والوعود الكاذبة، ونغضب ونصاب بخيبة أمل كبرى من ذلك الذى يواجهنا بحقيقة الأمر مهما كانت قاسية ومؤلمة!

وكأننا مثل تلك الفتاة التى تفضل ذلك الشاب الذى يعدها كذباً بالزواج، وهو فى الحقيقة أبعد ما يكون عن هذا الأمر.

وتاريخ مصر المعاصر ملىء بآلاف الوعود الوهمية التى لم يتحقق منها أى شىء على أرض الواقع.

سمعنا فى الخمسينات عن مشروعات وحدوية مع العراق وسوريا واليمن والسعودية والسودان ولم يتحقق منها شىء.

سمعنا عن صواريخ «القاهر» و«الظافر» ثم توقف المشروع وبعدها بخمس سنوات حدثت هزيمة 1967.

سمعنا عن مشروعات الإسكان للجميع، وشقة لكل مواطن، ووظيفة لكل شاب متخرج، وسيارة بقرض ميسر لكل سائق تاكسى، ولم يحدث شىء، بل حدث العكس تماماً.

وسمعنا عن مضاعفة رقعة الأراضى الزراعية، والاكتفاء الذاتى بمحصول القمح، ومشروعات تربية العجول والماشية وتوفير اللحوم والثروة السمكية، وعشنا بعدها فى حالة من نقص فى الحاصلات وقحط فى المواد الغذائية.

وعشنا نحلم بمشروع توشكى، وفجأة حدث صمت ولم نعد نسمع عنه بعد تلك المليارات التى أنفقناها.

نحن نحب من يبيع لنا الوهم، ولا نحب من يقول لنا مثلما قال الزعيم البريطانى ونستون تشرشل لشعبه أثناء تلك الأيام الصعبة خلال الحرب العالمية الثانية: «لا أستطيع أن أعدكم بشىء سوى الدم والعرق والدموع».

بعدها، وبعدها فقط، خرجت بريطانيا من الآثار المدمرة للحرب، لأنها لم تعِش على الأوهام!

المصدر : صحيفة الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشاق الوهم عشاق الوهم



GMT 07:09 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هل تتجرع إيران الكأس المرُة للمرة الثالثة؟

GMT 05:21 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

الصديق -وليس العميل- دائماً على حق

GMT 04:33 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مستقبل "داعش"

GMT 07:12 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 20:21 2016 السبت ,16 تموز / يوليو

حقائق تقرير تشيلكوت ودلالاته..!!

GMT 02:52 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تجهيزات الفنادق لاستقبال موسم العطلات وعيد الميلاد المجيد

GMT 06:40 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

طرق إختيار الزيت المناسب لنوع الشعر

GMT 02:44 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

أسباب اختيار المرأة الخليجية ماسك الذهب

GMT 05:48 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

جان كلود جونكر يرغب في بقاء بريطانيا داخل "اليورو"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya