مرحلة ما بعد «داعش»

مرحلة ما بعد «داعش»؟

المغرب اليوم -

مرحلة ما بعد «داعش»

بقلم : عماد الدين أديب

ما زال عقل التحليل السياسى عندنا يقوم على الفكر الماضوى ولا يسعى بشكل علمى وموضوعى لاستشراف آفاق المستقبل بطريقة شفافة تتعامل مع الوقائع والحقائق والأرقام المجردة بعيداً عن روح الثأر والانحياز والأمنيات الشريرة.

بهذا المفهوم يتعين علينا من الآن أن نطرح السؤال عن مستقبل ما بعد تنظيم داعش؟

بالحسابات الرقمية وبموازين القوى العسكرية سوف ينكسر تنظيم داعش عسكرياً فى العراق وسوريا ولكن ستبقى «فكرة» و«مشروع» التنظيم كعقيدة فى عقول الشباب الذى يحلم بميلاد ونجاح الخلافة الإسلامية.

قد تنكسر قيادة التنظيم عبر عمليات القتل المنظمة بطائرات «الدرونز»، وقد تسقط القيادة العسكرية التى يديرها ضباط سابقون فى جيش البعث العراقى، وقد يتم تحرير كافة الأراضى التى احتلتها داعش من الموصل فى العراق إلى أطراف حلب فى سوريا، ولكن ستبقى الفكرة.

داعش، مثلها مثل القاعدة، تحولت إلى «حلم» و«مظلة»، تحتوى كل من يسعى إلى الجهاد لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، من سوريا إلى باكستان، ومن اليمن إلى الصين.

إذا انهزم التنظيم عسكرياً، فإن تعاطف الشباب سوف يزداد معه.

إذا انهزم التنظيم سوف تزداد حالة الشعور بالمظلومية تجاه ما سيتم تفسيره على أنه «تكالب القوى الصليبية» ضد مشروع الخلافة الإسلامية.

سوف تخرج دعوات من شباب الجهاد التكفيرى تطالب بالجهاد ضد الذين أسقطوا داعش.

المتوقع فى مرحلة ما بعد داعش ألا تظهر قوى «داعشية» أكثر اعتدالاً ولكن أكثر توحشاً عن التنظيم السابق.

داعش الجديدة قد تلجأ إلى الأسلحة الجرثومية والحرب الكيماوية واستخدام طائرات «الدرونز» فى حربها المقبلة.

ما لم نبدأ فى محاربة «داعش - الفكرة» فى مناهج التعليم الأولى، وفى منظومة ثقافتنا الوطنية، وفى تجديد خطابنا الدينى، فسوف تعود إلينا داعش بشكل أكثر قسوة وأكثر خطورة.

ومأساة طائرات قوى التحالف الأمريكى التى تقصف داعش يومياً تجعلنا نعتقد أنها بالقتل وحده تستطيع إنهاء الفكر التكفيرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرحلة ما بعد «داعش» مرحلة ما بعد «داعش»



GMT 07:09 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هل تتجرع إيران الكأس المرُة للمرة الثالثة؟

GMT 05:21 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

الصديق -وليس العميل- دائماً على حق

GMT 04:33 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مستقبل "داعش"

GMT 07:12 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya