هل الدكتور دكتور والمهندس بالفعل مهندس

هل الدكتور دكتور والمهندس بالفعل مهندس؟

المغرب اليوم -

هل الدكتور دكتور والمهندس بالفعل مهندس

عبد الرحمن الراشد

مثل مضبوطات المخدرات والأسلحة، صورت الشرطة السعودية قبل أسابيع قليلة طاولة رصت عليها مضبوطات تتألف من «أختام وشهادات وأقراص سي دي وخطابات»، وجميعها كانت أدوات تزوير للشهادات والوثائق المختلفة. وتقول الشرطة إنها معمل متكامل يحتوي على أدوات تزوير شهادات جامعية وأخرى خاصة بمعاهد أهلية ومعاهد أجنبية، وإنها ضبطت أختاما لجامعات وكليات ومعاهد سعودية وأجنبية، وأختام تصديق على صحة الختم، وأختاما لإدارات حكومية خدمية، بلغ عددها 32 ختما. كما تم ضبط أكثر من 16 ألف شهادة مزورة لجميع المراحل منها ما هو جاهز للتسليم. وبلغت الفضيحة صحيفة «التليغراف» البريطانية التي نقلت خبرا عن خمسة عشر ألف مهندس، ربما يحملون شهادات وهمية، جاءوا للعمل في المملكة. انتشار الشهادات الوهمية سببه سهولة التزوير إلكترونيا وطباعيا، وعدم التحقق من صحة معلومات المتقدمين وما يقدمونه من وثائق. وهي لم تكن مشكلة في السابق، لأنها كانت محدودة، وكان أصحابها يزينون جدران مكاتبهم بها. أما اليوم فإنها قضية خطيرة لأن في البلد مئات الآلاف من الأجانب الذين استقدموا في وظائف مهمة، مهندسين وأطباء وتقنيين، ومن يدري من هو الطبيب الحقيقي ومن المزور. وهناك مواطنون أيضا اكتشفوا طرقا سهلة لشراء شهادات وهمية وشغر وظائف هم ليسوا أهلا لها. وعندما لا يكون المهندس مهندسا ولا الطبيب طبيبا فمن يدفع ثمن الجرائم التي ترتكب باسم الشهادات الوهمية؟ عندما كانت الشهادات العليا جزءا من الوجاهة الاجتماعية لم تكن قضية أما اليوم فهي وسيلة للتكسب المالي، حيث يحصل حاملها على وظيفة أو يحسن دخله، فالدكتوراه تعطيه زيادة في مرتبه تصل إلى عشرين في المائة أكثر من حملة الشهادات الأدنى. والحقيقة ليس حملة الشهادات المزورة هم المشكلة فقط بل أيضا حملة الشهادات الحقيقية الذين هم غير مؤهلين لأداء وظائف بالغة الأهمية. وهذا ما دفع الحكومة البريطانية إلى استحداث امتحانات للكشف على قدرات الأطباء في مجالاتهم، وذلك نتيجة كثرة الأخطاء الطبية، وبسبب عدم اهتمام بعضهم بتطوير علومه ليساير المستجدات في مهنته، وبالتالي فإن الشهادة بحد ذاتها ليست كافية ليبقى في وظيفته، بل عليه أن يجتاز امتحانات لاحقة. كل ما نريد في هذه المرحلة اكتشاف المزورين، بعد أن شاع التزوير بسبب سهولته، وقد شاع في كل مكان في العالم تقريبا للأسباب نفسها، الاحتيال لأغراض مالية. وسبق أن قبض في دبي على جراح تجميل مزعوم انتحل اسم جراح عالمي مشهور وليس فقط شهادته! ولأن مجتمع المحتالين كبير ومتطور فلن يكون سهلا على الشركات والدوائر التوظيفية اكتشاف الأمر بنفسها، وواجب التفتيش والمراجعة الدورية يفترض أن يناط بجهة تعليمية تقدم الخدمة للقطاعين العام والخاص. كيف نعرف إن كان السائق يحمل شهادة قيادة صحيحة أو مزورة، وكيف نعرف من هو الكهربائي وخبير التغذية وأستاذ الجامعة وغير هؤلاء؟ هل يمكن أن تستحدث جهة وظيفتها التدقيق في صحة المعلومات؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الدكتور دكتور والمهندس بالفعل مهندس هل الدكتور دكتور والمهندس بالفعل مهندس



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya